قصة امرأة هزمت “كورونا”.. مكالمات الأبناء قوّت المناعة النفسية وأنعشت الأمل الخافت

أشخاص من مختلف الأعمار وجدوا أنفسهم دون سابق إنذار مصابين بفيروس كورونا المستجد، دون أن يعرفوا كيف انتقلت لهم العدوى، ولا متى أصيبوا بهذا الوباء، الذي نخر أجساد أطباء ومحاميين وقضاة ومسؤولين كبار في مجموعة من الدول الأوروبية.

قصصهم مع فيروس كورونا، تختلف من شخص لأخر، لكن يبقى الرابط المشترك بينهم جميعا هو الخوف والرعب الذي يسيطر عليهم، حينما يعلمون أنهم مصابون بهذا الداء اللعين، ولا سيما خلال الساعات التي ينتظرون فيها نتائج التحاليل المخبرية.

لكل قصته مع هذا الفيروس اللعين، الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، فمنهم من استطاع بعزيمته التغلب عليه، ومنهم من استسلم له، ليكون مصيره هو الموت.

خديجة التي تشتغل بإحدى المصانع المتواجدة بمدينة العرائش، أصيبت بالفيروس أثناء عملها، لكنها للأسف الشديد لم تنتبه للأمر، رغم أنها كانت تحس بتعب شديد، وآلام على مستوى الحنجرة.

خديجة كانت تظن أن الآلام التي تشعر بها، عبارة  عن نزلة برد حادة ألمت بها، حينما أخذت دوش، لكن بعد تدور خالتها الصحية اضطرت لوضع شهادة طبية من أجل الجلوس في المنزل.

بعد مرور يومين على جلوسها في المنزل، توصلت باتصال هاتفي من أحد المسؤولين بالشركة التي تشتغل فيها، كان يحاول استفسارها عن وضعها الصحي، وقبل انهاء المكالمة طلب منها الاتصال بمركز ألو يقظة، لأن هناك مصابين بفيروس كورونا داخل الشركة.

المكالمة الهاتفية أربكت خديجة، لدرجة لم تعرف ماذا تفعل، في البداية ترددت في الاتصال بألو يقظة، لكن بعد مرور ساعة قررت الاتصال بهم، من أجل قطع الشك باليقين.

تقول خديجة إن الأمر كان صعبا جدا، فخبر إصابة بعض زملائها في العمل نزل عليها كالصاعقة، لدرجة أن الأمور اختلطت عليها، ولم تعد تفكر في شيء سوى أنها ستموت وستترك أبناء ها المتواجدين مع والدتها.

اتصلت خديجة بمركز ألو يقظة، وبعض الاستفسار عن حالتها الصحية، طلبوا بمنها أن تمدهم بعنوان المنزل الذي تقطن فيه، وذلك من أجل بعث سيارة الإسعاف لنقلها إلى المستشفى.

بدأ الخوف يراودها، فقررت ربط الاتصال بوالدتها وأبنائها وطلبت منهم المسامحة، بعدما أخبرتهم بأنها ستتوجه إلى المستشفى من أجل القيام بالتحاليل المخبرية الخاصة بفيروس كورونا، لحظات امتزج فيها الخوف بالبكاء.

تقول خديجة أنه بعد نصف ساعة قدمت سيارة الاسعاف واخذتها إلى المستشفى، وبعد إجراء التحاليل تبين أنها مصابة بكورونا، وأن وضعها مقلق.

دخلت المصابة إلى غرفتها بالمستشفى، وبدأ الخوف يسيطر عليها، لدرجة أنها لم تنم تلك الليلة، كل الأفكار السيئة بدأت تحوم حولها، لدرجة أنها في بعض اللحظات فقدت الأمل في العيش.

بدأت عائلتها الصغيرة تربط الاتصال بها بشكل يومي، محاولين رفع معنوياتها، بحيث كانت ابنتها الصغيرة تقول لها في كل اتصال إنها تنتظر عودتها إلى المنزل، من أجل الاحتفال بعيد ميلادها.

اتصالات العائلة جعلتها تتنفس الصعداء، وتعيد ترتيب أفكارها من جديد، وبدأ جسمها يتجاوب مع العلاج، لدرجة أنها أصبحت تخبر الطاقم الطبي المشرف على علاجها بأنها ستكون ضمن قائمة الأشخاص الذين تغلبوا على هذا الفيروس اللعين.

بعد مرور 13 يوما من العلاج داخل المستشفى، استطاعت خديجة التغلب على المرض، تقول إنها كانت تجربة صعبة للغاية، لدرجة فقدت الأمل في كل شيء، لكن بعد التفكير في فلذات كبدها، بدأت تعيد حساباتها، ووضعت أمام عينيها أن هناك أشخاص في حاجتها.


أشرف حكيمي يفضح هجوم باريس سان جيرمان

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى