حصاد: 100 ألف تلميذ يكررون ”التحضيري” و140 ألف ينقطعون عن الدراسة مبكرا
أماط محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، اللثام عن وضع تعليمي مزري، تعيش على وقعه مدارس المملكة، حين كشف عن معطيات وأرقام توضح مدى تأزم قطاع التعليم بالمغرب، سواء فيما يتعلق بنسب الاكتظاظ المهولة، والرقم الضخم من أبناء المغاربة الذين يغادرون المدارس في وقت مبكر، وهو ما دفع بالوزارة إلى إعادة النظر في الإستراتيجية المتبعة ابتداء من الموسم المقبل، لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
وأشار حصاد، الذي يتحدث صباح يومه 26 يوليوز 2017، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية عشرة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إلى أن 100.000 طفلا يكررون السنة الأولى ابتدائي ( التحضيري) سنويا، أي ما بنسبة 15 في المائة، موضحا أن ذلك يؤثر بشكل سلبي على التلاميذ المكررين، و”محكوم عليهم” بالفشل منذ البداية، كما شدد على أن أزيد من 140.000 تلميذا مغربيا ينقطعون عن الدراسة منذ المراحل الابتدائية، أي بما نسبته 5 في المائة.
وقال إن اشتغال الوزارة يجب أن يركز على التعليم الأساسي، و ” إلا مخدمناش هاد الساس معمر التعليم اتقاد”، يقول حصاد، وعليه قررت وزارته، بحسب الوزير نفسه، الاشتغال على مستويات لإصلاح التعليم الابتدائي، منها الإستراتيجي والتنظيمي، وتتمثل أساسا في تنزيل الإطار المرجعي للتعليم الأولي، وخفض سن التمدرس إلى خمس سنوات ونصف، بدءا من الموسم المقبل 2017- 2018، وسيتم تعميم هذا المخطط على مدى العشر سنوات المقبلة.
ومن بين الإجراءات الواردة في المخطط الجديد، أوضح حصاد أن موسم 2017 و 2018، سيعرف القطاع التعليمي بالمغرب إقحام اللغة الفرنسية ابتداء من السنة الأولى ابتدائي ( حصة ساعتين في الأسبوع)، وستكون شفاهية ومصاحبة ببعض الكتابة، فيما ذكر حصاد أن الوزارة ستخرج من التعليم الأكاديمي نحو تعليم ” الحياة العادية” في المستويين الخامس والسادس ابتدائي.
وأشار وزير الداخلية السابق الذي تقلد حقيبة التلعليم في حكومة العثماني، إلى أن إلى أن وزارته ستسعى أيضا إلى التخفيض من نسبة الاكتظاظ المهول الذي تعرفه المدارس المغربية، عبر تخفيض عدد التلاميذ إلى 30 تلميذا في القسم الواحد ابتداء من السنة المقبلة في التعليم الابتدائي.
كما قررت الوزارة خلال الموسم الدارسي المقبل مراجعة بعض المناهج والمقررات الدراسية، التي لم يتم إعادة النظر فيها منذ 15 سنة، فيما سيتم تغيير منهج تدريس اللغة العربية، واعترف حصاد أن التلاميذ يصلون إلى نهاية مشوارهم الدراسي الابتدائي دون إتقانهم اللغة العربية، موضحا في هذا الصدد أن المغرب سيعتمد المقاربة القديمة في التعليم، عبر الانتقال من المنهجية العامة ( la méthode globale)، نحو المنهجية الجزئية (La méthode syllabique) المعتمدة في سنوات السبعينات والثمانينيات وحتى بداية التسعينيات.
وأوضح حصاد أن هذه المنهجية التي تطبق في السنة الأولى ابتدائي، ستعمم على باقي السنوات الدراسية الأخرى ابتداء من الموسم الدراسي 2018-2019، مضيفا أن الكتب المدرسية الدراسية الجديدة المرافقة لهذه الإجراءات ستصدر ابتداء من الموسم الدراسي المقبل.
وأكد أن مادة الرياضيات ستدرس باللغة الفرنسية، بدل اللغة العربية المعمول بها، حيث إن مصطلحات المادة ستدرس بلغة مولير.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية