حصري.. تفاصيل خطبة “وداع” الزفزافي ومصير خطيب “الفتنة”
حوالي خمسة أشهر على اعتقال ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، ولا زالت أسباب اعتقاله تخبئ مجموعة من المعطيات التي لم يسبق الكشف عنها، وعلى رأسها أين اختفى إمام مسجد محمد الخامس بالحسيمة؟ وكيف وصل موضوع الخطبة إلى الزفزافي حتى قبل إلقاءها؟.
مصدر جيد الإطلاع كشف لــ”سيت أنفو” أن عبد الرحيم أبركان، إمام مسجد محمد الخامس في الحسيمة، قدم استقالته مباشرة بعد الضجة التي خلفها احتجاج ناصر الزفزافي على مضمونها، والتي كانت موجهة ضده مباشرة.
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رفضت استقالة الإمام، ابن منطقة تماسينت، إذ اعتبرت أن سببها غير مقنع، واستمر إلى حدود اليوم من منصبه.
المصدر نفسه كشف أن “الإمام لم يرفض إلقاء الخطبة، التي أعدتها وزارة التوفيق خصيصا للمنطقة، كما فعل العديد من زملاءه في منطقة الحسيمة، الذين اعتبروا أنها تهدف إلى إبعادهم عن التعاطف مع حراك الريف، والإيقاع بالزفزافي”، موضحا أن “عدد من الخطباء الذين رفضوا إلقاء خطبة الوزارة استمع إليهم في محاضر رسمية من الباشا والأمن وقاضي التحقيق، وبرروا رفضهم تطبيق أوامر الوزارة بالخوف من رد فعل المصالين”.
وزاد المتحدث نفسه أن “الخطيب، الذي وصفه المتظاهرون بمثيري الفتنة، نودي عليه قبل أيام للاستماع إليه من طرف استئنافية الحسيمة، حيث أعيد إنجاز محضر جديد حول واقع تهجم الزفزافي، فأوضح أن قائد حراك الريف دخل قبل الصلاة وخرج قبلها، ما يؤكد توقيفه لشعيرة الصلاة، وهي التهمة التي اعتقل بسببها”.
وصول الزفزافي إلى المسجد قبل صلاة الجمعة لم يكن محض صدفة، إذ كشف مصدر قريب من التحقيقات، في تصريح لموقع “سيت أنفو”، أن قائد الحراك كانت له دراية بمضمون الخطبة.
وأكد الزفزافي للمحقيقين أن حوار هاتفيا دار بينه وبين والدته وشقيقه، منتصف نهار يوم الجمعة 26 ماي، تمحورت حول خطبة الجمعة، وقال للمحقيقين: “قال لي خويا أن الخطبة غادي تطرق ليك شخصيا، وعن الاحتجاجات اللي عرفاتها مدينة الحسيمة، وخبرتو أنني أنتوجه إلى المسجد، القريب من الدار، باش نوقف صلاة الجمعة يلا جبدوني”.
وبالفعل توجه الزفزافي إلى المسجد وجلس كباقي المصلين، وبعد مرور 15 دقيقة، انطلق الإمام في الجزء الثاني من خطبة الجمعة، وهي التي كانت موجه لانتقاد ناصر زفزافي، وهو ما أغضب هذا الأخير، وقال المصدر نفسه: “الزفزافي أكد وصفه للإمام بالدجال، ووجه خطابا داخل المسجد، وهو ما ظهر في عدد من أشرطة الفيديو”.
يذكر أن ناصر الزفزافي يتابع بتهمة “عرقلة وتعطيل حرية العبادات”، وباقتراف “أفعال تتمثل في المس بالسلامة الداخلية للدولة”، و”أفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون”.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية