حملة بالمغرب للقضاء على تسمم الدم
أعلنت “الجمعية الفرنسية لتسمم الدم”، التي تضم في عضويتها عائلات لمرضى ومهنيين في الصحة، عن إطلاق حملة توعوية وتحسيسية تحت شعار “يدا في يد لأجل القضاء على تسمم الدم”، وذلك تزامنا مع إحياء اليوم العالمي لداء تسمم الدم الذي يصادف 13 شتنبر في المغرب.
وتهدف الحملة، التي تمتد على مدى عدة شهور من السنة الجارية، إلى تحسيس عموم السكان كما مهنيي الصحة حول داء “تسمم الدم”، وتحفيز التفكير وإثارة النقاش مع السلطات المعنية والشركاء في قطاع الصحة حول أفضل الطرق للوقاية من هذا المرض، الذي يهدد الحياة، ومقاومته باعتباره مشكلة صحة عمومية على الصعيد العالمي.
وكشف بلاغ للجمعية توصل “سيت أنفو” به، أن داء تسمم الدم ينتج عن استجابة مناعية مفرطة لعدوى خطيرة، حيث في الأحوال العادية، يقاوم الجهاز المناعي العدوى والأمراض، إلا أنه، أحيانا، ولأسباب تظل غير معروفة، يهاجم الجهاز المناعي أعضاء وأنسجة الجسم، وهو ما يجعل من هذه العدوى، بشكل عام، سببا قويا وراء استشفاء المرضى وحدوث الوفيات نتيجة داء يهدد الصحة بشكل متزايد على الصعيد العالمي.
وأضاف البلاغ أنه بالموازاة مع شيخوخة السكان، فإن الحالات المحتمل إصابتها بالمرض، ينذر بمضاعفة عددها خلال الخمسين عاما المقبلة، لا سيما في سياق وجود عامل مقاومة المضادات الميكروبية. ورغم كل هذه المعطيات، فإن مرض تسمم الدم أو “تعفن الدم”، يظل غير معروف لدى عموم الناس.
وأوضحت الجمعية في بلاغها أن مهنيي الصحة بالمغرب كما في بعض الدول، يفتقدون إلى المعرفة بالداء، باستثناء المتخصصين المنخرطين بشكل فعلي في مجال التكفل بمرضى تسمم الدم.
وتقول جميلة حجال، مؤسسة “الجمعية الفرنسية لتسمم الدم “، وعضو الخبراء الدوليين في مجال تسمم الدم: “إن ضعف المعرفة وعدم كفاية تعبئة الفاعلين المعنيين، يؤثر صحيا، طبيا وسوسيو اقتصاديا على المريض وعلى محيطه، كما على المنظومة الصحية. في الواقع، يتمخض عن تسمم الدم، العديد من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على أمد حياة المرضى وعلى نفقات الأنظمة الصحية، دون احتساب عدد الوفيات التي يمكن تفادي وقوعها”.
وأضافت حجال أنه “وتبعا لذلك، يصبح الوعي والتحسيس بالمرض، من التحديات التي لا يمكن إنكارها في مسار مكافحة هذه الآفة الصحية غير المعروفة. في السياق المغربي، حيث بات إصلاح المنظومة الصحية من الأولويات، فإن المقاربة التي نعتمدها، ترتكز على الانخراط ومشاركتنا جميع الأطراف المعنية لتشكيل وعي جماعي بالمرض، إضافة إلى مطالبة السلطات العمومية بوضع استراتيجيات تسمح بتأمين الوقاية من المرض وتشخيصه والتكفل السريع والملائم به في بلدنا الأم”.
وترتكز الحملة على إنتاج سلسلة من الفيديوهات التربوية باللغة العربية الفصحى واللغة الفرنسية، من إنجاز أطباء من تخصصات مختلفة، ينخرطون في عملية التكفل الطبي متعدد التخصصات بمرضى الداء، (الإنعاش والتخدير، الأمراض التعفنية، أمراض الجهاز العصبي وطب الأطفال وتخصصات أخرى).
وسيجري نشر هذه الفيديوهات، على نطاق واسع، في مواقع التواصل الاجتماعي. كما من المبرمج إجراء مجموعة من الحوارات والمشاركة في برامج متخصصة في الصحة، على أثير الإذاعات أو على شاشات التلفاز، لأجل نشر التوعية والتحسيس بمرض تسمم الدم.
أما بالنسبة إلى مهنيي الصحة، جرى تحضير أشرطة فيديو ذات محتوى علمي، مصممة من طرف خبراء دوليين في مجال تسمم الدم، تندرج، أيضا، ضمن برنامج عمل الجمعية الفرنسية لتسمم الدم في المغرب.
ومن بين أقوى فعاليات الحملة التواصلية، عقد ندوة علمية عن بعد، يوم 3 أكتوبر المقبل على الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، من تأطير خبراء مغاربة ودوليين.
وتهدف “الجمعية الفرنسية لتسمم الدم”، من خلال مجموع الأنشطة المخطط تنفيذها في المغرب، إلى “انقاذ حياة العديد من أرواح المرضى عبر تنمية المعارف بالمرض لدى عموم الناس وتحسيس مهنيي الصحة بالدور الحاسم للتشخيص السريع، أو ما يصطلح عليه بـ”الساعات الذهبيةّ” (Golden hours) في عملية التكفل الطبي المناسب بتسمم الدم. ويعد ذلك من الدوافع القوية التي تحرك السيدة جميلة حجال على إثر فقدانها لفلذة كبدها فارس، ابنها الذي توفي عن عمر 13 سنة بعد صدمة لتسمم الدم على إثر إصابته بالتهاب الصفاق الزائد.
يشار إلى أن تسمم الدم يعد أول سبب للوفيات، التي يمكن تفاديها في العالم، وينتج عن اضطراب في النظام المناعي، الذي بدلا من العمل على محاربة العدوى بالتعفنات، يعمل على تخريب أعضاء وأنسجة جسمنا، ما يتسبب في فشل وظيفي لعدد من الأعضاء الحيوية في الجسم والتعرض لصدمة تعفن الدم، وأخيرا الوفاة.
ويتسبب تسمم الدم في وفاة 11 مليون شخص سنويا عبر العالم، أي وفاة واحدة في كل 2,8 ثواني وإصابة 50 مليون شخص بتسمم الدم عبر العالم، ووفاة قرابة 700 000 شخص في أوروبا، ووفاة 57 000 شخص في فرنسا، وفاة قرابة (2) مليوني شخصا في أفريقيا.
ومن أكثر العوامل المعروفة للإصابة بعدوى تسمم الدم، الالتهابات الرئوية، البولية أو التهابات أو ارتفاع نبضات القلب، اضطراب في الوعي أو ضعف التركيز، القيء، حدوث تغييرات مهمة في عدد الكريات البيضاء في الدم.
ومن أفضل الطرق لمكافحة تسمم الدم، يأتي في المقدمة، الوقاية من التعفن أو الالتهاب عن طريق التلقيح، نظافة اليدين والتحسيس بتسمم الدم. وتعبا لوتيرة حدوث المرض وخطورته، فإن الأمر يستوجب الاستثمار في التكفل الطبي المبكر والمناسب، وهو ما يعرف بـ”الساعات الذهبية”.(Golden hours).
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية