صـادم.. تحقيق تلفزيوني يعري واقع الحضانة في المغرب
كشف برنامج التحقيقات “45 دقيقة”، في حلقة الأحد الماضي، بعنوان “واقع الحضانة في المغرب”، والذي تبثه القناة الاولى، عن واقع مقلق لدور الحضانة في المغرب.
وأشار ياسين عماري مقدم البرنامج قبل عرضه للتحقيق، أن دور الحضانة في المغرب تقارب 500 فقط، بحسب أرقام رسمية، أما في الواقع فيحتسب بالآلاف، ما يبين بحسب مقدم البرنامج ان هناك اشتغال بعشوائية، وبدون أي ترخيص.
لا مبالاة
تقول سيدة صرحت للبرنامج، أنها وجدت ابنها جثة هامدة، عكس ما يتم ترويجه عن الحضانات كونها تراعي وتحترم الظروف الملائة لحضن الاطفال.
وأضافت أنها عرفت الحضانة عن طريق أصدقاء فقط، وضعت ابني في اليوم الأول، أما في اليوم الثاني فقد اتصلت بي لتخبرني أن الابن لا يتحرك، وصلت إلى الحضانة ووجدت ابني ميتا.
وقال مسؤول بوزارة الشباب والرياضة، أنه ومن خلال المعاينة التي تم انجازها، تبين أن هناك مساحة بيداغوجية غير محترمة، إضافة إلى الاكتظاظ، ما خلف ضحية (طفل) وفاة.
وأضافت سيدة أخرى أن دور الحضانة تعطي الأطفال أدوية من أجل اسكاتهم، وتنويمهم للأغراء حتى يتسنى لهم استقبال دفعات أخرى، وبالتالي مداخيل جديدة.
استثمار في البشر
قالت سناء خمريش، مديرة حضانة بالدار البيضاء، إن هذا الميدان أصبح يجذب الكثير من الناس للاستثمار فيه، ولكن ليس من السهل والهين أن تسثمر في مقاولة وتتقنها.
ومن شروط الاستثمار، تقول سناء، يجب على المستثمر أن يكون فاهما للميدان، أو سبق أن اشتغل به، أما المسألة الثانية فتتعلق بالامور الامنية والحمائية التي يجب ان تكون مضبوطة ومعقولة.
ووفق خمريش، فإن المستثمرين في الحضانة، أصبحوا يفتحون مشاريعهم وعندما تمتلئ يتم اغلاقها، ما جعل الفرصة مواتية أمام العشوائيين الذين لا علاقة لهم بالمجال.
ذات المتحدثة، أكدت الآباء هم من يملكون السلطة للحد من العشوائية في هذا القطاع، قبل دور الدولة في ذلك، لأن الأمر رهين بحب الخير للأبناء، لذلك وجب التعامل مع حضانات في المستوى.
وحسب معد الحلقة محمد حفيضي، فإنه انتشار أزيد 50 في المائة من الحضانات في محور الدار البيضاء، الرباط، قنيطرة، وبلغة الأرقام 279 حضانة من أصل 421، ما يبين أن الاستثمار كل ما كان في مدن كبرى كلما كان هامش الربح اكبر.
كما أكدت نسيمة اتيقي، مديرة تربوية بحضانة للأطفال بالدار البيضاء، الأثمنة على حسب الخدمات التي يتم تقديمها، في كل حضانة هناك اثمنة مدروسة.
وبعدما رفضت نسيمة التصريح بالأثمنة، عمد طاقم البرنامج الى استعمال الكاميرا الخفية ومحاولة تقمص دور أب يريد حضانة لابنه، حيث كشف التحقيق، أن أقل ثمن يصل الى 4000 درهم كمصاريف للتأمين، فيما قد يصل ثمن اليوم الكامل الى 9000 درهم، بمعنى 2250 درهم للشهر، وإذا ترك المحضون ما بين 12:00 و 13:00، فيكون الثمن المضاف هو 100 درهم، اضافة ان الحضانة المسائية تصل الى 200 درهم.
وفي حضانة أخرى يؤكد التحقيق الصحفي، ان الاثمنة تصل الى 2800 درهم للشهر، في حين تحدد تكاليف التسجيل في 6500 درهم، غير قابلة للارجاع اذا ما غير الزبون رأيه.
حضانة في البيت
ما صورته الكاميرا الخفية للبرنامج، يعد أمرا خطيرا، حيث تمتهن سيدة دور الحاضنة في شقتها الصغيرة، ما جل معد البرنامج في حيرة بعد اكتشافه أن اطفالا يتواجدون داخل شقة، على اعتبار ان الأمر ليس من السهل، وقد يتسبب في اشياء لا تحمد عقباها.
منذ 2006 والمرأة تشتغل بدون تأمين، وأطفال بين سنة وأربعة سنوات مجموعين في غرفة واحدة، ليس أمامهم الا تلفزيون وحيطان ضيقة.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية