المغرب يراهن على محاربة “الإيدز” بحلول 2030 والاعلام مدخل للتوعية والتحسيس

المحجوب داسع

اختار المغرب هذه السنة أن يخلد اليوم العالمي لمكافحة “السيدا” تحت شعار “من أجل مغرب خال من السيدا والأمراض المنقولة جنسياً والتهاب الكبد الفيروسي والسل بحلول 2030″. تحدي كبير يقتضي انخراط مختلف الفاعلين من أجل الحد تفشي الفيروس، وعلى رأسهم الفاعلين في المجال الإعلامي.

وتلعب وسائل الاعلام دورا حيويا في المساهمة الفعالة في الوقاية من داء السيدا؛ خاصة حينما تكون هنالك معالجة مهنية لمواضيع تهم هذا الداء، التي من شأنها أن تساهم في رفع الوعي لدى عموم المواطنين بضرورة الفحص والعلاج؛ وبالتالي الحد من انتشار الفيروس القاتل.

هذا الدور المهم لوسائل الاعلام في مجال الحد من تفشي فيروس الايدز، سبق أن أكد عليه يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، شهر شتنبر المنصرم، وذلك خلال أشغال الندوة الوطنية حول التغطية الإعلامية لداء فقدان المناعة البشري المكتسب المنظمة من قبل جمعية محاربة السيدا وشركائها من الجمعيات الموضوعاتية المشتغلة في إطار المنحة الإقليمية متعددة البلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

يونس مجاهد أكد آنذاك على ضرورة محاربة الأخبار الزائفة وخلق نوع من اليقظة لما يتم تداوله بشأن فيروس الايدز، مؤكدا أن ” موضوع الوقاية من مرض السيدا من بين المهام الكبرى والأساسية للإعلام، لأن مجال الوقاية هو مجال التوعية والمعرفة وتوفير المعطيات”.

وتعد المعالجة الإعلامية المهنية مدخلا أساسيا في مجالي التوعية، والتحسيس، بفيروس الايدز، من خلال تبني ممارسات إعلامية فضلى، تنتصر للقواعد المهنية والأخلاقيات المتعارف عليها في المجال الإعلامي، وأيضا للمسؤولية الاجتماعية للمهنية للفاعلين في المجال الإعلامي.

ان المعالجة الإعلامية لفيروس الايدز، لا ينبغي، بحسب مختصين، أن تقتصر على البحث عن الموضوع بقصد الإثارة، بل الحرص على تقديم الأخبار وخلق نوع من التوعية داخل المجتمع بشأن هذا المرض وأمراض أخرى.

ويتطلع المغرب، في إطار “الاستراتيجية الوطنية والجهوية المندمجة لمكافحة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا والتهابات الكبد الفيروسية للفترة 2024-2030″، إلى القضاء على داء السيدا بحلول عام 2030، باعتباره مشكلة للصحة العامة، وذلك وفقا لأهداف التنمية المستدامة ووفق مقاربة تشاركية تروم القضاء على كل محددات هذه الأمراض، سواء الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، بتعاون مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية فضلا عن الشركاء المحليين والدوليين”.

ويقدر البرنامج الوطني لمكافحة السيدا في المغرب، عدد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس بـ23 ألف شخص، 78% منهم على دراية بحالتهم الصحية فيما يتعلق بالعدوى، و94% يتلقون العلاج المناسب، و94% لديهم حمولة فيروسية غير قابلة للكشف”.

وتشكل المعطيات المتعلقة بفيروس الايدز، من دراسات، و أبحاث رصينة، مادة خام لوسائل الاعلام للقيام بدورها في مجال التحسيس، و التوعية، حيث تضطلع “الجمعية الدولية للإيدز” بأدوار مهمة في مجال مكافحة فيروس الايدز، وتقدم نفسها “باعتبارها صوت المجتمع العلمي العالمي، حيث قدمت منظوراً عقلانياً وسط حالة الذعر والوصم”.

وفي هذا الصدد، وادراكًا لأهمية تبادل المعرفة على نطاق واسع، تقدم الأكاديمية الدولية للإيدز برنامجين لمشاركة أحدث الأبحاث المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية مع جمهور واسع، حيث تغطي مجلة الجمعية الدولية للإيدز، وهي مجلة علمية مفتوحة المصدر مشهورة، جوانب مختلفة من علم فيروس نقص المناعة البشرية، مع التركيز بشكل خاص على علم التنفيذ.

وتؤكد الجمعية الدولية للإيدز، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد واحدة من أسرع حالات انتشار الأوبئة المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم، إلى جانب أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، مبرزة أن ” السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن الفئات السكانية الرئيسية، حيث يتركز الوباء، لا تتمتع بالقدرة على الوصول إلى الوقاية، وخاصة العلاج الوقائي قبل التعرض، في أغلب بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وكشفت الجمعية الدولية للإيدز أن العلاج الوقائي قبل التعرض قد أثبت أنه يقلل من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق الجنس بنحو 99%، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن بنحو 74% على الأقل عند تناوله حسب التعليمات.

وأطلقت جمعية مكافحة السيدا في المغرب، النسخة العاشرة من حملة “سيداكسيون المغرب 2024″، والتي تتوخى الرفع من مستوى التوعية والتحسيس وجمع التبرعات، والتي ستتوصل الى غاية 31 دجنبر الجاري.

وتركز حملة “سيداكسيون المغرب 2024″، على شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر استعمالا من قبل الشباب مثل “انستغرام” و “تيك توك” و “فايسبوك”، بهدف توعيتهم بخطورة فيروس “الايدز”، علما أن الجمعية تمكنت خلال سنة 2023، من اجراء ما يقارب 50 ألف اختبار للكشف عن فيروس نقص المناعة البشري، جاءت نتائج 720 منها إيجابية.


خوفا من سقوط اللافتات والأشجار.. نبيلة الرميلي تحذر البيضاويين

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى