الساحات العمومية بالعيون ملاذ الباحثين عن الترويح عن النفس خلال ليالي رمضان
بحثا عن لحظات من الراحة والاستجمام والترويح عن النفس والسمر الليلي، تتوافد ساكنة العيون بكثافة على مختلف الساحات العمومية بالمدينة، بعد أداء صلاة التراويح، في أجواء حميمية يختص بها شهر رمضان المبارك.
وتشكل هذه الساحات، التي غالبا ما تتواجد وسط الأحياء السكنية، أو بالقرب من الشوارع الرئيسية المجاورة، فضاء للترويح عن النفس وأخذ قسط من الراحة، خاصة في شهر رمضان الأبرك، مما يسمح لمرتادي هذه الساحات باستنشاق الهواء النقي وتجديد نشاطهم اليومي. وإذا كان نمط الحياة بالعيون يتسم، خلال الأيام العادية، بإيقاع بطيء، فإن ليالي رمضان بالمدينة تشهد بالمقابل حركة دؤوبة تحول المجالات الخضراء والساحات العمومية إلى فضاء حقيقي للتنزه والاسترخاء والترفيه حتى ساعات متأخرة من الليل.
فمناخ العيون، الذي يتسم بارتفاع درجة الحرارة نهارا وانخفاضها ليلا، يدفع بالعائلات والشباب إلى اتخاذ الساحات العمومية التي تزخر بها المدينة، كساحة “أم السعد” وساحة “المشور” وساحة “الدشيرة”، ملجأ للاستمتاع بأجواء معتدلة وقضاء لحظات ممتعة.
وهكذا، تعيش ساحة “أم السعد”، التي انتهت الأشغال بها نهاية يوليوز الماضي، والتي أنجزت على مساحة 60 ألف متر مربع بكلفة مالية قدرها 60 مليون درهم، على إيقاع أجواء ليلية استثنائية بعد الإفطار تتواصل إلى غاية وقت متأخر من الليل.
وتتوفر هذه الساحة، التي تحظى بشعبية كبيرة بين العائلات، على مجموعة من المرافق التي تشمل ممرات ومقاعد ومساحات خضراء، وقاعات للصلاة، ونافورات، وإضاءة محيطة بجميع أركانها، وولوجيات خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى مرافق صحية.
كما تضم هذه الساحة العمومية فضاءات لعب للأطفال، وفضاء مخصصا للتزلج والتزحلق، ومرافق أخرى خاصة بمحبي الأنشطة الرياضية الفردية في الهواء الطلق.
وكذلك الشأن بالنسبة لساحة “المشور” الشهيرة، الممتدة على مساحة 80 ألفا و106 متر مربع، والتي أضحت إحدى الوجهات المفضلة للساكنة من أجل الاستمتاع بالأجواء الرمضانية الليلية.
وأكد عدد من المواطنين، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الساحات العمومية تشكل ملجأ حقيقيا وفضاء استراحة “ليلي” بعد الإفطار، من أجل قضاء لحظات ممتعة مع العائلات والأصدقاء.
وأشادوا بوسائل الراحة المتوفرة ومختلف فضاءات اللعب التي توفرها هذه الساحات، منوهين بالجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات المحلية.
وتحرص ساكنة مدينة العيون، التي تتميز بأسلوبها الخاص في السهر خلال الشهر الفضيل، على ارتياد مختلف الساحات العمومية التي تعد ملاذا للباحثين عن الاستجمام والانتعاش وقضاء لحظات من التواصل وتجاذب أطراف الحديث، وتبادل الأفكار التي من شأنها توطيد العلاقات بين الأسر والأصدقاء.
وعلى غرار باقي جهات المملكة، يمثل رمضان بالنسبة لساكنة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، شهر التقوى والتماسك العائلي والتضامن الاجتماعي.