آثار التلقيح ضد كورونا على البالغين والأطفال محور لقاء دراسي بالبيضاء
نظمت أنفوفاك المغرب بتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وبشراكة مع جمعيات وهيئات طبية وصيدلانية، لقاء دراسيا يوم السبت 26 مارس 20222 بالدارالبيضاء بمناسبة الأسبوع العالمي للتلقيح، لتسليط الضوء على آخر مستجدات البرنامج الوطني للتمنيع وكذا مناقشة آثار التلقيح ضد كوفيد 19 على البالغين والأطفال، ومدى إمكانية تحول هذا الفيروس إلى مرض موسمي، إضافة إلى محاور أخرى.
وشارك في هذا اللقاء عدد من الخبراء والمختصين كما هو الشأن بالنسبة للبروفيسور مولاي الطاهر العلوي رئيس اللجنة العلمية الوطنية ضد كوفيد 19، والدكتور عبد الحكيم يحيان، مدير مديرية السكان بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والدكتور محمد بنعزوز المسؤول عن البرنامج الوطني للتلقيح بالوزارة، والبروفيسور محمد البوسكراوي، أستاذ طب الأطفال والأمراض التعفنية، والدكتور روبرت كوهن، الخبير رئيس أنفوفاك فرنسا وفاعلين آخرين.
وبحسب بلاغ للمنظمين، توصل “سيت أنفو” بنسخة منه، فقد أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس أنفوفاك المغرب، خلال كلمة له بمناسبة افتتاح أشغال هذا اللقاء العلمي أن البرنامج الوطني للتلقيح الذي تتوفر عليه بلادنا متقدم ومتطور مقارنة بالبرنامج الفرنسي نموذجا، بإدراجه لقاحات جدّ مفيدة كاللقاح ضد الروتافيروس، مما ساهم في القضاء على العديد من الأمراض والتقليص من ضراوة أخرى ومستوى انتشار عدواها وبالتالي أصبح متحكما فيها.
وأوضح الدكتور عفيف، على أن المرأة المغربية هي عمود الأسرة والمجتمع، وتقوم بأدوار أساسية في كل المجالات، وبالتالي يجب الاهتمام بها والعناية بصحتها، منوها بالخطوات والأشواط التي تم قطعها لإدراج اللقاح ضد سرطان عنق الرحم في الأيام المقبلة ضمن البرنامج الوطني للتلقيح، لحماية فتيات اليوم ونساء الغد من هذا المرض الذي يعتبر ثاني أكثر السرطانات انتشارا في صفوف النساء بعد سرطان الثدي والذي له تبعات ليست بالسهلة، صحيا واجتماعيا واقتصاديا.
وأبرز رئيس أنفوفاك المغرب، أن كلفة إدراج هذا اللقاح تصل إلى 70 مليون درهم، مبرزا أنه يمكن توفير 150 مليون درهم إذا ما تم العمل على تقليص أسعار اللقاحات والتعويض عن مصاريفها بشكل كلي في القطاع الخاص مقابل فسح المجال أمام الأسر المعوزة التي لا تتوفر على تأمين صحي لتستفيد من لقاحات البرنامج الوطني للتمنيع في المراكز الصحية، وهو ما سيسمح بإدراج وإضافة لقاحات ضد أمراض أخرى وتوسيع السلّة التلقيحية مرة أخرى، مما سينعكس إيجابا على الصحة العامة وعلى الناشئة.
من جهته، قال عبد الحكيم يحيان، مدير مديرية السكان، في تصريح له، إن إدراج اللقاح ضد سرطان عنق الرحم ضمن البرنامج الوطني للتلقيح هو خطوة مهمة من أجل تقليص نسبة الإماتة والمراضة بهذا المرض الذي يصيب النساء، وهناك عمل جاد ومسؤول لبلوغ هذا الهدف، كما أن إدراج اللقاح يعتبر كذلك مؤشرا للتأكيد على انخراط الحكومة لدعم مقاربة النوع لأجل المزيد من المساواة في كامل الحقوق.
بدوره، أفاد محمد بنعزوز، المسؤول عن البرنامج الوطني للتلقيح، أن مشاركته في هذا اللقاء، تأتي في إطار تخليد وزارة الصحة للأسبوع العالمي للتلقيح، وذلك تحت رعاية وزير الصحة والحماية الاجتماعية، للحديث مرة أخرى عن التلقيح لكن بالخصوص عند الأطفال، تزامنا وما بذلته بلادنا من جهود للتلقيح ضد الكوفيد 19 خاصة وأن الجائحة لا تزال حاضرة، إلا أن هذا العمل الجاد والكبير الذي تم القيام به لا يجب أن ينسينا أن هناك أمراضا معدية لها قوة انتشار أكثر من الكوفيد والتي تخص الأطفال، بحسب تعبير بنعزوز.
وأضاف بنعزوز، أن المغرب بفضل البرنامج الوطني للتلقيح الذي يعد أفضل من البرامج التي تتوفر في دول مجاورة، استطاع توفير اللقاحات مجانا للمواطنين والمواطنات، وأمكن بفضلها القضاء على مجموعة من الأمراض التي لم تعد حاضرة اليوم كما هو الشأن بالنسبة شلل الأطفال كما انخفضت الإصابات بأمراض أخرى تعتبر مشكلا صحيا كبيرا في عدد من الدول كمرض الحصبة المعروف بـ “بوحمرون”.
وتابع أنه يجب الحفاظ على هذه المكتسبات بدعم التلقيح والتأكد من أن الأطفال كلهم حصلوا على اللقاحات الضرورية، سواء مها الأولية أو التذكيرية كما هو مسطر في الجدول الوطني للتمنيع، مشدّدا على أن التلقيح يمنح فرصة أخرى للحياة، وهو ما تؤكده العودة إلى الحياة شبه الطبيعية بفضل اللقاح ضد كوفيد 19، حيث أصبحت هناك حركية للأشخاص الذين يتنقلون بكل سلاسة ويسر عبر العالم بأسره مقارنة بما عشناه خلال موجات الجائحة.
من جهته، قال البروفيسور محمد بوسكراوي، إن بلادنا حققت نجاحا في تلقيح الفئة العمرية ما بين 12 و 17 سنة ضد فيروس كوفيد 19، إذ أن ثلثي الأطفال واليافعين المعنيين تم تلقيحهم بجرعتين كاملتين وهو ما يبين حجم الانخراط والالتزام والوعي الجماعي للآباء والأمهات والأطفال وكذا المجهود الكبير الذي تم بذله لتحقيق هذه النتيجة لأن الأطفال والشباب يتميزون بحركية كبيرة وانفتاح على بعضهم البعض ويتفاعلون بكل طلاقة مما يساهم في نشر العدوى على نطاق واسع في حال وجود إصابات في فضاء من الفضاءات التعليمية أو الأسرية.
أما روبرت كوهن، الخبير رئيس أنفوفاك فرنسا، فقال إن جودة فعالية التلقيح ضد كوفيد 19 عبر العالم، تأكدت من خلال مختلف الدراسات والأبحاث العلمية مما ساهم في تجنيب عدد كبير من الأشخاص خطر الموت، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن، وتأكدت جدوى التلقيح كذلك بالنسبة للحوامل، مشدّدا على أهمية تلقيحهن أيضا ضد سرطان عنق الرحم، من أجل حمايتهن وحماية مواليدهن، لأن إصابتهن بهذا السرطان يؤدي في الكثير من الحالات إلى إصابة المواليد بمرض يتسبب لهم في صعوبات في التنفس وتكون له العديد من التبعات، وهو ما يؤكد على الأهمية المزدوجة للتلقيح.
وتابع المتحدث ذاته، أن تمكين الفتيات من هذا اللقاح يعتبر خطوة رائدة وجد مهمة بالنظر إلى أن سرطان عنق الرحم هو ثاني أكثر السرطانات انتشارا عند المرأة ويؤثر على جودة العيش والحياة وتكون له العديد من التبعات الصعبة عضويا ونفسيا.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية