سدّ ” أهل سوس “.. وجهة تستهوي عشّاق الطبيعة والهدوء بجبال اشتوكة
ياسين كوسكار
يُشكّل سدّ أهل سوس الواقع بالدائرة الجبلية لإقليم اشتوكة آيت باها، على بعد نحو 70 كيلومترا جنوب شرق مدينة أكادير، تحديدا بالجماعة الترابية آيت مزال، وجهة مفضّلة لدى العديد من الأسر من ساكنة المنطقة وأخرى مجاورة، الراغبة في الترويح عن النفس وقضاء لحظات من الإستجمام بين أحضان الطبيعة، خلال نهاية الأسبوع، لاسيما في الأوقات التي تُلامس فيها درجات الحرارة مستويات غير مألوفة.
المنشأة المائية التي أشرف الملك محمد السادس على وضع الحجر الأساس لبنائها خلال أواسط شهر يونيو من سنة 2000، والتي استغرقت أشغال تشييدها ما ينيف عن سنتين، تتكون من حاجز رئيسي بطول يفوق 216 مترًا و بارتفاع يبلغ حوالي 46 مترًا و تبلغ طاقتها الاستيعابية مايُعادل 5 ملايين متر مكعب؛ و يندرج هذا المشروع ضمن المساعي الرامية إلى تدعيم و تطوير الفلاحة السقوية بتراب دائرة آيت باها.
ولم يعد هذا السدّ المعروف محليّا بـ” الباراجْ “، يقتصر المتوافدون عليه من الساكنة المجاورة، بل بات يستقطب الزوّار من مناطق أخرى بجهة سوس ماسة، خاصة القاطنين بالمراكز الحضرية كبيوكرى و إنزكان و أكادير وغيرها، من أجل اكتشاف المكان، الذائع صيته على صعيد منطقة ” أكادير الكبير” ، بسحر طبيعته الخلاّبة و جماله الأخاذ الذي يسرّ الناظرين، ما جعل هذا السدّ المتواجد بجبال اقليم اشتوكة، يستهوي عشاق المناظر الطبيعية، ليصير واحدًا من الوجهات المفضّلة للراغبين في قضاء لحظات هادئة تخلو من الضجيج.
ضمن هذا الصدد، يقول سيف الدين المسامحي أحد من صادفناهم بسدّ أهل سوس، وهو القاطن بمدينة أكادير والمشتغل في مكتب للحسابات والإستشارات القانونية، إنه يختار بين الفينة والأخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، زيارة المكان المذكور، حيث ” أتناول وجبة الغذاء رفقة أسرتي الصغيرة، ونستمتع بالطبيعة وخرير المياه إلى غاية المساء، إسوةً بباقي المواطنين المتواجدين هنا، ثم نعود أدراجنا استعدادًا لبداية أسبوع حافل بنفسٍ جديد”، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل، تُحيط بحقينة سدّ ” أهل سوس” واحات من شجر الأركان، التي تعتبر مورد عيش غالبية الساكنة المحلية، من خلال تسويقه عبر تعاونيات نشيطة بالمنطقة، وخاصة النسائية، بعد عمليات عدّة يمرّ منها المنتوج انطلاقا من الجَنيْ و القليْ ثم العصر و التصفية.. حتى يصل إلى مراحله الأخيرة، قبل أن يتم عرضه من أجل التسويق في دكاكين هذه التعاونيات، التي تعتمد على الأركان كمادة أولية و أساسية في مختلف منتوجاتها، سواءً الغذائية منها أو التجميلية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية