تنسيق نسائي يدعو إلى تغيير شامل وعميق لمدونة الأسرة بالمغرب
تم مؤخرا، تأسيس التنسيقية النسائية من أجل التغيير الشامل والعميق لمدونة الأسرة، والذي يضم كلا من اتحاد العمل النسائي، والجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، والجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، وفيدرالية رابطة حقوق النساء وجمعية جسور ملتقى النساء المغربيات، ثم الجمعية المغربية لمناهضة العنف ضد النساء، إضافة إلى جمعية صوت المرأة الأمازيغية.
وأفادت الهيئات الحقوقية في بلاغ يتوفر “سيت أنفو” على نسخة منه، أن إحداث هذا التنسيق، الذي أطلق عليه اسم “التنسيقية النسائية من أجل التغيير الشامل و العميق لمدونة الأسرة”، يأتي كمبادرة للجمعيات النسائية المناضلة من أجل تغيير القوانين التمييزية، والتي تحمل نفس التصور وتوحدها نفس الغايات وتجمعها نفس المطالب، وذلك من أجل وضع خطة عمل مشتركة، ورسم خارطة الطريق للترافع وتقديم مقترحاتها بخصوص قانون أسري يستجيب للواقع اليومي للنساء وللتطورات التي عرفها المغرب على المستوى التشريعي و الاقتصادي و الثقافي، وللتحولات الاجتماعية خلال قرابة عقدين من تفعيل مدونة الأسرة.
وأوضح البلاغ، أن الجمعيات النسائية والحقوقية وحلفائها رافقت تطبيق مدونة الأسرة خلال 18 سنة الماضية، وقدمت بصددها ملاحظاتها وعناصر مساءلتها، كما أطلقت في السنوات الأخيرة حملة من أجل التغيير الشامل والعميق للمدونة قصد ملاءمتها مع دستور 2011 ومع التزامات المغرب الدولية.
ودعت المدافعين عن الحقوق الإنسانية للنساء إلى الانخراط في هذه الدينامية بناء على المرجعية الكونية لحقوق النساء المتضمنة في المواثيق الدولية، ومقتضيات الدستور المغربي كأساس لكل مطالبها من أجل التغيير الشامل والعميق لمدونة الاسرة.
وعبرت عن انخراطها ومساهمتها في إرساء مجتمع مغربي يتمتع فيه الجميع بنفس الحقوق في كل الوضعيات والحالات وتفعيل هذا المبدأ في كافة القوانين وفي الفضاءين الخاص والعام.
كما دعت إلى جعل قيمة المساواة قيمة مؤسسة لكل إصلاح للقوانين الوطنية، ولكل سياسة عمومية تعكس هذه القوانين على أرض الواقع وتتضمن مؤشرات التتبع وقياس الأثر، ولكل الآليات الدستورية التي يجب أن تتلاءم أدوارها ومهامها مع الدستور ومع التزامات الأممية للمغرب.
وأكدت على ضرورة مرافقة كل إصلاح بأدوات كفيلة بتفكيك البناء التقليدي للعلاقة بين الرجال والنساء في الحياة الخاصة، من خلال مراجعة الجهاز المفاهيمي المكرس لبراديغم القوامة والأسرة الأبوية، وتغيير التمثلات المترسبة في أذهان الأفراد بما يساهم في تكسير الصور النمطية لمهام وأدوار الرجال والنساء.