جنازة مسعود أكوزال تجمع شخصيات رفيعة بمكناس
جرى اليوم الإثنين تشييع جنازة رجل الأعمال والمقاوم المغربي مولاي مسعود أكوزال، بمقبرة سيدي بوزكري بمكناس في موكب جنائزي مهيب وفي جو من الخشوع والتضرع.
وووري جثمان الفقيد الثرى بعد صلاة الظهر بحضور العديد من الشخصيات من عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والمقاولين ورجال الأعمال والمسؤولين المحليين وأفراد أسرته وذويه.
وتليت بهذه المناسبة الأليمة آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الفقيد، كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يثيبه عما قدم من تضحيات وخدمات ومساهمات جليلة في عالم الاقتصاد والمقاولة ودعم أعمال الخير والإحسان.
كما رفعت أكف الضراعة إلى الله عز وجل أن يرزق الملك محمد السادس العز والنصر والتمكين وأن يديم عليه موفور الصحة والعافية، وأن يحفظ ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وكان الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية ومواساة الى أفراد أسرة الفقيد أعرب فيها جلالته عن “أحر التعازي وأصدق المواساة في هذا المصاب الأليم”، مستحضرا جلالته “ما كان يتحلى به، رحمه الله، من مناقب إنسانية رفيعة، جعلت منه مثالا للوطنيين الغيورين، الذين أبلوا البلاء الحسن في خدمة وطنهم، والدفاع عن ثوابته المقدسة، في ولاء مكين للعرش العلوي المجيد “.
ومما جاء في هذه البرقية “وإذ نشاطركم مشاعركم في هذا الرزء، الذي لا راد لقضاء الله فيه، لنسأله سبحانه وتعالى أن يعوضكم عن رحيله جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يثيبه الجزاء الأوفى على ما أسداه لوطنه من خدمات جليلة، وعلى ما قدم بين يدي ربه من صادق الأعمال والمبرات، ويتقبله في عداد الصالحين من عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أشاد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري بالإسهامات الكبرى للراحل في مرحلة الكفاح ضد الاستعمار وأيضا على درب البناء والنماء غداة الاستقلال مرورا بإسهامه الكبير ماديا ولوجيستيا في المسيرة الخضراء المظفرة.
وقال “إننا نودع اليوم وطنيا غيورا ومناضلا كبيرا ومقاوما فذا”، مضيفا أن مسيرته الوطنية والنضالية الحافلة بالمواقف الخالدة تعد نبراسا للأجيال الحالية من اجل المضي على طريق البناء والتنمية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لبناء مغرب الغد.
ومن جهته قال صلاح الدين مزوار رئيس الاتحاد العالم لمقاولات المغرب: “إننا فقدنا اليوم احد الوجوه البارزة في تاريخ المقاولات المغربية”، مستحضرا وطنية الفقيد وكرمه وبساطته وحبه للعمل الخيري.
وقال إنه بالإضافة لإقامته لمجموعة اقتصادية كبرى متنوعة ومزدهرة، كان مولاي مسعود اكوزال يناضل من أجل ان يصبح المغرب بلدا متقدما اقتصاديا معبرا عن اسفه لفقدان القطاع الخاص الوطني لواحد من رجاله الاكثر حكمة.
وتوفي مولاي مسعود اكوزال يوم السبت باحد مستشفيات الدار البيضاء عن سن 89 عاما، بعد معاناة مع المرض.
ويعتبر الراحل وهو من مواليد بلدة “ادا أوكنيضيف” باشتوكة آيت باها سنة 1930، أحد أبرز الفاعلين الاقتصاديين العصاميين، حيث أسس، بعيد الاستقلال، مجموعة من الأنشطة التجارية والصناعية بالعديد من المدن المغربية .
وقد بدأ الراحل أكوزال مشواره، خلال سنوات الأربعينيات، بتأسيسه شركة لتوزيع الزيوت بمدينة مكناس، ليصبح منذ سنة 1956 أول مصدر لزيت الزيتون نحو إيطاليا .
وأسس الراحل، بعد ذلك بعقدين، شركة “زيوت مكناس”، ثم في سنة 1974 ولج قطاع العقارات وصناعة الصباغة بشرائه لشركتي (شيميكولور) و(شيميلابو) خلال مرحلة التأميم .
كما ارتبط اسم الراحل مولاي مسعود أكوزال بمقاومة الاستعمار، ودعم المسيرة الخضراء بالتموين واللوجستيك .
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية