حينما اعترف مؤسس البوليساريو : إنني في ورطة

في لقاء آخر جمع بين امبارك بودرقة الشهير بعباس أحد قادة التنظيم السري للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، بمصطفى الوالي السيد، مؤسس البوليساريو، جمع بينهما بفندق جنيف في الجزائر العاصمة، جدد عباس استغرابه للتغيير الذي طرأ في موقف الوالي السيد، وكيف صارت الأمور عكس منطلقاتها، فحاول إقناعه أن الظروف كانت أقوى منه.

يقول عباس بودرقة في كتابه “بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة” الصادر مؤخرا:”يبدو أن حدسه كان ينبئه بأمر ما، إثر قرارات جزائرية أثارت امتعاضه، بثني شكواه وتذمره مما آلت إليه الأمور، قال لي : إنني في ورطة، لقد أخرجوا آلاف الصحراويين للجوء في مخيمات تندوف، فيهم رجال ونساء وأطفال وشيوخ. شخصية الإنسان الصحراوي الذي ألف الخيمة وأجواءها وطقوسها، تأبى العيش مكدسة بالمخيمات، شخصية لها علاقة خاصة بالمجال ملؤها الحرية والآفاق الفسيحة، لن تكون مرتاحة ولا سعيدة إن حشرتها في خيام مزدحمة”.

أضاف الوالي ممتعضا، حسب بودرقة دائما:”جميع هجرات اللجوء عبر العالم، التي تكون كثيفة يستحيل أن تعود إلى منطلقاتها، محكوم على أهلها بالتشرد والتيه والشتات، لأنها ببساطة تفقد مع الزمن بطاقة عودتها. أنتم عكسنا تماما بضع عشرات من المناضلين في وهران، أما النواة الصلبة والحضور الوازن ففي الداخل، حزبا وإطارات جماهيرية تدور في فلكه. هذا هو واقع الفعل الحقيقي، أما نحن فلا، لذلك لن أسمح بأن أصير رئيسا للاجئين إلى أبد الآبدين، يقتات على دعم المنظمات الدولية ويتوسل المعونات، ويغمض عينيه على إعادة إنتاج البؤس والشقاء في المخيمات”.

ويضيف امبارك بودرقة، أن الوالي أنهى بوحه، وأفصح عن وجعه بالقول:”سأحسم هذا الأمر في أقل من سنة ولو كلفني حياتي”.

لم يخبرني عزمه القيام بعملية الهجوم على نواكشوط، التي أودت بحياته، يقول عباس بودرقة في الكتاب دائما، ثم يضيف أنه أسبوعا بعد ذلك انتشر خبر، تناقلته وسائل الإعلام، مفاده أنه قاد هجوما على نواكشوط.

قامت الطائرات بالتصدي لزحف الوالي وجيشه، قصفت قواته وأنهت حياته، لم يكن في مصلحة النظام الجزائري، يقول بودرقة، أن ينجح هجومه على نواكشوط، ففيه تعزيز لقوته، التي قد تسعفه في الخروج عن طوعها وتحقيقه لاستقلال فعلي في قراراته:”ثم إن هجومه على نواكشوط، عاصمة دولة مستقلة ولها حضورها الدولي، انطلق من التراب الجزائري مما يعني إحراجا أمميا للنظام الجزائري. قُدر للوالي إذن أن يدفع ثمن اختياراته، في لعبة أمم تحرص فيها السلطات الجزائرية، على انتقاد رئيس الجيبة على المقاس”.



whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
محامي يكشف العقوبات التي تنتظر “مومو” والمتورطين في فبركة عملية سرقة على المباشر







انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى