المغاربة ينفقون حوالي 40 في المائة من دخلهم على شراء القمح

كشف تقرير وطني أن الأسر الفقيرة والهشة تنفق ما بين 40 و50 في المائة من دخلها على شراء القمح اللين وحاجيات استهلاكية أساسية أخرى، مشيرا أن أزمة الأسعار جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، ستكون لها تداعيات مباشرة على الأسر المغربية، أهمها الولوج للغذاء، حيث ستكون هذه الأسر غير قادرة على تأمين حاجياتها من الغذاء، وبالتالي ستكون عرضة لنقص الأمن الغذائي.

وأوضح تقرير مركز السياسات من أجل الجنوب التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، أن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية انعكست سلبا على الأسر المغربية، جراء تقلبات الأسعار في السوق الدولية، وتداعياتها المباشرة على المغاربة، باعتبار أن منطقة شمال افريقيا الأكثر تأثرا بالتداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها هذه الحرب، خاصة المغرب، الذي يستورد نصف حاجياته من الحبوب من الخارج، تنضاف إليها أزمة الجفاف التي تعاقبت خلال المواسم الفلاحية الماضية، آخرها الموسم الفلاحي لهذه السنة، وهو ما يعني ارتفاع حصته من الاستيراد، مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع للفاتورة والأسعار على حد سواء.

وأفادت معطيات التقرير حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي للمغاربة، أن الأسر الفقيرة والهشة أصبحت في مواجهة مباشرة مع ارتفاع مهول في أسعار المواد الأساسية خاصة الغذاء والمحروقات، التي يستوردها المغرب من السوقين الروسية والأوكرانية. مع ما سببته هذه الأزمة من ضعف الاستثمار جراء جو عدم الأمان الذي خلقته، والذي لا يشجع على الاستثمار، وبالتالي يعيق تحقيق معدلات نمو مهمة للاقتصاد الوطني، وتعافيه من أزمة فيروس كورونا.

وأوضح التقرير أنه في سنة 2020، استورد المغرب 6.5 مليار دولار من المنتجات الغذائية، بينما صدر 4.2 مليار دولار خلال نفس الفترة.  بينها الحبوب، حيث أشار التقرير أنه في سنة عادية، يقدر إنتاج المغرب من الحبوب خلال موسم فلاحي عادي ب 70 مليون قنطار، فيما يستورد المغرب 50 مليون قنطار إضافية. لكن، مع موسم الجفاف الاستثنائي الذي عرفه المغرب، على غرار الموسم الفلاحي 2019/2020 حيث استورد المفرب خلال هذه الفترة 87 مليون قنطار من الحبوب، بينها 37 مليون قنطار من القمح اللين.

وبما أن المغرب عرف جفافا في الموسم الفلاحي الحالي 2021/2022 فإن تقديرات محصوله من الحبوب هذا الموسم لا تتعدى 25 مليون قنطار، وهو ما يعني حاجته لاستيراد 87 مليون قنطار، بما يقدر ب 2.9 مليار درهم بالأسعار الحالية، وهو ما يعني نصف قيمة ما يصدره المغرب من منتجاته الفلاحية.

وبالنسبة للقمح، فإن المغرب يستورده من أربعة دول رئيسية، على رأسها السوق الروسية والأوكرانية بحوالي نصف وارداته منه. وبلغة الأرقام، فإن السوق الفرنسية تأتي أولا بـ33 في المائة من واردات المغرب من الحبوب، تليها السوق الأوكرانية ب32 في المائة، ثم السوق الروسية ثالثة ب17 في المائة، والسوق الأمريكية ب14 في المائة، ثم دول أخرى ب4 في المائة.

وعلى الصعيد الدولي، أوضح التقرير أن الزيادة في أسعار القمح اللين قد بلغت 52 في المائة، فيما ارتفعت أسعار السكر ب17 في المائة، والمحروقات بنسبة 58 في المائة، متأثرة أيضا بتراجع قيمة الدرهم مقابل الدولار.


عطلة جديدة في انتظار التلاميذ

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى