بالفيديو – لأول مرة.. “سيت أنفو” يكشف كواليس مراقبة الهلال
بمجرد أن تطأ قدماك مقر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في المشور السعيد بالعاصمة الرباط، تجد نخبة من المتخصصين في علم التوقيت ورصد الهلال، اجتمعوا حول طاولة في قاعة بالطابق الأول، في ممر كبير يؤدي إلى المكتب المخصص للوزير أحمد التوفيق؛ توحي ملامحهم من أول وهلة أنهم مُقدِمون على مهمة صعبة تحتاج تركيزاً لا يجب أن يسجل الخطأ فيها.
في مقابلة شهرية لرصد هلال الشهور القمرية، سُلح كل واحد منهم بهاتف وأوراق من بينها خارطة المغرب توضح مدى إمكانية الرؤية في كل منطقة، وأخرى تضم خانات أسماء المدن والجهات.
“أول اتصال ديال ثبوت أو عدم ثبوت رؤية الهلال غادي يجينا غالبا من فيكيك” يقول خالد بوطيب، رئيس قسم الحج ومراقبة الهلال، في إشارة إلى أنها أول مدينة بالمملكة تغرب عنها الشمس، وبعد لحظات من الترقب تبدأ الاتصالات بالتقاطر، من مندوبيات الوزارة الوصية، من بينها: فكيك، وجدة، وعدة مدن أخرى تقع شرق المغرب تدخل على خط سباق الاتصالات.
بعد مرور 20 دقيقة عن آذان صلاة المغرب، تنطلق أولى إرهاصات رصد الهلال عبر أكثر من 270 نقطة مراقبة موزعة عبر التراب الوطني، يشد المراقبون أنظارهم نحو السماء دون استعمال أي أجهزة أو تلسكوبات؛ يقول أحمد التوفيق في هذا الباب إن “الرؤية جاءت في السنة، وهكذا كانت دائما بالعين المجردة فنحن لا نستعمل الآلات”.
وبالعودة لقاعة استقبال الاتصالات تجد أن كل متخصص أصبح منعزلا عن العالم، ومرتبطا بالهاتف والأوراق التي أمامه، ولا يسمع ما يجري من حوله إلا صوت رنين الهاتف. من بين هؤلاء شاب في مقتبل العمل يرتدي بذلة سوداء، وتظهر على محياه علامات الانغماس في العمل، يجيب على الاتصال محدقا في ساعته اليدوية، ويسأل المندوب عن حالة الطقس ونتائج المراقبة مدونا كل صغيرة وكبيرة في خانات فارغة خصصت لذلك.
في التوقيت نفسه بمدينة الدارالبيضاء، طاقم “سيت أنفو” لم يفوت فرصة مرافقة لجنة مراقبة الهلال إلى أعلى صومعة مسجد الحسن الثاني، المطل على المحيط الأطلسي، ما يعطي إمكانية الرصد بكل سهولة، “إلا شافو واحد منا، كيتأكد الجميع… وفالوقت اللي ما كيكونش كيتأكد الجميع وكيوقعوا فواحد المحضر وكتعلم الإدارة فاللحظة” يوضح أحمد الركيبي، الإمام والخطيب.
بعد لحظات من الترقب، يدخل فرد من القوات المسلحة الملكية، مرتديا زيه الرسمي، ويحمل بين يديه تقريرا حول مراقبة الهلال، ويكشف أحمد التوفيق أن إسهام هذه الأخيرة في عملية المراقبة، جاء بأمر من قائدها الأعلى الملك محمد السادس.
مباشرة بعد الانتهاء من استقبال جميع المكالمات من مختلف مندوبيات الشؤون الإسلامية، وكذا التوصل بالتقرير الخاص بالقوات المسلحة الملكية، بخصوص مراقبة هلال شهر شعبان، يعد بلاغ ويوزع على مختلف وسائل الإعلام الرسمية.
تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب
انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية