توفيق السميدة يكتب: تجربة عريضة “الحياة” ماذا نريد لهذا البلد؟
عندما انخرطنا تطوعيا في تنزيل الديمقراطية التشاركية على أرض الواقع باعتبارها من أهم مكتسبات دستور 2011، فلأن ذلك كان إيمانا راسخا منّا كمواطنين فاعلين بضرورة الاستمرار في الانتقال الديموقراطي ببلدنا الذي تعثر وانتكس غيرما مرة.
عريضة المطالبة بإحداث صندوق مكافحة السرطان ساهمت بشكل كبير في هذا التنزيل الفعلي للديموقراطية التشاركية، التنزيل الذي تطوع من أجله آلاف المغاربة وساهمت في تفعيله جميع فئات المجتمع المغربي وحسياسياته وأطيافه، بحكم أن الهدف منها إنساني نبيل بالدرجة الأولى.
اليوم وقد قطعت هذه المبادرة أشواطا كبيرة بعد مخاض غير هيّن، وصولا إلى قبولها شكلا لا مضمونا، يصعب علينا الاستمرار في بث الأمل حولنا.
الأكيد اليوم أن التجربة سجلها التاريخ كونها أول عريضة تبلغ مقصدها رغم كل الإكراهات المسطرية والشروط التعجيزية، كما تسجل الهوة الهائلة بين آمال المواطن المغربي وانشغالات الحكومة وأولوياتها.
اليوم وقد جاء رد رئاسة الحكومة عبارة عن بدائل لمطلب العريضة الأساس، امتزج في الحقيقة احساسنا بالنصر كون العريضة قبلت شكلا مع إحساسنا بخيبة آمال كبيرة، باعتبار أن المضمون تمّ الالتفاف عليه بتقديم بدائل لا تستجيب لكنه المطالب المضمنة في مضمون عريضة الحياة.
لا ندري اليوم كيف سنستعيد الأمل في مستقبل هذا البلد ومؤسساته الدستورية وكيف لنا أن ندعو إلى مبادرات تجعل المواطن عنصرا محوريا في الخيار الديموقراطي الذي أسِّست حوله الوثيقة الدستورية لسنة 2011.
عن تنسيقية عريضة الحياة أكَادير سوس ماسة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية