إبراز معاناة النساء المحتجزات بمخيمات تندوف.. موضوع معرض تنظمه قنصلية المملكة المغربية ببروكسيل
نظم اليوم الاثنين، بمقر القنصلية العامة للمملكة المغربية ببروكسيل، معرضا بعنوان “المرأة المغربية في بلجيكا تتضامن مع محتجزي مخيمات تندوف”، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وافتتحت فعاليات هذا المعرض، الذي يقام خلال الفترة ما بين 08 و12 مارس الجاري، من قبل سفير المملكة المغربية ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، والقنصل العام للمغرب ببروكسيل، عبد الرحمان فياض.
وسيتمكن زوار هذه التظاهرة التي تندرج في إطار الأنشطة الثقافية التي تنظمها القنصلية لفائدة الجالية المغربية المقيمة ببروكسيل، بتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني، من الاطلاع على جانب من الموروث الثقافي الغني للأقاليم الجنوبية، من خلال “خيمة صحراوية” نصبت بمقر القنصلية، والتي تعرض لعدد من مظاهر الثقافة الغنية التي تتميز بها هذه الربوع من المملكة.
كما يعد المعرض المنظم بشراكة مع جمعيتي “أمي” و”عالم الإنسانية” (موند دو لومانيتي)، اللتان تنشطان في المجالين الثقافي والاجتماعي، مناسبة لتسليط الضوء على ما تعانيه المرأة الصحراوية المحتجزة بمخيمات تندوف من انتهاك لمختلف حقوقها الأساسية.
وقد تم بهذه المناسبة، عرض شهادتين للفاعلتين الحقوقيتين السعداني ماء العينين، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وعائشة الدويهي رئيسة مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، واللتين سلطتا الضوء على بعض مظاهر المعاناة المريرة التي تتكبدها المرأة الصحراوية المغربية المحتجزة في مخيمات العار.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال القنصل العام للمملكة ببروكسيل، عبد الرحمان فياض، إن الغاية من تنظيم هذا المعرض هو إظهار تمسك المرأة المغربية، حيثما وجدت في مختلف ربوع العالم، بالدفاع عن القضايا الوطنية المركزية، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة.
كما أن هذا الحدث -يضيف القنصل العام- يتوخى هذه السنة إبراز معاناة المرأة الصحراوية المحتجزة بمخيمات تندوف، التي تنعدم فيها أبرز شروط العيش الكريم، وإظهار مساندة النساء المغربيات عامة لشقيقاتهن المحتجزات، ضدا على إرادتهن، على التراب الجزائري.
وأضاف فياض، أن القنصلية العامة ستحرص بهذه المناسبة على تنظيم يوم خاص للشباب، من خلال تنظيم زيارة لتلاميذ المدارس والإعداديات والثانويات التابعة لنفوذها، للمعرض الذي يعد بمثابة سفر ثقافي رمزي من العيون إلى بروكسيل، غايته التعريف بالموروث الصحراوي للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأوضح أن الهدف من ذلك هو جعل أبناء الجالية المغربية المقيمة بالديار البلجيكية، يكتشفون السمات المميزة للفضاء الصحراوي المغربي ومميزاته عبر الزمن، ومن ثم، تعزيز مشاعر ارتباطهم بوطنهم الأم والدفاع عن وحدته الترابية.
وفي تصريح مماثل، أكدت رئيسة بلدية فوريست ببروكسيل، مريم الحامدين، أن هذه المبادرة تأتي لإبراز المكانة الكبيرة التي أضحت تحظى بها المرأة الصحراوية خاصة والمغربية عموما في مختلف مجالات الحياة، على ضوء الأشواط الكبرى التي قطعها مسلسل تكريس المساواة بين الرجل والمرأة في المغرب.
وقالت الحامدين، إن “المرأة المغربية أصبحت تتقلد أرقى المناصب وتنشط في الكثير من المجالات الحيوية، شأنها شأن شقيقها الرجل (…) وذلك في الوقت الذي لا زالت فيه العديد من البلدان متأخرة من حيث تكريس مبدأ المساواة بين الجنسين”.
بدوره، أكد رئيس جمعية “أمي”، الحسين واليل، أن المعرض الذي تشارك الجمعية في تنظيمه، يبرز بعض أوجه حياة المرأة الصحراوية والرحل، كما يعرض مجموعة من مقاطع الفيديو التي تفضح معاناة النساء والأطفال في مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية، سعيا إلى تحسيس الرأي العام في بلجيكا بضرورة إنهاء هذا الخلاف الزائف والقبول بمبادرة الحكم الذاتي.
وقد شكل المعرض مناسبة للمواطنين المغاربة المقيمين في بلجيكا من أجل التعبير، ليس فقط عن تضامنهم ودعمهم الثابت لتحرير النساء والأطفال المحتجزين في مخيمات الذل والعار، ولكن أيضا للكشف عن الظروف المزرية للحياة في هذه المخيمات والتنديد بوضعية حقوق الإنسان المروعة السائدة بها.