مختل عقليا يعتدي على بائع تمور بشكل وحشي بشيشاوة وحقوقيون يستنكرون
أقدم أحد المختلين عقليا، أمس الأحد على مهاجمة بائع تمور بالقرب من سوق السمك بشيشاوة، حيث قام بضربه بواسطة حجر على مستوى الوجه وأسقطه أرضا، قبل أن يتركه غارقا في دمائه ويلوذ بالفرار.
وفي هذا السياق، أصدر الفرع الإقليمي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بشيشاوة، بيانا استنكاريا، توصل “سيت أنفو” بنسخة منه، جاء فيه ” بالرغم من تحذير المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بالرباط في بيان صادر عنه بتاريخ 26 يناير 2024 من خطورة اقدام السلطات العمومية على إفراغ ست حافلات من المرضى العقليين على مشارف مدينة شيشاوة، وما يشكله ذلك من انتهاك صارخ لإنسانية هؤلاء المرضى وتعريض ساكنة المدينة للخطر، وبعد متابعة هذا الملف عن كثب تبين للفرع الإقليمي للمركز المغربي لحقوق الإنسان بشيشاوة أن السلطات المحلية بالمدينة لم تتفاعل مع دعوات الفاعلين المدنيين والحقوقيين وعموم الساكنة التي وجدت نفسها في مواجهة مباشرة ومفتوحة مع هؤلاء المختلين عقليا، تخللتها حوادث يومية للهجوم والاعتداء على الأشخاص والممتلكات، أولها حادث مصرع مختل عقلي صعقا بالكهرباء بعد صعوده أحد أعمدة التوتر العالي للكهرباء، وآخرها تم تسجيله اليوم بعد اعتداء أحد المختلين عقليا على بائع تمور بالقرب من سوق السمك حيث قام بضربه بواسطة حجر على مستوى الوجه واسقطه أرضا غارقا في دمائه ولاذ بالفرار”.
وأضاف أنه “في الوقت نفسه، هاجم أحد هؤلاء المرضى العقليين -المقدر عددهم حاليا بحوالي 60 شخصا- بواسطة الحجارة مستعملي الطريق العمومي الرابط بين شيشاوة ومراكش على مستوى مدارة مدخل الطريق السيار بالقرب من الحي الحسني، حيث تسبب في اضطراب حركة السير وهدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم”.
وتابع الفرع الإقليمي “للأسف كل ما سبق ذكره، إليه في بيان سابق للمركز المغربي لحقوق الإنسان، وحذر من خطورة إغراق أحياء مدينة شيشاوة بأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية خطيرة يعرضون حياة مواطنين للخطر ويهددون السكينة العامة، وطالب باتخاذ الإجراءات والتدابير الملائمة للحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم وأيضا معاملة هؤلاء الأشخاص في حالة مرض عقلي ونفسي بما يليق بحالتهم وتجميعهم واخضاعهم للاستشفاء في مراكز مختصة”.
مركز حقوقي ينتقد تفريغ المختلين العقليين بشيشاوة
كشف المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان، إقدام السلطات العمومية بشيشاوة على تفريغ ست حافلات بدوار سيدي محمد صمبا، التابعة لجماعة سيدي محمد دليل قيادة السعيدات، على بعد حوالي عشرة كلمترات عن مدينة شيشاوة، وذلك مباشرة بعد خروج هذه الحافلات من الطريق السيار مراكش- أݣادير، حيث كانت محملة بأشخاص تبدو عليهم مظاهر المرض النفسي والعقلي، وذلك خلال ثلاث ليال من الشهر الجاري (ليلة 19 يناير حوالي الواحدة ليلا، وليلة 21 يناير حوالي العاشرة ليلا، وليلة 22 يناير، حوالي التاسعة ليلا)، أي بمعدل حافلتين في كل ليلة.
وأوضح المركز الحقوقي ضمن بيان له، أن الأمر “يتعلق بأشخاص مختلين عقليا ثم استقدامهم من مدينة الدار البيضاء، مستنكرا “هذا السلوك غير المسؤول”، مشددا على أن “هذا الفعل شنيع وغير إنساني لجأت إليه السلطات العمومية، واصفا إياه بالانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان على جميع المستويات، فمن جهة تعرض حياة هؤلاء المرضى إلى الخطر عقب التخلي عنهم في العراء، دون مراعاة لحالتهم الصحية والنفسية والعقلية، واحتياجهم للعناية الطبية المناسبة لأمراضهم، ومن جهة أخرى، أقدمت السلطات العمومية على إغراق دواوير بل وأحياء بمدينة شيشاوة بأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية خطيرة، مما يعرض حياة المواطنين بالإقليم إلى خطر الاعتداء من أشخاص مرفوع عنهم القلم بقوة القانون، مما يشكل تهديدا للسكينة العامة بالمدينة”.
وأشار المركز إلى أنه “تلقى مكالمات من مواطنين من أحياء الأمل والحسني والفرح والخريبات، ومن أصحاب محلات تجارية ومقاهي ، يشتكون من حالة الذعر التي أصابت الساكنة ومستعملي الطرق”.
وقال المصدر ذاته إن هذا السلوك يبدو أنه “غير معزول”، مشيرا إلى أن السلطات العمومية “دأبت عليه من خلال تفريغ أفواج تلو الأخرى من المهاجرين الأفارقة ومن الأشخاص المضطربين نفسيا وعقليا بإقليم شيشاوة، حتى جعلت منه أشبه ما يكون إلى حديقة خلفية لمآسي المدن الكبرى، وهو الأمر الذي نستنكره، وتستنكره الساكنة والمجتمع المدني”.
وشدد على أنه “عوض جلب المشاريع التنموية للمنطقة، لمؤازرة جهود السلطات الإقليمية، خصوصا بعد تداعيات كارثة زلزال الحوز المدمر، والذي لازالت ٱثاره ومخلفاته تستنزف مجهوداتها، يتم جلب وتفريغ المختلين العقليين والمهاجرين السريين، لتضيف مشاكل أخرى إلى المشاكل التي يعاني منها الإقليم”.