إمكانية تشديد الإجراءات وفرض حجر صحي بالمغرب بسبب كورونا.. خبير يوضح ويكشف التحديات
بعد انتقال انتشار فيروس كوفيد-19 من المستوى ” الأخضر الضعيف ” إلى المستوى “البرتقالي المتوسط” خاصة بالمدن الكبرى بالمغرب، وتسجيل 607 إصابات جديدة بكورونا وحالتي وفاة أمس الثلاثاء، تساءل عدد من المواطنين بالمغرب حول إمكانية تشديد الإجراءات لتلقي الجرعة الثالثة أو فرض حجر صحي سيما وأنه لم يعد يفصلنا سوى أياما قليلة عن العيد الأضحى.
وفي هذا السياق، قال الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح لـ”سيت أنفو” إن الذي يحدد الإجراءات والتدابير الواقية من كورونا بالمغرب هي حالات المستشفيات والحالات الخطيرة والمنظومة الصحية، حيث أن الموجة الحالية لا تشكل أي تأثير، مشددا على أن وفيات كورونا والحالات الخطيرة ستشهد ارتفاعا في عددها كلما ارتفعت حالات الإصابة، وإن كان الأمر أقل خطورة من الموجات الأولى والثانية والثالثة.
وأضاف حمضي أن المغرب سيعرف موجة جديدة من الحالات الجديدة لكورونا فيما الوفيات والحالات الخطيرة ستكون أقل، مبرزا أنه من الناحية الطبية الوبائية ليس هناك مؤشرات تدل على أن البلاد ستكون في حاجة إلى اتخاذ إجراءات وبائية تشديدية أو فرض حجر صحي أو غيره.
وأوضح البرفيسور حمضي، أن الموجة الوبائية الحالية عرفتها جنوب إفريقيا وتعرفها البرتغال وأوروبا، حيث شهدت هذه البلدان وفيات لكورونا أكثر من السابق، وانتشارا أوسع لسلالة “BA5″، دون أن يشكل ذلك تهديدا للمنظومات الصحية، وبالتالي لن يكون هناك إجراءات مشددة، مشيرا إلى أن الموجة الحالية ستكون أكثر خطورة على حياة المواطنين خاصة منهم المسنون غير الملقحين بالجرعات الأولى والثانية والثالثة، وبالتالي يجب على هذه الفئة حماية أنفسهم لأنهم هم من يؤدون الثمن.
وتابع حمضي، أنه بالنسبة للإجراءات التي تتخذها الدول تتم بناء على المخاطر التي تواجهها أو التحديات التي تنتظرها، مضيفا أن المغرب يشهد ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كوورنا التي ستستمر في الارتفاع خاصة مع التزامن مع عطلة الصيف وعيد الأضحى، كما أن مؤشر التحاليل الإيجابية بدأت ترتفع حيث أنه قبل حوالي 6 أسابيع كنا في 0.5% في حين ارتفع معدل التحاليل أمس الثلاثاء إلى 10 في المائة، بحسب تعبير البرفيسور حمضي.
أما معدل انتشار فيروس كورونا بالمغرب فقد بلغ الأسبوع الماضي 1.19 في المائة بحسب ما أفاد به منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، معاذ المرابط، وهذا معناه أن الشخص المصاب ينقل العدوى لأكثر من شخص ما يدل على أن الفيروس في منحى تصاعدي، يقول حمضي.
وقال المتحدث ذاته، إن هناك تحدي آخر يتعلق بسلالة أوميكرون BA2 التي أضحت أكثر انتشارا من BA1، كما أن المغرب عرف دخول BA5 الأكثر انتشارا من BA2 الأمر الذي سيعطينا موجة جديدة من كوفيد-19، خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، فيما يرتقب أن يزيد عدد حالات الإصابة بكورونا خلال شهري نونبر ودجنبر المقبلين حيث ستصبح سلالة “BA5″ هي الأكثر انتشارا.
ودعا حمضي المواطنين إلى تجنب الفضاءات المغلقة التي ليست فيها تهوية وتدبير التجمعات الكبرى بشكل عقلاني وارتداء الكمامات بها، مشددا على ضرورة تلقيح الأشخاص البالغين 60 سنة فما فوق والذين يعانون من أمراض مزمنة بجرعات اللقاح الثلاثة، كما يتعين عليهم تفادي الأماكن المغلقة، أما الصحة العامة والمنظومة الصحية فلن تكون مهددة وبالتالي من الناحية الصحية ليس هناك ما يستدعي لاتخاذ إجراءات مشددة.
وكان منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، معاذ المرابط، أكد أمس الثلاثاء بالرباط، أن الوضعية الوبائية الراهنة تتميز بانتقال انتشار فيروس كوفيد-19 من المستوى ” الأخضر الضعيف ” إلى المستوى “البرتقالي المتوسط” خاصة بالمدن الكبرى.
وأوضح المرابط، خلال لقاء صحفي خصص لتقديم الحصيلة الشهرية المتعلقة بالحالة الوبائية لكوفيد-19 بالمغرب للفترة الممتدة من 11 ماي الى 07 يونيو 2022، أنه بعد فترة بينية استمرت ثلاثة أشهر منذ الأسبوع الأول من شهر مارس 2022، وتميزت بانتشار ضعيف الى جد ضعيف لفيروس السارس-كوف-2 في مختلف جهات المغرب، ينتقل انتشار الفيروس من المستوى “الأخضر الضعيف” الى المستوى “البرتقالي المتوسط” خاصة بالمدن الكبرى.
وأضاف أن معدل ايجابية التحاليل ارتفع بشكل تدريجي للأسبوع الرابع على التوالي من 0,6 في المئة ليصل إلى 5 في المئة في الأسبوع الأخير، في حين أن مؤشر توالد الحالات أصبح يساوي 1.19، داعيا المواطنين إلى العودة لارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو المزدحمة.
وحسب المرابط فإن الحالات الخطيرة والحرجة الجديدة الوافدة على أقسام العناية المركزة والإنعاش لم تعرف تغيرا ملموسا أو ملفتا، حيث إن العدد يبقى ضعيفا ولا يتجاوز 20 حالة جديدة في الأسبوع، أي أقل بكثير من واحد لكل مئة ألف نسمة.
ولفت، في هذا السياق، إلى أن 62 مريضا ولجوا أقسام العناية المركزة والإنعاش في الأربعة أسابيع الأخيرة، في حين غادر 47 بعد أن تحسن وضعهم الصحي.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أعلنت أمس الثلاثاء، عن تسجيل 607 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع الحصيلة الإجمالية للإصابات بالوباء في المغرب إلى مليون و171 ألفا و034 حالة.
وكشفت بيانات النشرة اليومية لوزارة الصحة، أن عدد الوفيات بلغ 16082 حالة، بعد تسجيل حالتي وفاة خلال الساعات الماضية.
كما تم تسجيل 299 حالة شفاء جديدة من فيروس كورونا المستجد، خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع الحصيلة الإجمالية لعدد المتعافين من “كوفيد19” إلى 1152.002.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية