الأطباء يقاطعون منح شهادات العذرية
شن الأطباء حملة مقاطعة ضد ما يصطلح عليه بـ”شهادة العذرية”، في خطوة للوقوف ضد هذا العرف الذي يهين كرامة المرأة ويعرضها لأمراض جسدية ونفسية.
وأكد الأطباء المقاطعون أن الفكرة تبلورت منذ أسابيع، وهمت كلا من القطاع العمومي والخاص، إذ أن اختبار العذرية لا يستند على أي دليل علمي، بل يسلب المرأة حريتها وينتهك حقوقها.
واستنكرت كل من المنظمة العالمية للصحة ومجلس حقوق الإنسان وعدد من الجمعيات الدولية هذا العرف، واعتبروه انتهاكا لسلامة المرأة نفسيا وجسديا واجتماعيا.
وأشار الأطباء إلى أن اختبار العذرية يسبب نزيفا والتهابات على مستوى الأعضاء التناسلية، بالإضافة لسلوكات جنسية غير مقبولة نتيجة الصدمات النفسية، ما يؤدي للانتحار أو القتل في حالة فشل الاختبار.
وتوجه الأطباء نحو تعميم التجربة، في ظل عجز الحكومة عن تبني مشروع لإلغائها، فالواقع قد تجاوز الأمر ولم يعد الزواج مرهونا بـ”غشاء البكارة”، في وقت غزت فيه عمليات التجميل الترقيعية.
وثمنت بشرى عبدو، مديرة جمعية التحدي للمواطنة هذه الخطوة، ووصفتها بالإيجابية، وفق ما أفادت به جريدة “الصباح” في عددها ليوم الأربعاء.
وأضافت عبدو أن شهادة العذرية تختزل المرأة في بكارتها، لدرجة إدراج غير العذراء في خانة الفحشاء والمنكر، هذا وتبقى مسألة العذرية “طابو” في مختلف الفئات الاجتماعية، وعرفا قد يصل لحد القتل في حال خلافه.
وقالت مديرة الجمعية إن شهادة العذرية ترتبط عند المغاربة بالشرف، ووثيقة لتبرئة ذمة الفتاة من أية علاقات جنسية سابقة، الشيء الذي يهينها ويحط من كرامتها.
ولا يشترط الحصول على شهادة العذرية من أجل الزواج، إلا أن العادة جرت أن يتم القيام بهذا الاختبار كشرط لإتمام الزواج، هذا وتستهجن الجمعيات هذا الأمر وتعتبره دوسا على حقوق المرأة.
وطالبت الجمعيات الحقوقية، حسب اليومية نفسها، بسن قانوني يلزم الأطباء بعدم تسليم هذه الشواهد إلا في الحالات التي تفرضها قضايا الاغتصاب والطب الشرعي.