جنس وصدمة ومساومة بالمال.. قصص معاناة ضحايا الابتزاز الإلكتروني -فيديو

تقف أمام باب المحكمة وقفة تائهة؛ تنتظر من يوصلها لبر الأمان، لا هي قادرة على العبور ولا حالها يسمح لها بالسؤال؛ سيدة في الثلاثينات من العمر لا تكاد تنطق بكلمة واحدة حتى تنهار باكية.

“واعدني بالزواج”

تقول رحمة (اسم مستعار) إن شخصا اتصل بها مدعيا أنه أخطأ الرقم؛ تطورت العلاقة بينهما وتجاذبا أطراف الحديث بعد أخذ ورد قررت استكمال مرحلة التعارف معه عبر تطبيق التراسل الفوري “واتساب”، فعلى الرغم من معرفتها البسيطة بتقنيات التواصل الحديثة، إلا أن السيدة الثلاثينية انجذبت لكلام المتصل.

“هضرنا أنا وياه وواعدني بالزواج، من بعد بدا كيقوليا دخل للحمام وصوريلي راسك”، تقول رحمة بكلمات تعبر عن خجلها من “مصيبة” ألمت بها وقلبت حياتها رأسا على عقب، فهي لم تكن تدرك أنها ستكون ضحية ابتزاز إلكتروني يوقعها في ويلات المساومة بالمال والخوف من الشوهة.

طالبها “الحبيب المزور” بالمال في بادئ الأمر، مقابل العدول عن نشر صورها “الفاضحة”، فلم ينفعها بعد ذلك إحساسها بالندم على ما اقترفته بكامل قواها العقلية؛ “سردت ليه 50 ألف فرانك ومن بعد 5 لير زيت بلدية و100 درهم”، هكذا استطاعت الشابة الضحية تهدئة المبتز الهائج، قبل أن تقرر استحضار شجاعتها وتبوح بسرها لمصالح الدرك التي ألقت القبض عليه متلبسا.

جنس ومشاهد ساخنة

شاب في ريعان شبابه متعلم ويرتدي ملابس من ماركات عالمية، كما أنه يشغل منصب مسؤولية، لم يتوقع قط أن يسقط في شباك حساب فيسبوكي يحمل اسم فتاة ذات معايير جمال فائقة، وهو الذي خبر خبايا العلاقات الغرامية على حد تعبيره.

تطور حديثه مع صاحبة الحساب الفيسبوكي إلى علاقة افتراضية، طول الحديث وصعوبة التواصل بسهولة دفعت “الحبيبين” إلى تبادل أرقامهما واستكمال الكلام عبر “واتساب”.

طالبته بممارسة الجنس عبر الكاميرا، تردد في بادئ الأمر لكنه خضع لغريزته في النهاية؛ خلع ملابسه واستجاب لطلبات “حبيبته الوهمية”.

“مارسنا الجنس عبر الكاميرا، شوية هضر معايا رقم آخر فالواتساب قاليا شوف أتصيفط ليا 5 آلاف درهم ولا نشوهك”، بصدمة كبيرة يصف الشاب الضحية شعوره لحظة إحساسه بـ “الشمتة”؛ لم يرغب متحدث “سيت أنفو” إطالة الأمر انصاع لأوامر المبتز ومده بالمبلغ الذي طالبه به أملا منه في إنهاء هذا الكابوس المرعب.

“رسلت ليه الفلوس ومع ذلك درت شكاية وباقي لحد الساعة كنساين شنو غيديرو معايا”.

حماية قانونية ونصوص تشريعية صارمة

يقول المحامي، عمر داودي لـ “سيت أنفو” إن الابتزاز الإلكتروني هو أن يعمد الشخص إلى تهديد شخص آخر من أجل إفشاء أسرار أو معطيات أو صور، يغشى منها الفضيحة مقابل المال.

وأكد المحامي نفسه أن العقوبة المنصوص عليها في القانون، تشير إلى معاقبة المُبتز من سنة إلى 5 سنوات وغرامة مالية من مائتي درهم إلى ألفي درهم.

جمعيات تدق ناقوس الخطر

يحرص المركز المغربي والدولي للحماية من الابتزاز  الالكتروني على مواكبة الوضع النفسي للضحايا، حسب ما أفاد به رئيس المركز، محمد بلمهيدي، إذ يبادر هذا الأخير إلى التحدث مع الضحية ومطالبته بحظر جل الحسابات التي يشك في ارتباطها بالشخص المبتز، لقطع الطريق عليه.

ثم يوجه المركز الضحايا لوضع شكاية لدى وكيل الملك بأي محكمة ابتدائية، لمباشرة الإجراءات القانونية ووضع القضية بين يدي القضاء، مع التشديد على عدم الاستجابة لمطالب المبتز والرضوخ لمساوماته بالمال.


هزة أرضية تضرب إقليم الحوز

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى