بنعباد: “عَ بالسياسة” تجلي لعبقرية المغاربة والتفاهة جزء من هوية الإنسان – حوار
أطلق الصحافي والباحث في التواصل السياسي والعلوم السياسية، عبد الصمد بنعباد، قناة على منصة “يوتوب” اختار لها اسم “ع بالسياسة”، قبل حوالي شهر حصيلتها ست فيديوهات تحدث فيها عن عدة مواضيع تشغلُ الرأي العام، في هذا الصدد وجه موقع “سيت أنفو” ثلاث أسئلة إلى صاحب القناة من أجل تسليط الضوء على هذه التجربة الفتية.
أطلقت برنامج “ع بالسياسة”، هل يمكن تقريبنا من الفكرة؟
شكرا للزملاء في “لوسيت أنفو”، بداية فكرة “ع بالسياسة” محاولة تعاطي مع الأحداث الجارية التي تهم المواطن المغربي سواء تعلق الأمر بالقضايا ذات الطابع الوطني أو حتى العالمي، وتهدف تقديم المعلومة وتحري الدقة في ذلك.
وهي فكرة تخلقت بفعل تداخل جملة من الأسباب أهمها الطلب المكثف على المعلومة، ثم التناول الشعبوي للمعلومة وترويجها بشكل يشوه الحقيقة ويحرفها عن طبيعتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواطن بسيط يتلقف ما يلقيه الإعلام بدرجة قبول وتصديق أقرب للسذاجة.
فالفكرة هي تنوير الرأي العام، بلسان قريب من التداول اليومي، بعيدا عن إثارة الغرائز واستحمار العقول، وكذلك الاستفادة من الإمكانات التواصلية الكبيرة التي يوفرها الانترنت.
من خلال هذه التجربة، هل المحتوى من هذا النوع يجدُ صعوبة في الانتشار في مقابل ما يسمى بـ”التفاهة”؟
بصدق أجد صعوبة في توصيف بعض المحتوى بالتفاهة، يقيني أن التفاهة جزء من هوية الإنسان ولصيقة به، وليست فقط تعبيرا عن “الانحدار”، بل بها عاش الإنسان، وجابه صعاب الحياة.
المشكلة تكمن ليست في الحديث عن قضايا الإنسان البسيطة، وتسميتها بـ”التافهة” بتعبير آخرين، بل هي “صناعة” التفاهة، والتي تتجاوز الأفراد ولا تقوم إلا مؤسسات، الهدف من وجودها الحرب على المعنى.
وهناك مشكلة أخرى، تتجسد في من يدعون محاربة التفاهة، حيث يصورون أنفسهم اضطروا “للتواضع” للناس، والنزول إليهم من السماء، من أجل إنقاذهم من الوحل حيث يعيشون.
والحقيقة أن ما يسمونه التفاهة فيه الكثير من “الإنساني”، وحتما لو وجد المغاربة من يقدم لهم هذا “الإنساني” كما هو بعيدا على السينما والغرائز، سيوفر عليهم عناء هؤلاء “التافهين” و”الأنبياء المخلصين”.
والمحتوى “المعقول” والمسؤول والإنساني، له جمهور كبير وممتد ويحتاج فقط من يتواصل معه وبلغته.
معنى “ع بالسياسة” ودلالة هذه العبارة؟
“ع بالسياسة” مفهوم نحته اللسان الدارج المغربي، وأحد تجليات عبقرية المواطن المغربي، حين يمزج حقل السياسة بروح الهدوء، فيمنحها مضمون التروي وعدم التسرع والتبسيط في التناول دون إخلال أو اختزال للمعاني.
الاقتباس منه والنسج على منواله، ومحاولة تنزيل الفكرة عبر حلقات البرنامج، سيكون خط سير البرنامج في محاولته صناعة محتوى يحقق هذه المعاني.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية