أولاد برحيل تحتضن النسخة الأولى من “المقهى الأدبي الفكري”
افتُتحت، مساء الأربعاء الماضي، بمدينة أولاد برحيل التابعة لإقليم تارودانت، فعاليات النسخة الأولى من المقهى الأدبي الفكري، دورة الأستاذ محمد العُميري”، الموسومة بشعار “الوعي سبيل التنمية”.
ووفق بلاغ للمنظمين، فقد أشار عبد الهادي فاتح، ممثل تكتل الجمعيات السبع المنظِّمة لهذا المشروع الثقافي، إلى أن هذا الحدث الثقافي الأول في المدينة يسعى إلى توسيع قاعدة الاستهلاك الثقافي بالبحث عن جمهور آخر، وتعميم المعرفة، ودمقرطة العلاقات الثقافية، وتقريب نجوم ورموز الإنتاج الثقافي، والفني والإعلامي، من الجمهور، في لحظة تماس مباشر، إلى جانب التعريف بالطاقات الإبداعية المحلية المختلفة من حيث اهتماماتها وإنتاجاتها.
كما ذكر أن من أهداف المقهى الأدبي الفكري تقريب المسافة بين الجمهور المتعطش، وخاصة المهتم بالشأن الثقافي، وبين هؤلاء المثقفين والمبدعين، واليوم تتطلع شبكة الجمعيات الحاملة لهذا المشروع الثقافي لعقد أول محطة تنظيمية لترسيخ فعل ثقافي جاد وهادف، بعيدا عن القاعات الكلاسيكية المغلقة، واكتشاف فضاء المقهى بوصفه منبراً جديداً للفكر والثقافة، والفن والإعلام، وما يعتبره المنظمون، حسب المتحدث باسمه، دليلا على إيجابية هذه المبادرة الثقافية التي تحتاج إلى دعم المؤسسات العمومية والخاصة، وأهميتها.
وقد تضمن المحور الافتتاحي ثلاث مداخلات؛ “الفعل الجمعوي والعمل الخيري”، من تقديم الأستاذ محمد الزكراوي، و”الفعل الجمعوي وآفة التسيس”، مقدَّما من قِبَل الفاعل الجمعوي سعيد المحمدي، و”دور الفعل الجمعوي في التنمية الثقافية” الذي عرض الحديث فيه الأستاذُ سعيد الهدوم.
وبعد تقديم مسيرة اللقاء تعريفاً موجزاً للعمل الجمعوي، وبيانها لأهميته في التنمية، قدمت الكلمة للمتدخل الأول من أجل تناول المحور الأول، فتطرقت مداخلة الأستاذ محمد الزكراوي إلى تعريف الجمعيات، ودورها، والتطورات التي عرفها العمل الجمعوي في المغرب، منذ الاستعمار إلى اليوم، كما أشار إلى أن أغلبية الجمعيات تقوم بالعمل الخيري، دون الحصول على صفة المنفعة العامة، والتي تتطلب مجموعة من الإجراءات تطرق إليها، كما رصد بعض أخطاء الفعل الجمعوي، ومعيقاته الذاتية والموضوعية.
من جانبه، أكد الفاعل الجمعوي سعيد المحمدي أن الفاعل السياسي لا يستحضر المنفعة العامة، بل يستغل مركزه لدعم الجمعيات التي تخدم مصالحه السياسية، وبذلك تصبح الجمعيات سجينة للفاعل السياسي، مشيرا إلى أن هناك علاقة وطيدة بين نتائج الاستحقاقات الانتخابية وعدد الجمعيات التابعة لكل حزب. كما أكد أن الانتماء السياسي يعتبر من عراقيل الفعل الجمعوي، رغم أنه يعتبر ضروريا لنجاحه، حسب المتدخل.
واختتم النشاط، بحسب البلاغ ذاته، بتقديم شهادة تقدير وامتنان لكل من محمد الزكراوي، وسعيد المحمدي، وسعيد الهدوم، اعترافا بمجهوداتهم في البحث والتقديم، والتفاعل مع الحاضرين.