إجراء أول عملية جراحية على القلب المفتوح بمستشفى العيون
تكللت العملية الجراحية على القلب المفتوح، التي تم إجراؤها بالمستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بالعيون بالنجاح، في سابقة من نوعها على صعيد الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتندرج هذه العملية المجانية، التي أجراها الدكتور رضا بزيخة، وهو طبيب مختص في جراحة القلب والشرايين بهذا المستشفى الجهوي، تحت إشراف طاقم طبي متخصص وأساتذة من المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، ومستشفى الغساني بنفس المدينة، في إطار مبادرة إنسانية أطلق عليها اسم “نبض الصحراء التطوعي لأمراض وجراحة القلب”، والتي شملت أيضا إجراء عمليات لزرع جهاز تنظيم نبضات القلب “Pace Meker”.
واستفاد من هذه العمليات، التي تكفلت بشقها الاجتماعي جمعية المحبة والشؤون الاجتماعية بالعيون، تحت إشراف ولاية جهة العيون – الساقية الحمراء، والمديرية الجهوية للصحة، ثلاثة مرضى ينحدرون من العيون وبوجدور وطرفاية.
ويضم الطاقم الطبي التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، كلا من البروفيسور محمد مسواك جراح القلب والشرايين رئيس مصلحة جراحة القلب والشرايين، والبروفيسور هرندو مصطفى رئيس قسم التخدير والإنعاش، والدكتور سعيد بن المقدم أستاذ التخدير والإنعاش، ومحمد بولعجول ممرض جهاز القلب والرئة الاصطناعي، ومحمد الدحماني ممرض غرفة العمليات، بالإضافة إلى الدكتور اسماعيل اغبي جراح القلب والشرايين بمستشفى الغساني بفاس.
وقال المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية، علي الهواري، إن إجراء هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى الأقاليم الجنوبية، من طرف أطباء من مدينة العيون، بالإضافة إلى طاقم طبي من مدينة فاس، تشكل اللبنة الأولى لتأسيس مصلحة خاصة بجراحة القلب والشرايين بمستشفى مولاي الحسن بن المهدي.
وأشاد السيد الهواري بجميع المتدخلين في هذه المبادرة، التي لاقت استحسانا من طرف المواطنين بهذه الربوع، مبرزا أن الوزارة ستعمل على توفير التجهيزات اللازمة لهذه المصلحة، من أجل الاستمرار في إجراء هذا النوع من العمليات بطريقة اعتيادية على غرار باقي المستشفيات، لفائدة ساكنة الجهات الجنوبية للمملكة.
من جهته، أعرب البروفيسور محمد مسواك، جراح القلب والشرايين ورئيس مصلحة جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، عن اعتزازه بالإشراف على إجراء هذه العملية الأولى من نوعها بالأقاليم الجنوبية، معبرا عن استعداده إلى جانب الطاقم الطبي لمواصلة العمل على إجراء عمليات من هذا النوع بهذا المستشفى كلما دعت الضرورة لذلك.
وبهذه المناسبة، هنأ مسواك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الطبيب الجراح والمشرفين على هذه المبادرة، على نجاح العملية، منوها بمستوى العرض الصحي بالعيون، وبتأمين جميع المعدات اللازمة لإجراء مثل هذه العمليات، وبوجود طاقم مؤهل ساهم بشكل كبير في تمكن المستشفى من إجراء هذه العملية في ظروف مريحة.
وأشاد بتضافر جهود المتدخلين من سلطات محلية ومديرية جهوية للصحة ومجتمع المدني لإنجاح هذه العملية الإنسانية، داعيا إلى دعم مثل هذه المبادرات لتشمل جميع الفئات الهشة بالأقاليم الجنوبية.
من جانبه، عب ر الطبيب الجراح، رضا بزيخة، عن سعادته بإجراء أول عملية جراحية على قلب مفتوح بمستشفى مولاي الحسن بن المهدي بالعيون والتي تكللت بالنجاح، مشيدا في هذا الصدد، بجميع المتدخلين والمساهمين في هذه العملية من سلطات محلية وطاقم طبي ومجتمع مدني.
وأشار إلى أن هذه المبادرة الإنسانية هي بمثابة انطلاقة لإجراء عمليات على القلب المفتوح في هذا المستشفى بشكل منتظم، في إطار تقريب الخدمات الصحية من ساكنة المنطقة، لاسيما العمليات الجراحية التي تهم القلب والشرايين.
وبخصوص عمليات زرع جهاز تنظيم نبضات القلب، أبرزت الدكتورة فاطمة الشيخي، التي أشرفت على هذه العملية بمعية الدكتور رضا بزيخة، أن هذه العمليات التي تجرى لأول مرة بالأقاليم الجنوبية، مرت في ظروف جيدة، منوهة بتضافر جهود جميع المتدخلين لإنجاح هذه المبادرة الإنسانية.
أما رئيسة جمعية المحبة للشؤون الاجتماعية بالعيون، العالية امغربلها، فنوهت بمستوى التنسيق الذي عرفته هذه المبادرة، سواء تعلق الأمر بعملية القلب المفتوح التي تم إجراؤها بالمستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، أو عمليات إدخال جهاز ضبط نبضات القلب التي أجريت بالمجمع الصحي “الحكمة”، في إطار الشراكة والتعاون بين المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية وبين هذا المجمع الطبي.
وأضافت أن هذه المبادرة، التي اختير لها شعار “يدا في يد من أجل إنقاذ مرضى القلب”، والتي تتطلب تكاليف باهظة لإجرائها، استفاد منها مجانا أشخاص في وضعية هشاشة، وذلك بدعم من ولاية الجهة والمديرية الجهوية للصحة.
وتهدف جمعية المحبة والشؤون الاجتماعية، التي تولي أهمية كبيرة للعمل الاجتماعي التضامني، إلى مساعدة الفئات الأكثر هشاشة، حيث تسعى حسب إمكانياتها إلى إدماجهم في المجتمع، كما تعمل على مساعدة الشباب والنساء للانخراط في العمل الجمعوي التشاركي.
ووعيا منها بالدور المهم الذي يضطلع به المجتمع المدني، اتخذت الجمعية من اللقاءات التواصلية والمحاضرات الثقافية والأيام التحسيسية سبيلا لإرشاد النساء والشباب، وتكوينهم في إطار دورات مرسومة الأهداف ووفق برنامج سنوي متجدد.