اتخاذ عدة إجراءات لضمان تزويد مراكش بالماء الصالح للشرب وترشيد استخدامه
أعلنت لجنة اليقظة، التي تم تشكيلها في دجنبر الماضي، بقرار من سلطات ولاية جهة مراكش – آسفي، عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات لضمان تزويد المدينة الحمراء بالمياه الصالحة للشرب وترشيد استخدامها، وذلك في ظل العجز المسجل في العرض المائي بالجهة، والذي بلغت نسبته نحو 40 بالمئة.
وذكرت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، في بلاغ لها، أنه ولمواجهة هذه الوضعية، تم خلال شهر نونبر 2021 وبتعليمات من طرف والي جهة مراكش – آسفي تشكيل لجنة لليقظة، والتي حددت وسطرت مجموعة من الإجراءات موضوع قرار عاملي.
وأضاف المصدر ذاته، أن هذه اللجنة تجتمع بشكل دوري ومنتظم تحت رئاسة والي الجهة، وذلك لاتخاذ القرار بشأن الإجراءات التي يتخذها أعضاء اللجنة المذكورة، تبعا لتطورات الوضعية المائية بالجهة.
وأوضح أن كلا من الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، ووكالة الحوض المائي تانسيفت وكذا المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) تجندت للعمل معا من أجل تدبير هذه الفترة الحرجة، على أتم وجه بهدف ضمان استمرارية تزويد المدينة الحمراء بالماء الصالح للشرب، وذلك من خلال إنجاز استثمارات ضخمة من طرف الوكالة المستقلة، والمكتب الوطني (قطاع الماء)، بهدف ضمان تأمين تزويد مدينة مراكش من سد المسيرة بالماء الصالح للشرب.
وأشار إلى أن الاجراءات المتخذة تهم أيضا التعميم التدريجي لاستخدام الموارد المائية غير التقليدية (المياه العادمة المعالجة)، انطلاقا من محطة معالجة المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء بمدينة مراكش، بعد ملاعب الكولف وحدائق النخيل.
وكشف أن هذه المناطق الخضراء بلغت، إلى حدود اليوم، ما مجموعه 26 مساحة خضراء وحديقة، بمساحة إجمالية قدرها 228 هكتارا، مبرزا أنها موضوع مشروع السقي باستخدام المياه المعالجة الصادرة عن محطة المعالجة، بمبلغ إجمالي ناهز 64.7 مليون درهم، بتمويل مشترك مع المديرية العامة للجماعات الترابية، والبرنامج الوطني للتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة (PNAM) وجماعة مراكش، وهو مشروع قيد الإنجاز وسيكون رهن الاشتغال بحلول سنة 2023.
كما تم إنشاء مأخذ المياه العادمة المعالجة من طرف الوكالة المستقلة، والذي يتمثل الهدف منه في تشجيع استخدام هذه المياه عند الطلب، مؤكدا أن كلا من مقاولات التنظيف ومقاولات الأشغال..، تعتبر المستهدف الأول للاستفادة من هذه العملية.
وفي ما يتعلق بإجراءات ترشيد الطلب على الماء الصالح للشرب وعقلنة توزيعه، أورد المصدر أنه تم، في هذا الإطار، اتخاذ وتفعيل عدة إجراءات من طرف الوكالة، تشمل برنامجا طموحا للكشف عن التسربات المائية التحت أرضية، ورسائل نصية لزيادة الوعي حول الحفاظ على الموارد المائية.
وتابع أنه يتم أيضا إجراء مهمات تدقيق وافتحاص للكفاءة المائية بالنسبة للمستهلكين الكبار للماء الصالح للشرب (الإدارات، المدارس، المستشفيات، الفنادق والمساجد، إلخ..)، والتي تترأسها مصالح وكالة الحوض المائي تانسيفت، وبدأ انجازها من طرف مكاتب دراسات خبيرة ومختصة في الميدان، وذلك عن طريق التمويل الذي ستخصصه جهة مراكش – آسفي لهذه الغاية.
وأوضح البلاغ، أن الهدف المتوخى من خلال هذا الإجراء، الذي سنه القرار العاملي رقم 238 الصادر عن والي الجهة، هو تزويد هذه المؤسسات (حوالي مائة مؤسسة) بتشخيص دقيق مصحوب بخطة عمل تهدف إلى الرزانة والترشيد في استعمال الماء، مبرزا أنه سيتم تعميم هذه الإجراءات لاحقا على جميع المؤسسات المعنية.
وخلص إلى أن كلا من الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، وكذا وكالة الحوض المائي تانسيفت والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب تؤكد على الحاجة إلى استدامة تفعيل هذه الإجراءات، وكذا التعبئة الجماعية لضمان تأمين تزويد مدينة مراكش بالماء الصالح للشرب.
وذكر المصدر، بأن المغرب شهد في السنوات الأخيرة، وبشكل متكرر، فترات من الجفاف الحاد، الشيء الذي ينعكس بشكل أو بآخر من خلال الانخفاض الكبير في حقينة السدود التي تعرفها بعض جهات المملكة، ومن ضمنها جهة مراكش – آسفي.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية