تقرير يكشف أرقاما جديدة حول ظاهرة الإرهاب

كشف التقرير الذي أصدره المركز المغربي لدراسة الإرهاب والتطرف، بعنوان: خريطة الإرهاب بالمغرب ( 2018_2015 )، أن خمس جهات بالمغرب من أصل 12 جهة، هيمنت على 72 في المائة من عدد الأفراد المعتقلين ضمن الخلايا الإرهابية المفككة من طرف الأجهزة الأمنية خلال ثلاث سنوات الأخيرة.

وحسب التقرير الذي أعده محمد بن عيسى الباحث بنفس المركز، فإن جهة طنجة تطوان الحسيمة احتلت المرتبة الأولى وطنيا في عدد الأفراد المعتقلين ضمن الخلايا الإرهابية  بـ 21 % متبوعة بجهة فاس مكناس بـ 16 % وجهة الشرق 14 % و جهة الدار البيضاء بـ 12 % وجهة بني ملال خنيفرة بـ 9 % وهو ما يشكل  نسبة  72 %. بينما 28 % موزعة على 7 جهات وهي : 8 % جهة الرباط سلا القنيطرة، و 6 % جهة مراكش آسفي، و 5 % لكل من جهة العيون و سوس ماسة، و 2 % جهة كلميم واد نون، و 1 % لكل من جهة الداخلة واد الذهب وجهة درعة تافيلات.

وأبرز الباحث على أن الظاهرة تزداد مؤشراتها عند الانتقال من الجنوب المغربي نحو شماله، على اعتبار أن كل انتقال يواكبه ازدياد حدة التوتر النفسي والثقافي والسوسيو اقتصادي بين الغرب المتقدم وشعوب شمال افريقيا المتخلفة. وأدى تمركز الأنشطة الاقتصادية في الجهات الخمس عموما الى نشوء أحزمة الفقر، وانتشار البناء العشوائي، والهجرة القروية المكثفة إلى تغير اجتماعي كبير. كما أن بعض هذه الجهات تتميز بانتشار أنشطة غير مشروعة كالتهريب ( وجدة، الناظور، تطوان … ) والاتجار في المخدرات، ولا يمكن إغفال دور سبتة ومليلية المحتلتين في عمليات التجنيد والاستقطاب والتمويل.

وأحصى التقرير تفكيك 52 خلية إرهابية، 21 خلال سنة 2015 و 19 خلال سنة 2016 و 9 خلال سنة 2017 و 4 فقط خلال سنة 2018 ، جميعها مرتبطة بتنظيم ” داعش”.

وأرجع الباحث التراجع في الخلايا الإرهابية المفككة كل سنة إلى عوامل داخلية تمثلت في تأسيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية كبنية مؤسساتية جديدة متخصصة في التصدي للجريمة الإرهابية وباقي الجرائم المنصوص عليها في المادة 108 من قانون المسطرة الجنائية الماسة بأمن الدولة والجرائم العابرة للقارات. وهو ما سمح بتجميع المعطيات على الظاهرة في مؤسسة واحدة وتحليلها وتنسيق جهود باقي الأجهزة الأمنية والإستخباراتية مما أدى إلى انسجام وفعالية في الاداء ، عوض النهج الذي كان معمول به سابقا يتمثل في تداخل عمل أكثر من جهاز أمني واستخباراتي في قضايا الإرهاب و” المنافسة ” بينها إلى تشتيت الجهود وبطء الفعل.

وأكد التقرير أنه تم ادماج الأشخاص الذين كانوا متابعين في قضايا الإرهاب أو بعض العائدين من بؤر التوتر في برامج إعادة التأهيل التي تشرف عليها الرابطة المحمدية للعلماء والمندوبية السامية للسجون وإعادة الإدماج، إضافة إلى تراجع الاقتناع بـ ” الخطاب ” المتطرف لدى الشباب بسبب انتاج خطاب رقمي بديل، وانتقال وسائل الإعلام من مستوى نقل الخبر الإرهابي إلى مستوى التحسيس  بالظاهرة، وانخراط المجتمع المدني قوي في برامج للوقاية والتأطير.

أما على المستوى الخارجي،  ساهم اندحار تنظيم داعش بسوريا والعراق وليبيا إلى تراجع قدراته التنظيمية، مع ما واكب ذلك من مقتل العشرات من المقاتلين المغاربة لدى التنظيم الذين كانت من بين مهامهم تجنيد واستقطاب الشباب وتأسيس الخلايا الارهابية وتزكية القيادات المحلية … كما ادى ضرب تفكيك الخلايا التي كانت تنشط بين اسبانيا والمغرب الى الحد من تمويل الارهاب.

أما على مستوى الجنس، فقد شكل الذكور 95 % من المعتقلين في الخلايا الإرهابية مقابل 5 % فقط من الاناث بعضهن قاصرات، وارجع الباحث ذلك إلى أن التصور حول ظاهرة التطرف لدى العقل الأمني المغربي هي أنها ظاهرة ذكورية. علما ان الاناث لديهن قدرة فائقة على التمويه والتخفي بسبب طبيعة المجتمع المغربي الذي يعتبرهن عورة وهو ما يسمح لهن بحركية أكثر بعيدا عن العيون الامنية. مع العلم أن نساء مغربيات لعبوا دورا كبيرا في استقطاب وتجنيد الشباب، وترويج الأفكار المتطرفة على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي. إضافة إلى أن بعضهن  قيادات بارزات في التنظيمات المتطرفة وعلى رأسهم تنظيم داعش.

وأبرز التقرير  على أن عدد المعتقلين ضمن الخلايا الإرهابية مما كانوا ينوون التخطيط لعمليات إرهابية خلال سنة 2015  شكلوا  53 % ، وممن تورطوا في التمويل والتجنيد بـ 21 % و  14 % حاولوا الالتحاق ببؤر التوتر و 8 % ممن انخرط في تمجيد الإرهاب، إما على المستوي الرقمي ( شبكات التواصل الاجتماعي ) أو عبر كتابات تمجد الإرهاب على جذران بعض المؤسسات والفضاءات العمومية مثلا.

ويرجع هذا الارتفاع في محاولة استهداف المغرب وزعزعة استقراره إلى أن تنظيم داعش كان يتوفر على قدرات تنظيمية لابأس بها ولا زال مسيطرا على مساحات واسعة سوريا والعراق مع بداية ضرب  حصار خارجي لمنع التحاق متطوعين جدد به، وتبنى استراتيجية من اجل استهداف دول التحالف ضد داعش داخل اراضيها والتي يعد من بينها المغرب.

وأبرز التقرير أنه خلال سنة 2016 يلاحظ أن التخطيط للعمليات الإرهابية حافظ على نفس المؤشر تقريبا بـ 52  % مع ارتفاع لمحاولات الالتحاق ببؤر التوتر وخصوصا بفرع ليبيا بـ 30 % والتمويل والتجنيد بـ 9 % تمجيد الارهاب بـ 9 % أيضا.

كما جاء في التقرير أن خلال سنة 2017 التي تم تفكيك 9 خلايا فقط من طرف الأجهزة الأمنية، يلاحظ من خلال البيانات والإحصائيات أن هناك تشتت في الإستراتيجية بعد اندحار تنظيم داعش القوي بسوريا والعراق وبليبيا حيث  انخفض التخطيط للعمليات الإرهابية الى 31 % ومحاولة الالتحاق ببؤر التوتر إلى 31 % أيضا و 23  % تجنيد وتمويل الإرهاب، و 15 % لتمجيد الإرهاب.

وخلال الستة الأشهر الأولى من سنة 2018  التي تم خلالها  تفكيك 4 خلايا فقط، انخرط 75 % من الافراد المعتقلين في  تمجيد الإرهاب مقابل 25 % حاولوا التخطيط لعمليات ارهابية


أصوات من داخل مكتب ومنخرطي الرجاء ترفض التعاقد مع مدرب سابق للفريق

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى