التامك: موظفو السجون يزاولون مهامهم في ظروف جد صعبة.. موظف لكل 300 نزيل
كشف محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج وضعية صعبة يعيشها موظفو السجون، خاصة من حيث الأجور والتعويضات التي لا تتناسب مع طبيعة المهام وخطورتها.
وأوضح المندوب العام في معرض رده على سؤال كتابي أنه قد لوحظ خلال السنوات الأخيرة على مستوى المندوبية العامة عدم تناسب الأجور والتعويضات التي يستفيد منها موظفو السجون مع حجم وطبيعة وخطورة مهامهم، حيث أنه لم تتم إلى حد الآن الاستجابة لمطلب المماثلة على غرار باقي القطاعات الأمنية، بالرغم من مراسلة الجهات المعنية أكثر من مرة للتدخل العاجل ورد الاعتبار وإنصاف هذه الفئة من موظفي الدولة.
وأضاف التامك أن موظفي السجون يزاولون مهامهم في ظروف عمل جد صعبة وهي مهنة محفوفة بمخاطر يومية جمة تهدد كيان الموظف وحياته الشخصية في كل لحظة سواء داخل السجن أو خارجه، حيث تصل أحيانا الاعتداءات على الموظفين إلى حد القتل.
وتابع أن طبيعة المجال المغلق وما ينجم عنه من ضغط نفسي على الموظفين خاصة مع الظرفية الاستثنائية التي عرفتها بلادنا في ظل تفشي جائحة كورونا، حيث تم إخضاع الموظفين للحجر الصحي بالمؤسسات السجنية من أجل تحصين الساكنة السجنية والفضاء السجني والعاملين به، وما صاحب ذلك من تأثيرات نفسية، مما دفع المندوبية العامة بالتنسيق مع خبراء نفسانيين إلى إحداث منصة إلكترونية للمواكبة والدعم النفسي للموظفين.
وفي سياق الضغط النفسي، أشار التامك إلى أن الاحتكاك اليومي مع السجناء باختلاف وضعياتهم الجنائية واختلاف طباعهم وشخصياتهم يؤدي إلى ذلك أيضا، إلى جانب الحركية الدائمة داخل المؤسسات السجنية لتأمين مختلف الخدمات الأساسية للسجناء من تغذية وفسحة ورعاية صحية وإخراج للمستشفيات، وتنفيذ البرامج التأهيلية والتفتيش والمراقبة الدائمة لتحركاتهم.
وأوضح المندوب العام لإدارة السجون أن أغلبية المهام داخل المؤسسات السجنية مهام شاقة وصعبة، لكونها تحتاج لمجهود بدني وتركيز ذهني وإلى اتخاذ الحيطة والحذر الدائمين، لأنه لا يمكن توقع ما يمكن أن يقوم به بعض السجناء من تصرفات قد تعرض سلامة باقي السجناء والموظفين وأمن المؤسسة للخطر.
وانتقد التامك طول ساعات العمل، والتي تمتد في بعض المهام الموكلة لموظفي الحراسة والأمن إلى 14 ساعة في اليوم، وضرورة الاستجابة لنداء الواجب المهني بالليل والنهار وفي أيام العطل والأعياد، والتي تزيد من تعميقها أزمة النقص الحاد في الموارد البشرية مقابل الارتفاع المتزايد لعدد الساكنة السجنية بأغلب المؤسسات.
وأوضح أن نسبة التأطير لا تتعدى موظفا لكل 11 سجين كمعدل وطني، وهذه النسبة ترتفع لتصل فعليا لموظف لكل 40 سجينا خلال فترة العمل بالنهار وموظف لكل 300 سجين خلال فترة العمل ليلا، إذا ما احتسب توزيع الموظفين على مختلف مراكز العمل، وهي نسبة تظل بعيدة عن معدل التأطير المعمول به دوليا والمحدد في حارس لكل 3 سجناء، مما يعيق أداء الموظفين لمهامهم على الوجه المطلوب ويؤثر على مردوديته.
إلى جانب ذلك، تطرق التامك إلى مشكل الطابع العدواني لبعض الفئات من السجناء، حيث يتعرض الموظفون لاعتداءات جسدية داخل وخارج المؤسسات السجنية، ناهيك عن الاعتداءات اللفظية والتهديد لثنيهم عن أداء واجبهم المهني.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية