المغرب يتألق في مهرجان آنسي بفيلم “هارون ومامون” ضمن برنامج “MIFA” الدولي

يبصم المغرب على مكانته في الساحة الدولية للرسوم المتحركة، بعد اختيار الفيلم القصير “هارون ومامون”، ضمن البرنامج المرموق MIFA Partner Pitches التابع لمهرجان آنسي الدولي لأفلام الرسوم المتحركة، وهذا العمل من إخراج جيهان جويبول وإنتاج علي رقيق، الشخصية البارزة في المجال والمؤسس الموحِّد لمهنيي السينما المتحركة بالمغرب (Artcoustic).

وتأتي هذه المشاركة الرسمية في إطار الاستراتيجية الطموحة التي يتبناها المركز السينمائي المغربي (CCM)، تحت إشراف  عبد العزيز البوزديني، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى تقديم الدعم الشامل من أجل النهوض بقطاع صناعة الرسوم المتحركة المغربية.

ويعود الوفد المغربي إلى مهرجان آنسي، بعد مشاركة أولى لافتة سنة 2024، وهذه المرة ليس بمشروع “هارون ومامون” الواعد فقط، بل من خلال التأكيد على الروح الجماعية الديناميكية التي تجمع بين الاستوديوهات والمخرجين والمنتجين، الملتزمون بإرساء نظام بيئي مهني ومنظم لهذا القطاع الذي يحمل في طياته أفاقا واعدة للمستقبل.

تبدع المخرجة جيهان جويبول في فيلمها القصير “هارون ومامون”، مقدمة قصة مؤثرة بتقنية التصوير بالحركة المتوقفة، حيث يمزج الفيلم ببراعة بين العاطفة، الذاكرة، والكارثة، في بيئة حضرية مستوحاة من مدينة الدار البيضاء، حيث يتتبع الفيلم رحلة أب وابنه في عالم تجمد بفعل اصطدام وشيك لنيزك. ويكشف العمل من خلال توقف الزمن عن جراح عميقة في العلاقة العائلية التي تحتاج إلى إعادة البناء. تبلغ مدة الفيلم 13 دقيقة، وهو من أجل الجمهور الواسع، يتناول موضوعات عالمية بأسلوب سردي جمالي وحسي جريء.

المشروع حاليا قيد التطوير، مع إنتاج مجموعات داخل أول استوديو مغربي للحركة المتوقفة، تم تركيبه مؤخرا في مدرسة Flow Motion، وذلك بفضل التعاون بين مهرجان Animasyros والمعهد الفرنسي المغربي، و CCM وArtcoustic.

يخضع الاستوديو في الوقت الراهن لمرحلة التجهيز والتركيب النهائية، وذلك بالتعاون الوثيق والاستشارة من مخرجين عالميين مشهورين في هذا المجال، حيث تشكل هذه المبادرة خطوة هيكلية محورية، تضع المغرب في مصاف الدول الأفريقية الرائدة في هذا الفن السينمائي المتطلب.

وأقيم العرض الرسمي يوم الخميس 12 يونيو في القصر الإمبراطوري، المكان الرمزي الذي يستضيف مهرجان وسوق آنسي الدولي لأفلام الرسوم المتحركة (MIFA) ، وذلك كجزء من برنامج  .Animasyros Partner Pitches

وتألق الفيلم القصير المغربي “هارون ومامون” في عروض شركاء MIFA، حيث تم اختياره ضمن أفضل خمسة مشاريع، وحظي بإشادة واسعة من مؤسسات مرجعية كبرى مثل  CNC وCITIA، وجاء هذا التقدير بالتزامن مع اعتراف أسماء وازنة في عالم الرسوم المتحركة الدولي، الذين التقت بهم المخرجة جيهان جويبول والمنتج علي رقيق.

ولفت الفيلم المغربي القصير انتباه شخصيات بارزة عالميا، منهم مات جرونينج (مبتكر “عائلة سمبسون”)، ورون كليمنتس (مخرج أعمال شهيرة مثل “علاء الدين” و”حورية البحر الصغيرة”)، وكريستوف سيراند (مخرج “أستريكس”)، وجينتس زيلبالوديس (مخرج “Flow)، والقائمة طويلة.

وتندرج هذه الديناميكية التي يشهدها قطاع الرسوم المتحركة المغربي ضمن حركية أوسع للتعاون الدولي. ففي إطار استمرارية اتفاقية الإنتاج المشترك بين فرنسا والمغرب، يوجد حاليا مشروع “مالك” للمخرج خالد نيت زلاي في مرحلة مفاوضات متقدمة، مما يبشر بمزيد من الشراكات المثمرة.

وانطلق خلال مهرجان كان السينمائي الأخير نقاشات استراتيجية بين شركاء من المغرب، كندا، وفرنسا، حيث يؤكد هذا التعاون الثلاثي على تزايد التعاون العابر للحدود في مجال الرسوم المتحركة، مما يرسخ مكانة المغرب كفاعل رئيسي على مستوى الساحة الدولية في هذا القطاع.

وبناء على ما سبق، وفي إطار آفاق الهيكلة المستقبلية لقطاع الرسوم المتحركة، يبرز مشروع إحداث مركز أفريقي يحمل اسم “إفريقيا والرسوم المتحركة للمغتربين” كخطوة استراتيجية رئيسية، حيث تهدف هذه الشبكة، التي تضم أكثر من 50 عضوًا من مختلف بلدان القارة، إلى تعزيز التعاون الشامل بين الدول الأفريقية، وتيسير تبادل المهارات، إضافة إلى خلق جسور فعلية بين الكفاءات ومحترفي الرسوم المتحركة داخل القارة.

ومن خلال اختيار فيلم “هارون ومامون”، يكتسب قطاع الرسوم المتحركة المغربي مزيدًا من الرؤية والمصداقية، وذلك في سياق تتزايد فيه أهمية قضايا التكوين، والإنتاج المحلي، والتوزيع على الصعيد الدولي.

وفي هذا الصدد، يجدد المركز السينمائي المغربي (CCM)، من خلال دعمه الفعّال لهذه المبادرات، تأكيد التزامه بسينما مغربية تعددية ومبدعة، وببناء لغة بصرية جديدة تواكب التحولات العالمية المتسارعة في مجال الرسوم المتحركة.

 


بلاغ هام لرجال ونساء التعليم بالمغرب

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى