تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة محور مؤتمر دولي بالرباط
ينكب خبراء مغاربة وأجانب يشاركون في المؤتمر الدولي حول التعلم مدى الحياة، المنعقد بالرباط، على بحث سبل تعزيز التعاون الدولي وتكثيف الجهود في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، وذلك بغية المساهمة في تحقيق هدف التنمية المستدامة.
ويتوخى المؤتمر، الذي يحتضنه مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، على مدى يومين (12 و13 يونيو الجاري)، إحداث شبكات جديدة للشراكة والتعاون الدولي بين المغرب وجمهورية كوريا والدول الأعضاء في “الإيسيسكو” ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”.
كما يهدف هذا المؤتمر، المنظم من قبل الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وبتنسيق مع المعهد الوطني للتعلم مدى الحياة بجمهورية كوريا، والجمعية الوطنية لمعاهد التعلم مدى الحياة في البلديات والأقاليم بجمهورية كوريا، ومنظمة “إيسيسكو” ومعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، إلى تحديد مقاربات مبتكرة في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، واستثمار التعاون الدولي لخلق فضاءات للتعاون المستدام في هذا المجال.
وحسب المنظمين، يشكل هذا الحدث مناسبة لمواصلة الإجراءات والمشاريع التي تم إطلاقها خلال المؤتمر الدولي السابع لتعلم وتعليم الكبار الذي انعقد خلال السنة الماضية بمراكش، بهدف تنسيق وتعزيز المجهودات المشتركة في مجال تعلم الكبار والتعلم مدى الحياة.
وذكروا أن هذا اللقاء يعد أرضية لتقاسم الخبرات والتجارب الرائدة والناجحة، وذلك نظرا لأهمية التعاون الدولي في تطوير التعلم مدى الحياة، ومن أجل بلوغ الهدف الرابع لأهداف التنمية المستدامة، مسجلين أنه من شأن هذا المؤتمر المساهمة في تقوية أواصر الشراكة والتعاون بين المغرب وجمهورية كوريا وبعض الدول الإفريقية المشاركة.
وفي هذا الصدد، قال مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية عبد الودود خربوش، إن هذه الندوة الدولية تأتي بعد سنة من انعقاد المؤتمر الدولي السابع لتعلم الكبار بمراكش، والذي تميز بتوجيه الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين فيه، أوصت بإحداث المعهد الإفريقي للتعلم مدى الحياة، ولجنة لمتابعة توصيات المؤتمر الذي حث دول العالم على تبني مجموعة من الإجراءات والمساطر الخاصة بتنفيذ استراتيجية تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة”.
وأضاف خربوش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب ينخرط في هذه الدينامية الحيوية، حيث قام بدعوة عدد من الدول الافريقية ودولة كوريا الجنوبية التي تشارك بوفد كبير، من أجل تقاسم التجارب وتبادل الخبرات المتعلقة بتطوير مفهوم التعلم مدى الحياة وتعليم الكبار، لاسيما محو الأمية.
ويعرف هذا المؤتمر تنظيم عدة جلسات تناقش مواضيع تهم، على الخصوص، “مقارنة بين نماذج المعاهد الدولية في مجال التعلم مدى الحياة”، و”من محو الأمية إلى التعلم مدى الحياة.. تغيير النموذج بعد المؤتمر الدولي لتعليم الكبار”، و”القراءة والكتابة والتعلم مدى الحياة.. من المستوى الوطني إلى المستوى المحلي”.
ويشهد هذا الحدث مشاركة، على الخصوص، مسؤولي وممثلي البلدان الافريقية الأعضاء في منظمتي “إيسيسكو” و”يونسكو”، وممثلي الدول الأعضاء في “البحث الإجرائي لقياس نتائج التعلمات في برامج محاربة الأمية”، وممثلين عن جمهورية كوريا، و”إدارات المعاهد الإقليمية للتعلم مدى الحياة”، بالإضافة إلى خبراء دوليين في هذا المجال، وأعضاء بمنظمات دولية في المغرب.
يذكر أن تعلم الكبار وتعليمهم يعتبر مكونا رئيسيا للتعلم مدى الحياة، ويشمل الأشكال التي تساهم في انخراطهم واندماجهم في مجتمعهم وفي سوق الشغل، أي جميع مسارات التعليم النظامي وغير النظامي التي تيسر للكبار تطوير مهاراتهم للعيش والعمل سواء لصالحهم أو لفائدة مجتمعهم أو مؤسساتهم.