باحث يكشف العوامل التي أدت لاكتشاف اللقاحات ضد كوفيد 19 في زمن قياسي
يؤكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن البعض يعتقد أن سرعة الوصول إلى لقاحات ضد كوفيد 19 هو تسرع أو يثير الشكوك، مضيفا في مقاله الأخير بعنوان « التلقيح واللقاحات وكوفيد 19: الحقائق العلمية عن نجاحات غير مسبوقة»، أن الحصول على لقاح في ظرف وجيز ـ أقل من سنة ـ يعتبر إنجازا علميا غير مسبوق في تاريخ الطب، بالنظر إلى أن معدل الوصول إلى لقاح هو أزيد من عشر سنوات كمتوسط، وأن الوصول الى لقاح ضد بوشويكة مثلا (جدري الماء أو الحُمَاقُ Varicelle) تطلب 34 سنة، وأن لقاح السيدا لم يتم التوصل إليه على الرغم من مرور حوالي 40 سنة من ظهور المرض.
ويضيف الطيب حمضي في نفس المقال، أن هناك على الأقل ثلاث أسباب يرجع الفضل لها في اكتشاف لقاحات كوفيد 19 بهذه السرعة، والبداية بالميزانية التي صرفتها مجموعة العشرين G20 لمجابهة الجائحة التي وصلت لحد اليوم إلى 11 ألف مليار دولار، وهو رقم فلكي، يقول الباحث في السياسات والنظم الصحية، ويضيف أن السبب الثاني يعود لتقنية حصل أصحابها على جائزة نوبل للكيمياء سنة 2017، وقد استعملت لأول مرة في تطوير اللقاحات مع كوفيد 19، حيث تم تطوير مجهر إلكتروني يساعد على تبسيط وتحسين تصوير الجزيئات الحيوية بتقنية التجميد Cryo microscopie électronique، لتحديد بنية الفيروس، وبالتالي دراسة مكامن ضعفه وطرق صنع لقاحات تقضي عليه، حيث تمت دراسة فيروس كورونا المستجد وتصويره في أدق تفاصيله، ومشاهدته من طرف العالم في زمن قياسي لا يتعدى بضعة أسابيع عوض عدة سنوات.
أما السبب الثالث، حسب الطبيب الطيب حمضي دائما، فيتمثل في الأبحاث عن اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 التي لم تنطلق من الصفر، بل من تراكم علمي مع نسختين سابقتين من الفيروسات التاجية: وباء كرونا 1 بآسيا سنة 2003، ووباء كرونا الشرق الأوسط سنة 2012.
خلال الوباءين معا، يقول الطيب حمضي، تم توقيف البحث عن اللقاح بسبب التحكم والقضاء على الوباءين، وحيث أن هناك تشابه كبير بين الفيروسات الثلاثة التي تنتمي لنفس الفصيلة، فإن البحث بدأ سنة 2020 مع كرونا المستجد من حيث انتهت الدراسات السابقة وليس من الصفر، وهو ما سهل تسريع الأبحاث والوصول إلى نتائج مرضية اليوم.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية
