فيضانات”ملعب تزيرت” تُحوّل الحكاية الأسطورية “تارْوا دّانت” إلى حقيقة
يبدو أن الحكاية الشعبية الشهيرة “تارْوا دّانتْ” التي تعود إلى عقود غابرة قد تحوّلت إلى حقيقة، بعد الفيضانات التي اجتاحت دوار “تزيرت” في جماعة إمي نتيارت بإقليم تارودانت، وماخلّفته من خسائر بشرية ومادية كبيرة، جعلت الحزن يكسو ملامح وجوه قاطني هذه الرقعة الجغرافية بالدرجة الأولى.
وأعادت هذه الفاجعة، الحكاية القديمة إلى أذهان المغاربة، التي تقول إن أصل تسمية تارودانت يعود إلى كون المدينة تعرضت بالفعل لفيضان في وقت مضى فتسبب في خرابها وهلاك أغلب سكانها.
وتروي الحكاية أن امرأة فقدت أبناءها وبفعل حزنها صاحت باللغة الأمازيغية “تاروا، دّانت”، أي الأبناء ذهبوا، وأنه مع توالي السنين أصبحت المدينة معروفة بهذا النعت وبكثرة الاستعمال إندمجت الكلمتين “تاروا ودانت” في كلمة واحدة فأصبحت تارودانت.
وطفت هذه العبارة الشهيرة ولاسيما لدى أمازيغ سوس، على السطح، عقب الحادث الأليم الذي قام بتعرية واقع إقليم مترامي الأطراف والمصنف ضمن أكبر أقاليم المملكة، والذي أظهر حجم المعاناة التي تقاسيها غالبية مناطقه في شتى الميادين، وذلك في مشهد يوحي وكأن عجلة التنمية توقفت به، مايؤكد أنها تحتاج إلى قطع أشواط طويلة من أجل تحقيق إقلاع تنموي.
يُذكر أن إقليم تارودانت عرف تساقط أمطار غزيرة، مساء الأربعاء الماضي، أدت إلى حدوث فيضانات نجم عنها وفاة 7 أشخاص بدوار تزيرت، فيما وقت لاتزال الأبحاث جارية عن مفقودين محتملين.