بسبب أزمة مائية حادة وخانقة.. مطالب بإعلان إقليم زاكورة منطقة منكوبة وجافة
أكد جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة، على وجود أزمة مائية حادة وخانقة ناتجة عن استنزاف الفرشات المائية وتدهور الواحات بشكل كبير بإقليم زاكورة، مشدّدا على أن الأمر يتطلب اتخاذ تدابير وإجراءات استعجالية لإيجاد حلول ناجعة لمعاناة سكان المنطقة، أبرزها ضرورة إصدار قرار عاملي يعتبر إقليم زاكورة منطقة منكوبة وجافة، لأن اتخاذ هذا القرار العاملي من شأنه اتخاذ مجموعة من الإجراءات على مستوى الجهات المركزية لإيجاد حلول لأزمة الماء بإقليم زاكورة، يقول أقشباب.
وأوضح رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة، في تصريح لـ”سيت أنفو” أن إقليم زاكورة يشهد اليوم أزمة مائية حادة خانقة لم يسبق لها مثيل، ناتجة عن تدهور الموارد المائية السطحية والباطنية وتراجع المخزون المائي لهذه الموارد المائية.
وفي ما يخص المياه السطحية، قال جمال أقشباب، إنها لا تتتعدى 100 مليون متر مكعب بسد المنصور الذهبي، كما أن المياه عرفت تراجعا كبيرا حلال هذه السنة بسبب الاستنزاف الخطير لهذه الموارد الجوفية، وبالتالي فإن تراجع المياه السطحية والباطنية أدى إلى معاناة كبيرة لسكان إقليم زاكورة في البحث عن قطرة ماء، مشيرا إلى أن المواطنين بمختلف جماعات زاكورة “تموت اليوم عطشا”.
وقال جمال أقشباب، إن “قطاعات الواحات بدورها، تعيش وضعية مقلقة وصعبة، حيث أن جذور نخيل التمر أصبحت اليوم لا تصل إلى المياه الجوفية التي تغذي جذورها وأصبح النخيل اليوم يحتظر”.
وفيا يتعلق بالأسباب المؤدية إلى الأزمة الحادة للماء بإقليم زاكورة، أشار رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة، إلى أن هناك ظروف طبيعية ناتجة عن التغيرات المناخية، حيث عرف الإقليم جفافا قاتلا بفعل تراجع التساقطات المطرية بشكل كبير خلال السنوات الستة الماضية، فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة وكذا نسبة التبخر التي وصلت إلى 2000 ملمتر.
وتابع أقشباب أن “هناك أسباب أخرى ساهمت في استنزاف الفرشات المائية بإقليم زاكورة، حيث كان يتعين على جميع الجهات المعنية بالشأن المائي وضع رؤية واستراتيجية للتكيف مع هذه التغيرات المناخية وندرة المياه في مناطق زاكورة”، مشيرا إلى وجود استراتيجيات وسياسة تدبير عشوائية أدت إلى هذا الوضع، فضلا عن وجود فراغ مؤسساتي لعدم وجود جهة تقوم بتدبير الشأن المائي بإقليم زاكورة، وذلك من أجل الحد من استنزاف الثروة المائية.
ولفت أقشباب الانتباه إلى ما سمّاه ” التسيب الكبير” في حفر الآبار بإقليم زاكورة خاصة بمناطق إنتاج الدلاح التي تشهد حفر آبار في الظلام، بدون الاستناد إلى الإجراءات القانونية اللازمة، ما أدى إلى استنزاف الفرشات المائية، مضيفا أن تزايد زراعة البطيخ الأحمر التي وصلت سنة 2017 إلى 20 ألف هكتار ساهم هو الآخر في الأزمة الحادة للفرشاة المائية، حيث أن دراسة قامت بها وكالة الحوض المائي سابقا، كشفت أن حجم الموارد المائية التي يستهلكها الدلاح حوالي 12 مليونا مكعب سنويا، وهي كافية لتحقيق الأمن المائي لمنطقة زاكورة بحسب تعبير جمال.