بالفيديو.. “الباراسولات” تغزو كورنيش عين الذئاب ومهنيو القطاع يوضحون
انتهت أشغال تهيئة كورنيش عين الذئاب بالبيضاء منذ أشهر قليلة، وما إن رفع الستار عن الحلة الجديدة للشاطئ حتى تفاجأ البيضاويون بتطبيق حرفي للمثال الشعبي الدارج “المزوق من برا أش خبارك من الداخل”، فتلك الشجيرات التي زرعت على جانب الممرات لم تشفع من التضليل على الوضع الكارثي بالمكان، إذ تحول من متنفس وفضاء للاستجمام إلى فضاء أكثر بعثا على الضيق والامتعاض، حيث اختفت الأكشاك وأغلقت المراحيض ليوم غير معلوم، مما اضطر المصطافين للبحث عن أقرب مقهى بالمكان، أي البعيد على الأقل نصف ميل، لعتق رقبة صبر أطفالهم، وما زاد الطين بلة تضييق الطريق، وبالتالي صعوبة ركن السيارات، ويصبح الحل الوحيد هو التوجه نحو المركب التجاري “موروكو مول” لاستغلال موقف السيارات هناك مقابل بقشيش خيالي، ناهيك عن تلوث مياه الشاطئ وتحول الفضاء إلى سوق شعبي لمناقصة ثمن كراء “الباراسولات” وغيره من الأمور.
ولعل هذه العشوائية لا ترهق المصطافين فقط، إنما أصحاب هذه المهن الموسمية كذلك، ففي حديث خصه موقع “سيت أنفو” مع محمد ويوسف، اللذان يمتهنان كراء “البراسولات” لما يقارب العقدين من الزمن، أوضحا أن هذه الفوضى راجعة بالأساس لعدم استلامهما تراخيص استغلال الملك البحري منذ سنتين، وهو ما حتم عدم وجود إطار قانوني لأصحاب المظلات الشمسية، فهب من دب يضع مظلاته وكراسيه ويفرض أثمنة خيالية غير متعارف بها بين المهنيين الحقيقيين، ويلزم أحيانا أخرى رسوما على استغلال منطقته كما يزعم القول، حيث طالب يوسف مجلس المدينة بإعادة التراخيص بصيغة جديدة وبدفتر تحمل جديد يستطيع هيكلة هذا القطاع.
وعن قرار منع كراء المظلات بعدد من الشواطئ المغربية وتعويضها بأخرى مجانية، فاعتبر كلا من يوسف ومحمد أن هذا الأمر سيحرم عددا من العائلات لقمة عيشهم الوحيدة، ويقول محمد في هذا الشق “24 عام وحنا عايشين في البحر، ما يمكنش بين ليلة وضحاها نقلبو على عمل جديد”، وأضاف “شحال هادي كنا نكتري البحر في الصفقات العمومية لمجلس المدينة، وكنا مصدر ثقة وأمن للمصطافين، كان لي كيخلي ولادو في البحر وعارف راسو أننا ماشي غا مهنيين لكن نحرص على سلامة الناس كذلك”، لكن “بعد إلغاء هذه التراخيص فلا يمكننا اليوم ضمان سلامة أحد، لأننا في وضعية غير قانونية، مما لا يسمح لنا أبدا بالتدخل في حالات وجود لصوص يتربصون أمتعة الناس، ففي السابق كان المكان مكاننا وبالتالي يمكننا طرد هؤلاء المجرمين بصفة قانونية، بحيث لا يمكن للشرطة تأمين شريط الشاطئ كاملا، فكنا نحل مكانهم”.
وأكد بعض المصطافين للموقع، في جولة لترصد الشاطئ بعد عدد التعليقات السلبية في حقه على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الفضاء بات أكثر نظافة مما كان عليه في السابق، كما أن أثمنة كراء “البراسولات” والكراسي كانت في المتناول، ولم يفرض على العائلات التي جلبت معداتها الخاصة أي رسوم من أجل استغلال المكان، إلا أن هذه الصورة الوردية لا تتكرر على طول شريط الشاطئ، فهناك من يتاجر براحة المصطافين من أجل استغلال “منطقته”، وهم غالبا شباب لا يبدو أنهم من أهل الحرفة وقد استغلوا عدم وجود تراخيص لنهك عمومية الشاطئ، وهو ما أكده أحد المهنيين، الذي فضل عدم تصويره اجتنابا لأي مواجهة قد تطرأ بينه وبين هؤلاء، الذين لا يحترمون ما توافق عليه أهل الحرفة من أثمنة وشروط تحمي حق المواطن في صيف بدون مشاكل.
وبعيدا عن الصورة الوردية مرة أخرى، فالمصطافين يشتكون من عدم توفير المرافق العمومية، والمراحيض أغلقت كأنها غير موجهة للمواطنين، وقال إحدى الآباء الذي كان يرافق ابنتيه الصغيرتين إن “المراحيض مغلقة بحجة استكمال الإصلاحات، كما أنها قليلة وبعيدة عن بعضها البعض، كذلك بالنسبة لل”دوشات””، وهو ما جعل مواقع التواصل الاجتماعي تنفجر بالتدوينات والتعليقات التي تشتكي إهدار 100 مليون درهم في إصلاحات لم تضف أي جديد للوضع الكارثي الذي يعيشه كورنيش عين الذئاب، في وقت يعد فيه المتنفس الوحيد للبيضاويين.
وسبق لمهنيي قطاع كراء “البراسولات” أن قدموا ملفا مطلبيا لتأطير هذه الحرفة وهيكلتها، بما فيها توفير معدات أكثر تطورا من أجل سلامة المصطافين، وكذا الحفاظ على جمالية الشاطئ، إلا أن المسؤولين لم يلتفتوا لهذا الأمر، مما جعل المهنيين يطالبون بفتح حوار للنقاش في مآلهم إذا ما عمم قرار منع المظلات الشمسية وعممت مجانيتها، ويقول يوسف في هذا الخصوص “العشوائية داروها الدخلاء على هاد الحرفة، حنا عندنا جمعية وسبق لينا قدمنا ملفنا المطلبي، لكن دون التفاتة من طرف المسؤولين، حيث حنا كذلك ضد العشوائية ومستعدين نطبقو شروط مجلس المدينة إذا دارو لينا شي حل”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية