بناء على دراسة أمريكية حديثة.. الحل الأنسب لتطويق كورونا بالدار البيضاء

من الصعب تصور تجاوز الوضعية الوبائية الحالية في الدار البيضاء بدون حجر صحي مُوَجَۜه Confinement ciblé بالبيضاء لأربع أو ست أسابيع على الأقل، يتم من حلاله التوفيق بين هذا الحجر الموجه، واستمرار النشاط الاقتصادي بالبيضاء/ .. هذا هو التحدي الذي على المواطنين الإجابة عنه لتجنب الإغلاق التام والشامل، والكلام هنا للطيب حمضي الدكتور والباحث في السياسات والنظم الصحية، والذي أكد في آخر كتاباته أن الحجر الصحي الموجه الذي يقترحه على العاصمة الاقتصادية للبلاد،جاء بناء على معطيات دراسة أمريكية حديثة عن العزل الذاتي التلقائي داخل الأسر.

يقول الطيب حمضي: «لنكن صرحاء، الكثير من الناس يتصرفون وكأن الوباء مرض ينتشر في الهونولولو، ولم يدخل مدنهم بعد، بل لن يدخلها رغم ما يرون من أرقام ووفيات أمام أعينهم بل تحصد أقربائهم ومعارفهم، هذه مشكلة كبيرة».

ويضيف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أنه أمامنا شهور طويلة من مواجهة كوفيد 19 قبل بداية التحكم فيه والتخلص التدريجي من قبضته بفضل تطعيم الناس باللقاح أو اللقاحات المنتظرة. وفي انتظار ذلك، يقول الطيب حمضي نحن اليوم أمام أسابيع قاسية من الإصابات والوفيات المنتظرة:« نحن كما العالم أجمع أمام تفشي الفيروس بشكل كبير بسبب الموجة الثانية، وربما تليها ثالثة، وكذلك، لنقلها بوضوح، بسبب لا مبالاة عدد كبير من المواطنين، ومحدودية إمكانيات الرصد والتتبع والعزل المبكرين لدى المنظومة الصحية، مع ما يحصده الوباء من أرواح، أمامنا حل جدري لتخفيف الضغط على المنظومة الصحية والتقليل من الوفيات: الحجر الصحي العام والشامل، هذا حل جدري من شأنه المساعدة في تجنب الأسوأ، لكن تكلفته النفسية والاجتماعية والاقتصادية وعلى المنظومة التربوية قاسية ومؤلمة جدا، وربما لم يعد من الممكن التفكير فيه كحل عام وشامل وطنيا».

وهكذا يستعرض الطيب حمضي ثلاثة خيارات لتجنب الأسوأ: إما حجر عام موجه يمنع كل التحركات وكل الأنشطة الاجتماعية الغير مُدِرَة لأي منتوج وأي قيمة مضافة، والمنتجة فقط لمزيد من الحالات والمزيد من الوفيات، مع السماح في حدود معقولة للأنشطة التجارية والاقتصادية والإدارية بالاستمرار لضمان مصادر الرزق للأسر والحياة للدورة الاقتصادية، في انتظار تحسن الأوضاع.

وإما الخيار الثاني الذي يسميه الطيب حمضي بالحجر الذاتي، أي ان يعمد أفراد المجتمع من تلقاء ذاتهم إلى تبني الحجر الذاتي التلقائي والامتناع عن كل الأنشطة والتحركات الغير الضرورية للحياة، دون انتظار فرض ذلك من طرف السلطات.:«هذا خيار مطروح أمام المدن والمناطق التي لم يتعقد فيها الوضع الوبائي بشكل كبير بعد، ومطروح أمام المدن التي تم أو سيتم إغلاقها بعد إعادة فتحها وتحسن الأوضاع فيها نسبيا لئلا تتدهور فيها الأوضاع مجددا، وهذا يعني أن الأسر سترسل أبناءها للمدارس الابتدائية كلما أمكن، وأعضاءها العاملين نحو أعمالهم، والعمل عن بعد كل ما أمكن، والتسوق مرة في الأسبوع، في المقابل الامتناع عن الزيارات العائلية، وعدم استعمال وسائل النقل العمومية إلا للضرورة القصوى، والالتزام التام بالبيوت، في انتظار تحسن المؤشرات».

أما الخيار الثالث، حسب الطبيب الطيب حمضي دائما، فهو خيار الحجر مدة أسبوعين كل شهرين بشكل مبرمج، وهي الاستراتيجية المسماة: Stop and GO، وهو الخيار الذي يحقق تحسنا في الأوضاع الوبائية من دون خسائر اقتصادية واجتماعية قاسية ما دامت الدورة الاجتماعية والاقتصادية تُهيكل نفسها لهذه التوقفات وتتكيف معها وتتخذ الترتيبات الملائمة لمسايرتها.

ويوقول الطيب حمضي في هذا السياق أن الخيارات الثلاثة متكاملة: «في المرحلة الأولى مطلوب منا الحجر الذاتي، وإذا فشلنا نمر للحجر الموجه أو لـ«سطوب آند كو» Stop and Go، وإذا فشلنا فإن الحجر العام لا مفر منه رغم تداعياته، أمام تدهور الأوضاع بشكل خطير فإن تفشي الوباء نفسه سيؤدي لإغلاق عام حتى بدون قرار حكومي بذلك، بسبب الخوف والوفيات وعجز المنظومة الصحية عن التكفل بالحالات المتوسطة والحرجة».

في السويد وكوريا الجنوبية مثلا، يضيف الطبيب حمضي، حيث لم يُتَخذ قرار الإغلاق حكوميا انخفضت الأنشطة التجارية الغير الضرورية كالمطاعم والسفريات إلى أدني مستوياتها (أقل من 25%) بل منها الإغلاق التلقائي بسبب قلة، بل غياب الزبناء وليس قرار الحجر.

ويصل الدكتور حمضي للدراسة الأمريكية الحديثة يصفها بالهامة، حول درجة تفشي الفيروس داخل الأسر، وقد صدرت عن مركز مراقبة الأمراض بالولايات المتحدة يوم 30 أكتوبر الماضي، ويقول أنه بالإمكان الاستفادة منها، وقد أظهرت أن المصاب بكورونا ينقل المرض إلى أزيد من نصف أعضاء أسرته، وأن ثلاثة أرباع هؤلاء يصابون في الخمس أيام الأولى من الإصابة الأولية، وأن الأطفال أقل من 18 سنة ربما ينقلون الفيروس داخل عائلاتهم مثل الكبار.

وخلصت الدراسة، حسب الطيب حمضي دائما، لإرشادات طبية جديدة هامة من أجل الحد من تفشي الوباء داخل الاسر: «على أي شخص بمجرد الإحساس بأحد أعراض كوفيد أن يعزل نفسه في الحين دون انتظار إجراء التحليل أو انتظار نتائجه. مباشرة يجب الإقامة في غرفة معزولة عن باقي أفراد الأسرة واستعمال حمام فردي إن أمكن. ويجب على الفور الشروع في استعمال الكمامات داخل المنزل من طرف الشخص المصاب بالأعراض ومن طرف كل أفراد الأسرة كبارا وصغارا، داخل الفضاءات المشتركة بالبيت».

إنه العزل الذاتي التلقائي على المستوى الفردي والأسري، يقول الطيب حمضي، ثم يضيف أن هذا العزل الذاتي التلقائي الفوري سيساعد في خفض تفشي الوباء داخل الأسرة، ومن ثمة داخل المجتمع. وعلى نطاق أوسع، فإن الحجر الذاتي التلقائي بالنسبة للجميع سيساعد على تجنب كل الأنشطة والتنقلات والتجمعات التي لا طائل من وراءها، في وقت صحي صعب بل خطير، غير زيادة الإصابات والوفيات، كما سيسمح حسب الباحث في السياسات والنظم الصحية، بالإبقاء على الأنشطة الاقتصادية والإدارية والتعليمية مستمرة ولو في حدود معينة معقولة.

ويخلص الطيب حمضي أنه لا يمكن اليوم لبعض المواطنين الخوف من الحجر العام ونتائجه على مصدر رزقهم، وفي نفس الوقت الاستمرار في سلوكات لن تؤدي في نهاية المطاف إلا للحجر العام:«هذه المفارقة بيد المواطنين أو على الأقل بيد عدد كبير منهم حلها، باحترام التدابير الوقائية وبالتزامهم بيوتهم. اليوم لم يعد كافيا احترام فقط الكمامة والتباعد الجسدي والتطهير وتجنب الازدحام، بل يجب الالتزام بالتباعد الاجتماعي والمكوث في المنازل والامتناع عن التنقل داخل الاحياء والمدن وبين المدن سواء تقرر حجر عام أم لا».


انفصال “كوبل” شهير في “لالة العروسة”

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى