بسبب الجفاف.. السلطات تمنع ساكنة ضفاف وادي أم الربيع من استغلال مياهه
كشف المصطفى القاسمي النائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، أن ساكنة ضفاف وادي أم الربيع بإقليم سطات وخاصة قبائل بني مسكين تفاجأت بإنذارات من طرف مؤسسة الحوض المائي لأم الربيع من أجل التوقف عن استعمال مياه وادي أم الربيع في الزراعة المعاشية والشرب.
وأشار البرلماني عضو لجنة مراقبة المالية العامة في سؤال كتابي، وجهه إلى نزار بركة وزير التجهيز والماء، إلى أن هذه الساكنة تعتمد كليا في عيشها اليومي على هذه الزراعات المعاشية، وجلها لجأت إلى الاقتراض من أجل عصرنة هذه الزراعات قصد ترشيد استعمالها.
ومن منطلق النقص الحاد الذي تعرضت له بلادنا في هذه المادة، طالب البرلماني الوزير بركة، بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة، بتنسيق مع الجهات المعنية، قصد الأخذ بعين الاعتبار معاناة هذه الساكنة وما سينتج عن هذه القرارات من هجرة قروية وحرمان من لقمة العيش التي يحصلون عليها من هذا المورد الوحيد.
وكانت وزارة التجهيز والماء، قد أعلنت أن المغرب في حالة طوارئ مائية، نتيجة ضعف التساقطات وأزمة الجفاف وتراجع الموارد المائية سواء السطحية أو الجوفية، بما فيها حقينة السدود التي تراجعت بشكل كبير.
وأوضح بركة خلال مروره بمجلس النواب والمستشارين، أن المغرب في وضعية مائية جد مقلقة نتيجة النقص الحاد في موارده المائية، حيث قال إننا نعيش أزمة مائية حقيقية ببلادنا، نتيجة ندرة المياه والجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
وحذر نزار بركة من أننا اليوم نعيش فترة ضغط كبير، وهناك كثير من المغاربة في عدة أنحاء من المغرب يعانون نتيجة ندرة المياه وانقطاعات التزود التي نضطر لاتخاذها، بسبب الجفاف ونقص المياه الجوفية، مشيرا أن هناك العديد من الفلاحين يعانون بسبب عدم توفر المياه.
وأكد بركة أن هذا الوضع الذي وصلنا إليه بخصوص المياه، راجع بالأساس إلى مجموعة من العوامل على رأسها الجفاف وشح التساقطات المطرية، وانخفاض المياه الجوفية، نتيجة الاستعمال غير المعقلن، وأيضا ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى تبخر المياه.
وبلغة الأرقام، فقد أوضح بركة أن التساقطات المطرية هذه السنة عرفت تراجعا كبيرا، حيث تراوحت ما بين 11 ملمتر و325 ملمتر، وهو ما يشكل عجزا بنسبة 50 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.
لكن الإشكالية الكبرى المطروحة حسب بركة تتعلق بالثلوج، حيث كانت تغطي مساحة 45 ألف كلم مربع، لكنها اليوم لم تعد تغطي سوى 5000 كلم مربع، وذلك راجع بالأساس إلى قلة تساقطاتها هي الأخرى، حيث كانت الثلوج تتساقط لمدة 41 يوما في السنة، لكنها هذا الموسم، لم تعرف بلادنا تساقط سوى 14 يوما في السنة فقط.
هذا التراجع، انعكس سلبا على المخزون المائي الناتج عن الثلوج، حيث عرف تراجعا كبيرا، زيادة على تراجع الموارد المائية الأخرى. وهو ما جعل الواردات المائية تتراجع بنسبة 85 في المائة هذه السنة، حيث انخفضت الواردات المائية إلى مليار و38 مليون متر مكعب.
وبدورها، وجهت وزارة الداخلية دورية إلى الولاة والعمال بمختلف جهات المملكة، تدعوهم فيها إلى استنفار أجهزتهم لترشيد تدبير المياه الصالحة للشرب بسبب أزمة الجفاف والنقص الحاد في المياه، حيث شددت على ضرورة منع سقي المساحات الخضراءات وملاعب الغولف وغسل السيارات والفضاءات العامة والطرقات بالمياه الصالحة للشرب.