أزمة تلوح في الأفق بين المغرب وموريتانيا بسبب ارتفاع أثمنة الخضروات والفواكه
أثار ارتفاع ملاحظ منذ أيام في أسعار الخضروات والفواكه داخل الأسواق الموريتانية المعتمدة في غالب موادها على المستوردات المغربية، استياء في أوساط مدونين موريتانيين، حيث حملوا الحكومة مسؤولية الاعتماد على الخارج، بينما تتوفر موريتانيا على آلاف الهكتارات الصالحة للزراعة على الضفة اليمنى لنهر السنغال بالغة الخصوبة.
وأدى تطبيق الجمارك المغربية قبل أيام لتعرفة جمركية جديدة على السيارات الداخلة إلى المغرب من نقطة الكركرات الحدودية بين موريتانيا والمغرب، إلى عرقلة في تموين الأسواق الموريتانية بالخضروات والفواكه المغربية التي تنقلها على مدار اليوم عشرات الشاحنات وسيارات التبريد المغربية، وفق ما أوردته القدس العربي.
ويقوم تجار مغاربة محتجون على التعرفة الجديدة منذ أيام بغلق معبر الحدود، حسبما أكده لـ”القدس العربي”، محمد سالم الشيخ تاجر خضروات بالسوق المغربي في نواكشوط.
وأكد التاجر المذكور “أن سعر الطماطم في سوق المغرب بنواكشوط وصل الأحد إلى 200 أوقية موريتانيا (حوالي خمس دولارات)” مضيفا: “بعد توقف المواد المغربية أصبح المستهلكون يعتمدون على المنتوج المحلي الذي لا يغطي سوى نسبة قليلة جدا من الضرورات”.
وذكرت أنباء واصلة من نقطة الحدود الموريتانية المغربية “أن عشرات الشاحنات التي تنتظر حل المشكل اضطرت لتفريغ حمولاتها المتعفنة، حيث ستعود مجددا إلى المغرب لشحن كميات جديدة إذا فتح المعبر”.
ويسعى وفد من وزارة الداخلية المغربية برئاسة خالد الزروالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود، وعضوية ناصر نزار عن الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة، عبر وساطة لحل ملف غلق الطريق من طرف التجار المغاربة الغاضبين.
ومنذ أن بدأت أزمة التموين بالخضروات، وكبار المدونين الموريتانيين يحتجون بالكتابة تحت (هاشتاغ #لنكمل استقلالنا)، على ما سموه “التبعية الموريتانية للمغرب في المواد الزراعية”.
وكتبت خديجة سيدينا: “من غير المقبول أن تكون مراجلنا مرتبطة بشكل يومي بخضروات بلد أجنبي؛ كلما تعثر النقل، ترتفع أسعار المواد بصورة صاروخية”.
وأضافت: “الخضار سهلت الزراعة وتحصد في ظرف ثلاثة أشهر، ولا تكلف غير تربة وماء؛ إن كانت الدولة قد قصرت في مسؤولياتها تجاه التأطير والإشراف الزراعي، أدعوكم إلى المزرعة المنزلية، كل شخص يأخذ ركنا من بهوه لزرع الخضار الأساسي لطهيه، ومن لا يملك بهوا به تربة يمكن أن يعتمد على أكياس خشبية مفروشة بتربة يضعها فوق سطح المنزل! وفي هذا فليتنافس المتنافسون!”.
أما الإعلامي أحمد يعقوب ولد سيدي فقد علق قائلا: “عندنا، حوالي 500 ألف هكتار صالحة للزراعة، يستغل منها حوالي 10% فقط وعندكم عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل، ومع ذلك يقتلكم الجوع وسوء التغذية وتنتظرون حبات طماطم وفواكه قادمة من وراء الحدود!”.
وكتب الدكتور الشيخ معاذ: “مسألة اعتمادنا على المغرب في توفير الخضروات مسألة سيادة وكرامة، هل يعقل أن يكون بلد كامل تحت رحمة سائق شاحنة مغربي أغضبه جمركي عند معبر؟ إلى متى هذه التبعية الفاضحة؟”.
وقال: “هل يعقل ونحن نملك شمامة وما يماثلها في الشرق والغرب والشمال والجنوب أن نظل فاغري الأفواه، ضامري البطون في انتظار سائق مغربي يتكرم علينا بكيلوغرام جزر أو طماطم؟؛ فأين السيادة وأين التنمية وما قيمة الوطن نفسه إذا كان غيرنا هو من يتحكم في جوعنا وشبعنا؟”.
وكتب المدون محمد الأمين خطاري: “أعرف مورداً إسبانياً يبيع لفنادق مايوركا خضروات طبيعية خالية من المواد الكيماوية تأتي مباشرة من حقول شمامة الموريتانية وقد وصل الرقم المالي لما يستورده هذا الرجل من موريتانيا الي مليوني يورو خلال السنة الجارية فقط”.
وقال: “نحن نصدر الخضروات لإسبانيا، ونستوردها من المغرب وعلينا أن ننتظر أسبوعا أو أكثر حتى يعتدل مزاج سائقي الشاحنات المغربية، غريب هذا ومؤسف”.
وتعتمد موريتانيا على الأسواق المغربية في توريد نسبة 99% من مستهلكاتها اليومية من الخضروات والفواكه.