أخصائي في التغذية يكشف للمغاربة الفوائد الصحية للصيام
يعتبر شهر رمضان الأبرك شهر التوبة والمغفرة، وكذا مناسبة للاستفادة من الفوائد الجمة للصوم، غير أن الكثيرين ممن لا يدركون هذه المزايا الصحية، يعانون خلال الشهر الفضيل من اضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي ومن زيادة في الوزن.
وفي هذا الصدد، يسلط الدكتور ريجينال علوش، الأخصائي في التغذية ومهندس الطب الحيوي، في معرض جوابه عن ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على طرق الاستفادة من الصيام على النحو الأمثل من الناحية الصحية.
1- كيف يمكننا الاستفادة من الصيام من الناحية الصحية؟
صيام رمضان له فوائد لا تعد ولا تحصى. فالصيام على النحو الأمثل يعود بالنفع العميم على صحة الصائم ويمكن الجسم من أخذ قسط من الراحة. غير أن ما يضر بصحة الصائم هو الإفراط في الأكل خلال ليالي رمضان. فهو شهر تأمل وتدبر وسلام وصفاء، لذلك يجب على المرء أن يتحلى بهذه القيم وقت الإفطار. فالطبيعي أن لا تزيد أوزاننا خلال الشهر الفضيل، وإذا طبقنا تعاليم الصوم بشكل صحيح، فيمكننا أن نخسر الوزن الزائد. يمكننا كذلك القيام برياضة المشي. ويحتاج الكبد إلى التخلص من الدهون والسكر المخزنين ما بين منتصف الليل والساعة الرابعة صباحا. كما لا ينبغي للمرء أن يأكل بنهم خلال الليل وفي وقت متأخر منه.
صيام شهر رمضان على النحو الصحيح يريح الجسم ويساعده على التخلص من السموم. وبالنسبة للأشخاص المرضى، ولاسيما المصابين بأمراض مزمنة، فيتعين عليهم استشارة طبيبهم بخصوص إمكانية صيام رمضان من عدمه.
2- هناك مقولة تقول “كلما أكلنا أكثر كلما أحسسنا بالجوع أكثر”. كيف يمكننا تنظيم هرمون الشبع “اللبتين”؟
“اللبتين”، الذي يطلق عليه اسم “هرمون الشبع”، هو هرمون هضمي ينظم عمل الشهية وتخزين الدهون في الجسم عن طريق التحكم في الشعور بالشبع. ويفرز “اللبتين” من طرف الخلايا الشحمية التي تعمل على تخزين الدهون. كلما أكلنا طعاما كثيرا، كلما أنتج جسمنا كميات كبيرة من اللبتين. هناك عدة مؤشرات داخل جسم الإنسان. فعندما نتناول الطعام، تقوم المعدة بإفراز هرمون “الغريلين” الذي يتم تحفيزه بشكل كبير عند تناول السكر. ولذلك نستهل إفطارنا بتناول التمر. فالتمر يفتح شهيتنا، ويعيد تنشيط هرمون “الغريلين”، لأننا عندما نصوم طيلة النهار، لا نشعر بالجوع بسبب نقص هذا الهرمون. ويستحسن تناول حبات التمر بشكل فردي (1. 3. 5 .7).
3 – بالنظر إلى معدلات السمنة المفرطة، كيف يمكننا إقناع الأطفال واليافعين على الخصوص بأهمية تبني عادات الأكل الصحي؟
خلال فترة النمو، يكون الأطفال في أمس الحاجة إلى الطعام أكثر من البالغين. فبالنسبة للأطفال، علينا أن نجعلهم يعتادون على تناول أصناف معينة من الطعام. إذ يجب تنويع وجباتهم الغذائية لتتضمن الخضروات والفواكه. وإذا لم يعتادوا على تناول هذه الأطعمة الجيدة فسيقبلون على تناول اللحوم والبطاطس والعجائن فقط. وسيكون بإمكان الأطفال حرق كل تلك السعرات إذا مارسوا الرياضة. لكن إذا كنا أمام طفل يحب ألعاب الفيديو ويمضي غالبية وقته في المنزل، فسيكون الأمر صعبا من الناحية الصحية، خصوصا في صفوف الأسر التي يعاني بعض أفرادها من بعض الأمراض الوراثية كالسكري والسمنة.
وتجدر الإشارة، إلى أن الشخص لا يصاب بالضرورة بمرض السكري لكون أحد أبويه مصابا، لكن نسبة خطر الإصابة لديه تكون مرتفعة. من الضروري أن يفهم الناس العديد من الأمور المرتبطة بصحتهم لأنهم بالتأكيد لن يتصرفوا بنفس الطريقة عندما يفهمون ما يدور حولهم!