رسالة مفتوحة تطالب وزير الأوقاف بالإعتراف رسميا بالزاوية الكركرية

قد يبدو لنا الوضع عاديا إلا أن الطريقة الكركرية تواجه صعوبات لا تظهر لنا، وجه نصر الله بلخياط رئيس مؤسسة الجائزة الإفريقية رسالة مفتوحة إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق، حول “وضعية طريقة صوفية مالكية المذهب والتي رأت النور في نواحي مدينة الناظور منذ 2013، هذه الطريقة لا تزال تمارس أنشطتها الروحية كجمعية صوفية وفق القوانين الجاري بها العمل”.

وأضاف نصر الله بلخياط في رسالته، يتوفر “سيت أنفو” على نُسخة منها، أن “هذه الطريقة الصوفية معروفة على الصعيد الدولي عند كبار العلماء في شتى الدول على غرار تونس وتركيا ومصر وموريتانيا، ومن الولايات المتحدة أيضا مثل الدكتور يوسف كازويت وهو أستاذ جامعي وباحث مختص في الميدان الصوفي ومن مريدي هذه الطريقة المغربية والذي كان من العلماء الذين شاركوا في إلقاء دروس أمام  الملك محمد السادس في إطار الدروس الحسنية الرمضانية بالقصر الملكي بالرباط”.

وأكد أن “هذه الطريقة تتبع منهجا صوفيا في تربية مريديها متصل السند بعبد السلام بن مشيش وكذا بكبار السادة الصوفية المغاربة العظماء، ونثير انتباهكم سيدي الوزير إلى أنه لمدة تناهز السبع سنوات ظلت وما كَلَّت هذه الطريقة تقوم بتفان تام وبانتظام مذهل وانطلاقا من نواحي مدينة الناظور على تربية ما يفوق 5000 مريد، من جميع أنحاء العالم ومن شتى الجنسيات، على حب الله وحب رسوله عليه الصلاة والسلام، وكل هذا دون أن تتلقى أدنى إجابة على طلب الدعم الذي تقدمت به هذه الطريقة مرارا وتكرارا لدى مندوبية الوزارة الوصية”.

وشدد أن “اعتراف رسمي بسيط لهذه الطريقة كزاوية صوفية مغربية كان سيجنبها كل الصعوبات التي تواجهها في أداء دورها على مستوى الدبلوماسية ذات التأثير الروحي في البلاد وفي كل أنحاء العالم خصوصا على مستوى القارة الإفريقية، هذا العام، ساهمت هذه الطريقة الصوفية المغربية في إنجاز بئرين مهمين بقريتين إفريقيتين، في دولتي الكاميرون والتوغو، كما ساهمت في التبرع بألف شجرة فاكهة، وفي حدث استثنائي في تاريخ الصوفية في إفريقيا ككل، قامت هذه الطريقة الصوفية المغربية في هذا الشهر المبارك وفي ظل ظروف جائحة كورونا بمنح مساعدة مالية لكنيسة سانت لويس الواقعة بمدينة وجدة وذلك لمساعدتها في إيواء ورعاية مهاجرين أفارقة يعيشون أوضاعا مزرية”.

وأشار  إلى أن “هذه الطريقة الصوفية المغربية تستعد لتسهيل بناء دار للأيتام في إحدى القرى الإفريقية قريبًا، وأن فروعها المتواجدة ببعض البلدان حصلت على الموافقة الرسمية لافتتاح مقرات لها هناك، وفي هذا الإطار من المهم جدا أن تعرفوا  أن هذه الطريقة الصوفية المغربية تمول أنشطتها المختلفة من خلال تبرعات مريديها أو المتعاطفين معها وكذا المحبين”.

وتابع:  “من المؤسف أن أخبركم أن هذه الطريقة الصوفية المغربية تواجه حاليا مشكلا عويصا على شكل عقوبة طالتها في إطار عملية تمديد لمقر زاويتها الواقعة بمدينة العروي، ضواحي الناظور. هذا المشكل العويص نتج بسبب خطأ في خطة التعديل المرخص بها التي تتطلب مبلغًا ضخمًا لتسويتها، أظنكم قد عرفتم أنني أتكلم عن الطريقة الكركرية التي شيخها محمد فوزي الكركري،  إن نهج الطريقة وأصولها متاحة على المواقع الرسمية للطريقة وكذا الأمر في الكتب التي يتم توفيرها للمريدين وعامة الناس في المكتبات، علاوة على ذلك فإن مريدي الطريقة الكركرية ينشطون بشكل واضح وجلي على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي وهذا الأمر يزيد من إثراء المبادئ الأساسية الخاصة، بالتربية الصوفية لإسعاد المحبين والمريدين البعيدين عن المغرب”.

وأوضح أن “جيلنا الإفريقي الجديد في أمس الحاجة إلى استعادة قيمه وأصالته، وإيماني قوي بأن المدارس الصوفية تساهم بشكل جد مهم في بلوغ هذه الغاية التربوية التي نحن في أمس الحاجة إليها، هذه الطرق الصوفية تقوم بتكوين مجاني أثبتت التجربة أنه الدرع الواقي ضد التجنيد الديني أو الثقافي الفاقد للأسس الصحيحة، لذلك، يشرفني أن أطلب منكم أن تدعموا بدوركم الطريقة الكركرية في انتشارها الدولي الذي يمثل قيمة رائعة تخدم أولا وقبل كل شيء التنمية البشرية العالمية والشباب الأفريقي”.

وأبرز، “أرجو منكم، نيابة عن مؤسستنا، التي هي لربما أول مؤسسة في تاريخ أفريقيا أشادت من خلال الجائزة الإفريقية بأكثر من 100 شخصية تنتمي لعالمي الاقتصاد والسياسة، بما في ذلك 7 رؤساء دول لقيامهم بمشاريع تحترم الأفارقة، يرجى منح اعتراف وزاري، وهو في رأينا المتواضع حق مستحق، للطريقة الكركرية كزاوية صوفية مغربية على اعتبار أن المملكة المغربية هي بالفعل وطن اليوم والغد لهذه الطريقة”.

واعتبر أن “دور الزوايا والأركان في الحفاظ على الوحدة الإقليمية عبر تاريخ المغرب بليغ للغاية في هذا المعنى، لطالما قام الزوايا بتعليم المواطن تكريمًا لفضائل مثل الصدق والإخلاص والشجاعة والصبر والإخلاص للوطن ووحدته الإقليمية. إن التاريخ الروحي للمغرب له عظمة لا يمكن إنكارها يتأكد أكثر فأكثر ، من خلال الدور الذي لعبه الملك من الآن فصاعداً كمرشد روحي وقائد للمؤمنين في جميع أنحاء إفريقيا”.

وشدد أن المغرب “تمكن  تدريجياً وبمنهجية واضحة من القضاء على الأطروحات الإيديولوجية الخاطئة التي   تولّد الفكر الظلامي المتطرف، ولمواجهة الفوضى التي تنتج عن إيمان مشوش وعقيدة غير سليمة، كان من الضروري الحذر والوقاية ضد ظهور الخطاب الراديكالي والمكائد التي تهدد أيضًا حرية الضمير الموجودة في كل مكان وزمان”.

 


انفصال “كوبل” شهير في “لالة العروسة”

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى