دور المهندس المساح الطبوغرافي في جهود إعادة الإعمار بعد زلزال الحوز
خص رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين، خالد يوسفي، وكالة المغرب العربي للأنباء بحديث تطرق من خلاله لمساهمة الهيئة في جهود إعادة الإعمار بعد زلزال الحوز، مسلطا الضوء حول مهنة المهندس الطبوغرافي والتحديات التي تواجه هذه المهنة.
1-هل يمكنكم تقديم نبذة مختصرة عن مهنة المهندس المساح الطبوغرافي؟
الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين هي مؤسسة أحدثت بموجب القانون 30.93، وتتمثل مهمتها في تنظيم وتدبير ممارسة مهنة الهندسة المساحية الطبوغرافية بالمغرب. وتنظم هذه المهنة عدة نصوص منذ عام 1960 حتى عام 1994 تاريخ إنشاء هياكل الهيئة التي تتشكل من مجلس وطني وأربعة مجالس جهوية بكل من الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش.
وتجمع هذه المهنة المهندسين الطبوغرافيين خريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، ومدارس أخرى مماثلة. وتضم الهيئة 1200 مهندسا مساحا طبوغرافيا، 16 في المائة منهم من النساء.
ويتلقى المهندس المساح الطوبوغرافي تكوينا مزدوجا علميا-تقنيا وقانونيا. ويعمل في عدة قطاعات، لاسيما العقار. ويعد المهني الأول الذي يعطي صورة حقيقية على الميدالن وطبيعة العقار.
2- ما هي أهم التحديات والرهانات التي تواجه المهندس المساح الطبوغرافي؟
المهندس المساح الطبوغرافي مدعو دائما إلى تطوير مهاراته في عالم يتغير بسرعة، وحيث تأخد التكنولوجيا والرقمي مساحة متزايدة. وبالتالي، يستثمر مهندسو المساحة الطبوغرافية في القطاع الخاص حوالي 100 مليون درهم سنويا في اقتناء المعدات التكنولوجية والتكوين المستمر.
يتعين على المهندس المساح الطبوغرافي والمقاولة الطبوغرافية الأخذ بعين الاعتبار تحديان رئيسيان في برنامجهما وخطط عملهما، فلا يمكنهما، اليوم، دعم السلطات العمومية في تنزيل السياسات العامة والمشاريع المهيكلة، دون امتلاكهما أحدث الأدوات التكنولوجية. حاليا، تم تجهيز عدة مهندسين مساحين طبوغرافيين بطائرات مسيرة وكاميرات وأجهزة استشعار لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية تمكن من التقاط صور والحصول على معطيات الموقع الجغرافي.
كما أن المهندس المساح الطبوغرافي ملزم بالتنسيق مع تخصصات أخرى (المهندسين المعماريين والمهندسين المدنيين والجغرافيين وغيرها) ويجب أن يزودهم ببيانات رقمية موثوقة يمكن مشاركتها واستغلالها. ولهذا، نصت الهيئة في مدونتها المتعلقة بالواجبات المهنية على التكوين المستمر الإلزامي لمدة 20 ساعة في السنة.
3 – ماذا عن الدور الذي يمكن أن يلعبه المهندس المساح الطبوغرافي في جهود إعادة الإعمار بعد الزلزال؟
في أعقاب زلزال الحوز، تم تعبئة كل المعنيين بالمهنة إلى جانب السلطات العمومية، في البداية، لتحديد الأضرار وحصر المباني التي هدمت أو تضررت جزئيا، ومن ثم جرى وضع المخططات الطبوغرافية للحالة الراهنة في المناطق المتضررة من الزلزال.
ففي البداية، قام المهندسون المساحون الطبوغرافيون، مجهزين بطائرات مسيرة، بالتقاط صورة جوية تعكس الواقع. وعلى هذا الأساس، تم إعداد مخططات طبوغرافية تمكن المهندسين المعماريين من تصميم مشاريعهم. وبعد مصادقة الإدارة عليها، يعود المهندس المساح الطبوغرافي مرة أخرى لتنزيلها ميدانيا وضمان تتبع مسلسل إعادة الإعمار.
تأخذ مشاريع إعادة الإعمار بعين الاعتبار المعطيات الواردة في خرائط المخاطر التي تضم المناطق التي لا ينبغي البناء فيها وتلك التي يمنع منعا كليا البناء فيها. وبالتالي فالمهندس المساح الطبوغرافي يواكب سيرورة عملية إعادة الإعمار بأكملها، بدء من التصميم وحتى تشييد البناية.