خبير مغربي يوضح بشأن كيفية مناهضة العنف الإلكتروني
فضاء افتراضي يزداد تعقيدا أكثر فأكثر، يواجه مستعملو وسائل التواصل الاجتماعي، صغارا وكبارا، مخاطر العنف الإلكتروني، لاسيما في ظل عدم معرفة الطرق السليمة لاستخدام الأنترنيت، وخاصة ما يتعلق بسرية حساباتهم وكذا الحفاظ على المسافة المطلوبة من الأشخاص الذين يعدون مصدرا للخطر أو “مجرمي الأنترنيت”.
في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يسلط رئيس المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار، ومدير فضاء “مغرب الثقة السيبرانية”، يوسف بنطالب، الضوء على هذا الموضوع.
1- طفل واحد من بين ثلاثة يقع ضحية التحرش الرقمي على مستوى العالم. فما المقصود بالعنف أو التنمر أو التحرش الإلكتروني/الرقمي؟
مصطلحات “التحرش الالكتروني” و”التنمر الرقمي”، وتدعى “cyberhrassment” في المملكة المتحدة”، و”cyberpesten” بألمانيا، و”cyberbullying” في البلدان الناطقة بالإنجليزية، تستعمل في بعض الأحيان كمرادفات، وبعض الأشخاص يستعملون مصطلح التنمر الإلكتروني لوصف التحرش عبر الإنترنيت، وبين القاصرين وفي الوسط المدرسي، كل هذه المصطلحات تعني كل فعل عدواني يقوم به شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص عبر شكل من أشكال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، بصفة متكررة ضد ضحية مفترض لا يستطيع بسهولة الدفاع عن نفسه. وبالتالي، فالتحرش الإلكتروني هو نوع خاص من أنواع العنف الإلكتروني الأكثر خطورة، والذي يشكل تهديدا حقيقيا لأمن الضحية، ويمكن أن يؤدي به في بعض الحالات القصوى إلى الاكتئاب وحتى إلى الانتحار.
2- أضحت الشبكات الاجتماعية وسيلة للتواصل واسعة الانتشار، وخاصة بالنسبة للشباب. كيف يمكن حمايتهم من مخاطر وتهديدات العنف الالكتروني، ولاسيما في الوسط المدرسي؟
تمثل الشبكات الاجتماعية فضاء مفضلا للشباب للتعبير والتواصل مع بعضهم البعض، حيث يشعرون بالقدرة على المناقشة بكل حرية، وربط علاقات مع أقرانهم، لكن للأسف قد يصبح هذا الفضاء في بعض الأحيان ساحة لتصفية الحسابات أو الانتقام. وبشكل عام، يمكن أن تتحول الخلافات بين الشباب في الوسط المدرسي إلى معركة على الشبكات الاجتماعية. كما يعتبر هذا الفضاء مجالا مفتوحا أمام الأشخاص الذين يشكلون خطرا، أي “مجرمي الأنترنيت”، من خلال “تقنيات الهندسة الاجتماعية” التي تتمثل في جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الضحية المحتملة، وهي معلومات تكون منشورة على الشبكات الاجتماعية، مما يسهل مهمة هؤلاء.
في هذا الإطار، من المهم تذكير الشباب بالممارسات السليمة لاستخدام الإنترنيت والشبكات الاجتماعية. فحسب آخر دراسة أجراها المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار سنة 2021، فإن أكثر من 50 بالمائة من الشباب المغربي لا يعرفون كيفية تعديل إعدادات الخصوصية في حساباتهم على الشبكات الاجتماعية، وهو ما يعرضهم لخطر قرصنة وسرقة البيانات. إنه رقم ينذر بالخطر.
مناهضة العنف الإلكتروني في الوسط المدرسي تمر بالأساس عبر مقاربة تربوية والتحسيس المستمر بقيم الاحترام والمسؤولية في العالم الرقمي.
3 – ما هي المسطرة الواجب سلكها في حالة العنف الإلكتروني؟
يعاقب القانون المغربي مرتكبي العنف والتحرش الالكتروني. ففي الحالة التي تكون فيها الوقائع خطيرة أو تتجاوز المقاربة التربوية، فإن المسطرة القضائية المتبعة هي نفسها التي تكون في حالة تعريض شخص للعنف، وهنا تقدم شكاية لمصالح الشرطة بالمدينة أو الدرك في المجال القروي، أو مباشرة إلى النيابة العامة. وتتوفر المصالح المختصة على وسائل تقنية حديثة للتصرف والتدخل من أجل حماية الضحية. ومع ذلك فإنه يجب أن لا ننسى خصوصية العنف الرقمي في ما يتعلق بالمحتوى، كالصور الفوتوغرافية أو الفيديو التي تكون موضوع العنف الإلكتروني، إذ يجب إعطاء أهمية خاصة لهذا المحتوى من أجل تسجيل الإثبات الرقمي، إذا لزم الأمر، والتأكد من حذف هذا المحتوى على الشبكات الاجتماعية أو أي منصة رقمية أخرى، من أجل إيقاف معاناة الضحية.
4 – تتوفر منصة “فضاء مغرب الثقة السيبرانية” على بوابة للمواكبة والتبليغ عن العنف الالكتروني، ما هي خصوصية هذه المنصة؟
تقدم منصة “فضاء مغرب الثقة السيبرانية” لمستخدمي الإنترنيت المغاربة خدمات استشارية تقنية من أجل حماية أنفسهم بشكل أفضل، وأيضا قانونية في حالة الحاجة إلى ذلك. كما يوفر الفضاء معلومات عن القوانين والمساطر الواجب اتباعها. والأهم، أنه من خلال شراكات موثوقة، بما فيها الشراكة مع “ميتا” (فيسبوك سابقا) ، يتلقى”فضاء مغرب الثقة السيبرانية”، تبليغات من أجل حذف محتويات العنف الالكتروني من منصات التواصل الاجتماعي. فسواء تعلق الأمر بصور، أو مقاطع فيديو توثق لاعتداء جنسي على أطفال مغاربة، فإن منصة “فضاء مغرب الثقة السيبرانية”، يعتبر خط مساعدة دولي، من خلال الشراكة الموثوقة مع “مؤسسة مراقبة الإنترنت” (Internet Watch Fondation). وتجدر الإشارة هنا أيضا إلى أن “فضاء مغرب الثقة السيبرانية” يشرف كذلك على بوابة ” WF-Maroc “، وهي البوابة الأولى في شمال إفريقيا والعالم العربي المتخصصة في إزالة هذا النوع من المحتوى ذي الطابع الجنسي.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية