نقل العدوى لأفراد أسرته.. طالب مغربي يروي كيف هزم فيروس “كورونا”

لكل قصة بداية، لكن قصة محمد مع وباء كورونا ليست لها أي بداية، فهو لحد الساعة لا يعرف كيف ومتى انتقلت له العدوى، فكل ما يعرفه هو أنه عاش لحظات عصيبة لا يمكن نسيانها.

محمد الذي كان يقضى فترة تدريب بإحدى الشركات بفرنسا، عاد إلى المغرب خلال الأسبوع الأول من شهر مارس، بعدما شعر بالخوف، عقب ظهور أولى حالات الإصابة بالفيروس، دون أن يكمل تدريبه، الذي لطالما انتظره.

الخوف والارتباك وبعده عن حضن عائلته، جعلاه يفكر في العودة إلى بلده، لعله وعسى يسلمه من هذا الوباء اللعين، الذي كان يتابع كل تفاصيله عبر القنوات العالمية، دون أن يخطر على باله ولو للحظة، أنه سيصاب بالفيروس، وسيكون سببا في نقل العدوى لعائلته بمدينة مراكش.

وصل محمد إلى بلده المغرب، ووجد أمامه أطقما طبية بالمطار، تم قياس درجة حرارة جسمه، وطرح مجموعة من الأسئلة عليه، من قبيل المدينة التي قدم منها وأي كان يشتغل، وهل كان يتواجد رفقة شخص مريض أو تظهر عليه علامات كورونا، وبعد لحظات طلبوا منه أن يرحل إلى المنزل مع أخذ الاحتياطات اللازمة.

تطمينات الأطقم الطبية له، جعلته يسترجع أنفاسه، ويحس بالنوع من الفرحة، بعدما كان الخوف يسيطر عليه.

عاد إلى منزل والديه بمدينة مراكش، وجد الكل في انتظاره، جلس ساعات وهو يحكي لهم عن هذا الوباء، وكيف كان يتابع كل صغيرة وكبيرة عنه، عبر القنوات التلفزية، قبل أن يأكل كل ما لذ وطاب من المأكولات ويذهب إلى سريره كي يخلد إلى النوم.

في الصباح الباكر استيقظ محمد وهو يشعر بآلام حاد على مستوى الرأس، لم يفكر أبدا في الفيروس، بل اعتقد أن التعب الناتج عن رحلة السفر هو الذي سبب له هذا الآلم، لكن بعد مرور ساعتين بدأت حدة الآلام تزداد شيئا فشيئا.

كلما مر الوقت إلا وزادت حدة الآلام، ليشعر بعدها باسهال حاد، لم يجد محمد أمامه من خيار سوى ربط الاتصال بمركز ألو يقظة، وإخبارهم بكل ما يحس به، ليطلبوا منه قياس درجة حرارته وإعادة الاتصال بهم.

لم تمر سوى بضع دقائق، حتى سمع محمد هاتفه يرن، فأجاب شقيقه ليجد مركز ألو يقظة يتصلون به، لأنه لم يعاود الاتصال بهم، وبعد معرفة أن درجة حرارته مرتفعة، قدموا إلى المنزل من أجل اصطحابه إلى المستشفى، عبر سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية.

كانت الأمور تسير بسرعة البرق، لدرجة أنه لم يستوعب ماذا يجرى حوله، قضى أزيد من 18 يوما داخل المستشفى، بين الارتباك والخوف، كانت أخبار العائلة تتقاطر عليه، لا سيما بعدما علم أن والدته وأشقائه، أصيبوا بفيروس كورونا.

عاش محمد أصعب أيام حياته، لكن بعد سماعه بأن والدته وأشقائه الثلاثة تجاوزوا المحنة بسلام، وعد والدته بأن يهزم المرض ويعود إلى حضنها، وبدأ يقاوم الفيروس.

بعد مرور 10 أيام بدأت أعراض المرض تختفي، وبدأ جسمه يقاوم المرض يوما بعد يوم حتى تجاوز هذه المحنة، يقول “عشت تجربة مريرة والأصعب فيها أنني نقلت العدوى لأعز الناس علي، دون أن أدري”.

يقول محمد يوم أخبرني الطبيب أنني شفيت من الفيروس لم أصدق الأمر وجلست على الأرض لأسجد لله، وعينايا تدمعان، كانت صورة والدتي لا تفارقني طيلة هذه المدة.


“إسكوبار الصحراء”.. قرار محكمة البيضاء في حق الناصري وبعيوي

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى