أبو حفص: وضع الوشم و”التاتو” غير حرام
بعد تضارب الآراء حول ما إذا كان وضع “الوشم” و “التاتو” حرام أم حلال، خرج محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بـ أبو حفص، عن صمته، ليوضح هذا الأمر.
وقال أبو حفص، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بـ”الفايسبوك”، أن جدته قامت بعملية طبية لإزالة الوشم الذي كان على ذقنها، بعد إقناعها بأن الوشم حرام، والاستدلال بحديث “لعن الله الواشمة والمستوشمة”.
وأوضح أبو حفص، موضوع وضع “التاتو” و “الوشم” عاد إلى الواجهة، بعدما أصبح الشباب يقومون به، خصوصا وأن كثيرا من نجومهم المفضلين يضعون أوشاما مختلفة على أجسادهم.
واعتبر أبو حفص، أن الوشم ثقافة قديمة جدا، بدأت مع الحضارات البشرية الأولى سواء الفرعونية أو الصينية أو غيرها، وتاريخه يعود لآلاف السنين قبل الميلاد، كما أن الوشم في ثقافتنا الأمازيغية هوية جمالية، وتحف فنية، وصور حية، وتعبير عن مشاعر وأوضاع اجتماعية، وهو تقليد عريق وجميل في تراثنا المشترك.
وقال المتحدث نفسه، “إنه لم يكن الوشم في ثقافتنا الأمازيغية حصرا على المرأة، حتى الرجل الأمازيغي كان يضع الوشم حسب كثير من الدراسات الأنتروبولوجية، قبل اندثار هذه الثقافة لأسباب مختلفة”.
وأضاف أبو حفص، أن فقهاء المسلمين لم يتفقوا على تحريم الوشم، منهم من حرمه، ومنهم من رآه مكروها، ومنهم من رآه حلالا، وبالتالي القول بأن الإسلام حرم الوشم مطلقا مصادرة للآراء الأخرى، ومحاولة لفرض الرأي الواحد، وبالمغرب حتى فقهاء الأمازيغ المسلمين لم يكونوا يرونه محرما.
وأفاد المتحدث، أنه حتى النص المستدل به :”لعن الله الواشمة والمستوشمة…” عليه إشكالات كثيرة، منها أن زيادة “المغيرات لخلق الله” في آخر النص غير موجودة في أغلب الروايات، وقد استغربها كثير من الفقهاء بأنفسهم، لأن التغيير لغرض مزيد من التجمل والتزين لا حرج فيه، بل مطلوب، وقد نقل الفقهاء بأنفسهم قول عائشة في النمص لمن أرادت نتف حاجبيها تزينا لزوجها، وهو وارد في الحديث أيضا: ” لو استطعت أن تخلعي مقلتيك وتبدليها بخير منها فافعلي “، لهذا اختلف الفقهاء في تعليل هذا اللعن، بين قائل بأنه بسبب ما كان من تدليس النساء وإخفاء اعمارهن ، ومن قال بسبب الأذى المرافق لمثل هذه السلوكيات، ومنهم من قال كانت هذه الصفات مجتمعة سمة للعاهرات، أي انهم لم يجدوا تعليلا متفقا عليه، مما يضعف الاستدلال بهذا النص.
وختم أبو حفص كلامه، بالقول “لهذا لا أجد أي مبرر للإنكار على الآخر، أو التنقيص منه، أو الحكم المسبق عليه، لمجرد أنه وضع رسما على جسده، تعبيرا عن نفسه أو مشاعره أو أحلامه، خاصة وأن طرق وضعه قد تطورت علميا، بما يمنع الأذى عن الإنسان، وبما يجعله مأمونا صحيا، ولا خطر فيه على صحة الفرد”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية