موجة البرد.. روح تضامن واسع بتعليمات ملكية سامية لمساعدة الساكنة المتضررة
لطالما أبانت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تعكس مبادراتها بشكل مثالي الحس الاجتماعي القوي للملك محمد السادس، عن سرعة واحترافية طبقا للتوجيهات الملكية السامية، لتقديم المساعدة إلى المغاربة عند الحاجة.
وكان أحدث تجليات هذه التعبئة المستمرة في فبراير الماضي عندما تضافرت جهود المؤسسة والقوات المسلحة الملكية، بتعليمات ملكية سامية، لإطلاق عملية مساعدة عاجلة واسعة النطاق لفائدة سكان الأطلس والجنوب الشرقي المتضررين من موجة البرد والتساقطات الثلجية، وذلك انطلاقا من الدار البيضاء.
وما دام الوضع لا يحتمل التأخر، لأن الأمر يتعلق بحياة ساكنة تقع ضمن المجال الجغرافي الذي تضرر من موجة البرد القارس والتساقطات الثلجية، فقد قامت وقتها طائرات تابعة للقوات المسلحة الملكية انطلاقا من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء بنقل المساعدة العاجلة لفائدة السكان المتضررين من موجة البرد والتساقطات الثلجية.
هذه العملية الضخمة دبرتها عناصر مؤسسة محمد الخامس للتضامن والقوات المسلحة الملكية بشكل احترافي سلس اعتمادا على التجرية والخبرة التي راكمتها ميدانا في عمليات مماثلة غطت داخل الوطن وخارجه، وشملت مناطق منكوبة بإفريقيا، والعالم العربي مثل ما حصل حين تعرض مرفأ بيروت لانفجار مهول فتحركت القوات المسلحة الملكية بسرعة فائقة وأقامت مستشفى ميدانيا هناك سنة 2020 .. الشيء نفسه كان قد حصل بغزة سنة 2018 ، حيث أقيم هناك مستشفى ميداني مماثل قدم خدمات طبية وعلاجية لفائدة المرضى والمصابين من أهالي القطاع.
وكما العادة، جرى تعبئة فرق متخصصة تابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن والقوات المسلحة الملكية، والتي عملت بتنسيق مع القطاعات المعنية والسلطات المحلية، من أجل الاستجابة لحاجيات المناطق المتضررة في الأقاليم المستهدفة (زاكورة وورزازات وتارودانت).
يتعلق الأمر إذن بجسر جوي اشتغل ليل نهار، كي ينقل، فضلا عن المساعدات الغدائية ومستلزمات أخرى، رسائل دالة وبليغة مفادها أن الوطن يحتضن كل أبنائه في أوقات الأفراح والشدائد.
وما دامت المناسبة شرطا، فقد اكتست هذه العملية طابعا خاصا واستثنائيا، لأنها جاءت مباشرة بعد التساقطات الثلجية المهمة، ونزول درجات الحرارة الى مستويات حادة، الشيء الذي جعل الساكنة ببعض المناطق تعيش ظروفا صعبة، وهو ما تطلب من المؤسسة التواجد إلى جانبهم والتفاعل بسرعة مع احتياجاتهم.
وشملت هذه العملية، التي كانت تروم التخفيف من وطأة هذه الظروف على الساكنة المتضررة، إلى جانب الدعم الغذائي مرافقة اجتماعية وخدمات طبية لفائدة الساكنة، حيث جرى تعبئة كل الأطقم من مساعدات اجتماعيات وأطباء وكوادر خاصة بالمؤسسة.
وبالنظر لوجود مجالات جبلية وعرة بالمناطق المستهدفة، فقد تطلب الأمر وقتئذ التدخل عن قرب لدى الساكنة، لاسيما على مستوى الدواوير الجبلية والنائية، من خلال توفير مساعدات إنسانية عاجلة تتكون من منتجات غذائية وأغطية، فضلا عن مواكبة اجتماعية ملائمة ورعاية طبية على مستوى القرب.
وفضلا عن تعبئة طائرات القوات المسلحة الملكية لهذا الغرض انطلاقا من مطار الدار البيضاء، جرى أيضا تعبئة مروحيات للوصول إلى المناطق المعزولة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرص عناصر مؤسسة محمد الخامس للتضامن والقوات المسلحة الملكية، على الوصول لكل المناطق حتى وإن كانت وعرة جدا.
مبادرة فريدة تنضاف لسلسة المبادرات الرامية إلى تكريس قيم التضامن والتآزر التي هي من صميم الحياة المغربية، والتي نادى بها وجسدها على أرض الواقع الملك محمد السادس منذ تربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية