تخفيف الحجر الصحي.. الرباط تستفيق من سباتها لتعود تدريجيا إلى الحياة العادية
شكلت مرحلة تخفيف الحجر الصحي التي انطلقت اليوم الخميس، لا سيما من خلال استئناف الأنشطة الاقتصادية وتجارة القرب، عودة حقيقية للحياة الطبيعية، وذلك بعد أزيد من شهرين من العزل الصحي.
وهكذا، استفاقت الرباط، المتواجدة في المنطقة 2 لتخفيف القيود، تدريجيا من سباتها الذي فرضه الحجر لإفساح المجال أمام استئناف النشاط.
وبدأ صوت منبهات السيارات يسمع مرة أخرى على مستوى الشوارع الرئيسية للعاصمة، على الرغم من أن رخص التنقل لا تزال بارزة في واجهة السيارات.
ولم تعد الأرصفة تخلو من المارة، خاصة عقب إعادة فتح المحلات التجارية التي تستأنف نشاطها بشكل شبه طبيعي، في ظل احترام قواعد التباعد الاجتماعي وتوفير السوائل المعقمة المتواجدة بين السلع المعتادة لكل تاجر، وذلك قصد السماح للزبناء، الذين يرتدون كماماتهم، بتعقيم أيديهم قبل الدخول إلى المتجر وبعد الخروج منه.
وقد رحب التجار بعودة هذا الرواج التجاري بعد توقفهم الإجباري النسبي، بل وحتى التام في بعض الأحيان، طوال فترة الحجر.
ينطبق الشيء نفسه على وسائل النقل العمومي بعد تمديد شركة (طرامواي) نطاق ساعات عمل خطوطها، من السابعة صباحا إلى غاية الثامنة مساء من الإثنين إلى الأحد، وذلك وفقا لتعليمات السلطات المحلية.
وعلى الرغم من أن مرارة عدم التواجد في المنطقة 1 من تخفيف القيود كانت واضحة على وجوه العديد من الأشخاص، إلا أن كلمتي الارتياح والأمل ترددتا مرارا وتكرارا على لسان المارة الذين استجوبتهم وكالة المغرب العربي للأنباء.
وفي هذا الصدد، قال إطار بنكي، إن اليوم طبعته عودة تدريجية إلى الحياة العادية مع افتتاح مقاه ومطاعم توفر خدمة “الطلبيات الجاهزة”، فضلا عن متاجر القرب التي تستأنف نشاطها، مشيرا إلى أن هذه الأمور، التي تبدو عادية في ظاهرها، تحمل بريق أمل وبصيصا من النور في آخر النفق. وأضاف “آمل أن نتغلب على هذه الجائحة في أقرب الآجال”.
بدوره، أكد مواطن متقاعد أنه يؤيد الاحترام الصارم للتعليمات الصادرة عن السلطات المختصة، على اعتبار أنها تتوخى الحفاظ على صحة المواطنين”، مضيفا “نحن في حالة حرب ضد عدو غير مرئي”.
وأبرز أنه “بعد ثلاثة أشهر من الحجر، تمكنا من التغلب على القيود التي يفرضها تفشي هذا المرض، خاصة بفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة المغربية، وفقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وأشارت سيدة كانت متوجهة إلى عيادة طبيبها إلى انطلاق الرفع التدريجي للحجر، واستئناف نشاط سيارات الأجرة، وتوسيع (طرامواي) لخدماته، مشيرة إلى أنها تنقلت من حي أكدال إلى وسط المدينة، حاملة معها رخصتها، دون أدنى مشكلة.
كما رحب مار آخر بالرفع من وتيرة وسائل النقل العمومي، ووفرة وسائل النقل التي تسهل احترام قواعد التباعد، دعيا إلى الحفاظ على درجة عالية من اليقظة مع الحرص على إتاحة السوائل المعقمة للراكبين.
وأعربت مواطنة أخرى عن فخرها بما حققه المغرب حتى الآن في محاربة فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن الرفع التدريجي للحجر يسمح باستئناف نمط حياة شبه طبيعي، وذلك مع الاستمرار في مكافحة الفيروس.
بالمقابل ، تأسف رب أسرة لتمديد الحجر لمدة طويلة، مستشهدا بدراسات عديدة تقول بأن “هذا الوضع سيكون له تأثير نفسي كبير على أطفالنا المحرومين من عدد من الأنشطة التي تسمح لهم، في الأيام العادية، بالابتهاج والترويح عن النفس”.
وقد أتاح التنفيذ التدريجي لخطة تخفيف الحجر، على المستوى الوطني، إعادة فتح الأسواق الأسبوعية، واستئناف الأنشطة الصناعية والتجارية والحرفية، وكذا أنشطة وحرف وتجارة القرب، والمهن الليبرالية والمهن المماثلة.
وتخضع العمالات والأقاليم، في الوقت الراهن، لتصنيف أسبوعي، وفق منطقتي التخفيف، على أساس المعايير التي وضعتها السلطات الصحية، مع تدابير تقييدية أشد في المنطقة 2.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية