النخيل ذهب أخضر في منطقة تافيلالت
عند مرورك بالطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي الراشيدية وأرفود، لا يمكن أن تصدق أن بين أحضان تلك الجبال المقفرة يمكن ان يكون هناك نبض الحياة، خاصة مع الظروف المناخية الصعبة التي تتميز بها المنطقة، لكن وأنت تسير في اتجاه مدينة أوفوس، تخطف واحة شديدة الخضرة وفيرة النخيل، عينيك.. نعم إنها واحة زيز أكبر واحة نخيل في المغرب و إفريقيا عموما.
تشكل واحات زيز الجزء الأكبر من منطقة تافيلالت، وهي أكبر واحة في إفريقيا حيث تمتد على أكثر من 150 كلم، على طول الطريق الرابط بين منطقة الريش حتى الريصاني، مرورا بمدن الراشيدية، مسكي، ولاد شاكر، اوفوس، زريكات، دويرة، لمعاضيض، أرفود إلى غاية الريصاني.
النخيل الذهب الاخضر للمنطقة
تمتاز واحات زيز بكثرة أشجار النخيل والتي تعتبر العنصر الأساسي في النشاط الفلاحي للمنطقة، اضافه الى تواجد بعض الاشجار المختلفة كالزيتون والتين والرمان وغيرها، لكن تبقى أشجار النخيل وثمارها هي النشاط الفلاحي والاقتصادي الأول لساكنة المنطقة.
هي جزء صغير من واحات زيز، لها نفس المميزات الوادي وتضم مساحتها الممتدة على 25 ألف هكتار، العديد من الأشجار التي تعتبر الدخل الأساسي للساكنة، لكن أشجار النخيل تبقى هي الأساس في هذه الواحة حيث يقدر عددها بحوالي2،6 مليون وحدة، تختلف أصناف إنتاجاتها بين كـ”بوفقوس، الخلط وغيرها من أنواع التمور التي تقارب 250 نوع”، لكن يبقى أفضل وأجود الأنواع الذي تشتهر به المنطقة هي تمور المجهول، والذي يعتبر هو علامة مميزة للمنطقة.
تثمر أشجار النخيل في واحة ولاد شاكر بين 35 و90 كلغ للشجرة الواحدة، معدل يتوقع ارتفاعه مستقبلا بالنظر للإهتمام الذي يعرفه قطاع النخيل، خاصة مع المواكبة التي يحظى بها من طرف مخطط المغرب الأخضر، والذي عرف منذ انطلاقته سنة 2009، زرع 3 مليون نخلة لتعزيز الإنتاج المحلي من التمر، خاصة وأن أشجار النخل تحتاج فقط لـ3 سنوات من أجل تبدأ في إنتاج الثمارها.
الإكراهات والمشاكل
لعل أهم المشاكل التي تعاني منها المناطق التي تهتم بزراعة أشجار النخيل، هي الحرائق التي تأتي على مصدر رزقها الرئيسي، وتضرب عرض الحائط مجهود موسم فلاحي كامل، هذه المعضلة حسب المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي، سببها الرئسي هم الفلاحون، إذ أن الإهمال غالبا ما يكون السبب في إندلاع الحرائق بأشجار النخيل، التي تحتاج بين سنتين إلى ثلاث سنوات، لإستعادة حياتها وإعطاء الثمار مجددا وهو ما قد يعرقل النمو الإقتصادي للمزارعين.
إلى جانب هذا يوجد إكراه التسويق وبيع المنتوجات بالنسبة للفلاحين، الذين يعتبروهم الأقل استفادة من هذه العملية رغم أنهم هم الأكثر بدلا للجهد، وفي هذا الصدد تنخرط التعاونيات في تنظيم الإنتاج لهذا القطاع من أجل الرفع من جودته ودخله المادي على الفلاحين المنتجين، كمثال تعاونيات منطقة ولاد شاكر، التي انخرطت في برنامج خاص بها من أجل تسويق وإنتاج ثمارها اذ تضم 17 تعاونية محلية من أجل تعزيز والرفع من جودة الإنتاج.
مخطط المغرب الأخضر خارطة طريق للنهوض بقطاع التمور
مخطط المغرب الأخضر، كان قبلة الحياة بالنسبة لهذا القطاع، فالبرنامج المسطر من أجل النهوض بمستوى الإنتاج وجودته بدأت تعطي أكلها في مدة أقل من التي كان مسطرا لها، حيث نجح البرنامج الملكي لتنمية قطاع الفلاحة عموما وخاصة بقطاع التمور، بتحقيق أرقام مهمة خلال 10 سنوات، إذ سجل ارتفاع كبير في نسبة الإنتاج التي بلغت أكثر من 41% بحصيلة 143 ألف طن خلال هذا الموسم الفلاحي، إضافة إلى بلوغ قرابة الـ85 % من قدرة التخزين، والتي كان مخططا لها في برنامج المغرب الأخضر، بمجموع 25 ألف طن من أصل 30 ألف طن كان مخططا بلوغها خلال 10 سنوات.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية