أخصائي يكشف للمغاربة تأثير الصيام على صحة الأطفال ويحذر من دخولهم في غيبوبة
مع قرب حلول ليلة القدر المباركة، تستعد العديد من الأسر المغربية للاحتفال بالصيام الأول لأبنائها من أجل تعويدهم على هذه العبادة في سن مبكرة ولترسيخ قيم الإيثار في نفوسهم.
وعلى الرغم من أنه ليس هناك عمر محدد للصوم لأول مرة، إلا أن ثمة مجموعة من الشروط الصحية التي من الضروري أن تتوفر في الطفل، وكذا عدة خطوات لمصاحبته طيلة يوم الصيام لتجنب حدوث مشاكل صحية، بالنظر إلى كون الأطفال مازالوا في مراحل النمو الأولى.
وبهذا الخصوص، يجيب الأخصائي في طب الأطفال، الدكتور عبد الإله المدني، عن ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، حول العمر المناسب الذي يمكن أن نشجع فيه الأبناء على الصيام، والمضاعفات الصحية المحتملة التي قد تنجم عن ذلك أحيانا، بالإضافة إلى النصائح التي يوجهها للأسر لضمان صيام أطفالها في ظروف آمنة.
1 – في أي سن يمكن أن نحفز أبناءنا على الصيام دون مخاطر صحية ؟
من الأفضل ألا يصوم الطفل قبل سن سبع سنوات، ومن الممكن تشجيعه على الصيام يوما أو إثنين في الشهر كأقصى تقدير بين سن السابعة والعاشرة، حتى وإن بدا لنا أنه قادر على ذلك. ومن الضروري أيضا عدم إجبار الطفل على الصوم، حتى لا تتكون لديه فكرة سلبية عن هذا الشهر الفضيل.
وي ستحسن اللجوء للتدرج في الصوم من خلال ما هو متعارف عليه لدى المغاربة بـ”نخيطو النهار” باعتبارها طريقة لتعويد الطفل على الصيام، دون إلحاق ضرر بصحته.
وعندما نسمح لأطفالنا بالصيام، يجب أن نكون حريصين على أن تسير الأمور على ما يرام طيلة فترة الصيام، وأن نجعل الطفل يوقف صيامه إذا أحس بالتعب الشديد أو ظهرت عليه علامات اجتفاف أو هبوط مستوى السكر في الدم.
وفي المقابل، ينبغي إعداد الأطفال للصيام من خلال تعريفهم بالمغزى الحقيقي من الصوم باعتباره عبادة تمكننا من الإحساس بعناء الفقراء وتبني سلوكات تضامنية تجاههم.
2 – ما هي المضاعفات الصحية التي قد تنجم أحيانا عن صيام الأطفال ؟
عندما يشعر الطفل أثناء الصيام بالتعب وتظهر عليه بعض العلامات كأن ترتعش يداه أو يعاني من مشاكل في الرؤية أو أن يصبح كلامه متلعثما، من الضروري أن يفطر على الفور. ولا يجب مطلقا إجباره على الصبر ومواصلة الصيام، إذ من الممكن أن يصاب بهبوط حاد في مستوى سكر الدم وأن يدخل في غيبوبة قد تكون لها عواقب وخيمة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن 75 في المائة من وزن جسم الطفل تتكون من الماء مقارنة ب 14 في المائة بالنسبة للكبار، لذلك يتعرض الأطفال للاجتفاف بوتيرة أسرع.
وبالنسبة للأطفال المصابين بعدد من الأمراض المزمنة، وخاصة السكري والصرع، فيمنع عليهم الصيام بتاتا. وعموما يتعين استشارة الطبيب المعالج لتحديد إمكانية صيام الأطفال المصابين بمختلف الأمراض، كفقر الدم مثلا.
3 – ما هي النصائح التي توجهها للأسر لضمان صيام الأطفال في ظروف آمنة ؟
من الضروري مواكبة الآباء لأبنائهم طيلة فترة الصيام، وسؤالهم في كل حين عن أحوالهم، لذلك من الأفضل أن يصوم الأطفال خلال عطلة نهاية الأسبوع وليس في أيام الدراسة.
ويتعين أيضا إيقاظ الأطفال لتناول وجبة السحور التي يجب أن تتضمن العناصر الغذائية الضرورية، من بروتينات وأملاح معدنية وماء وسكريات بطيئة تساعدهم على قضاء اليوم دون الشعور بالجوع.
وعند الإفطار، يجب حث الأطفال على الأكل ببطء ومنعهم من الإكثار من السوائل بالنظر إلى الحجم الصغير لمعدتهم، ولتفادي مشكل الارتجاع وانتفاخ البطن. ومن المهم أيضا احترام أوقات نوم الأطفال.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية