المحطة الطرقية لأولاد زيان تسائل نفسها بأي حال عدت يا عيد
إذا كان السفر قطعة من النار في الأيام العادية، فبحلول عطل المواسم الدينية على الخصوص يزداد لهيبها، حيث مع كثر الإقبال يجد العديد من المسافرين عناء مضاعفا في اقتناء تذاكرهم وحجز مقعدهم من أجل ملاقاة أهاليهم وذويهم لتقاسم فرحة هذه المناسبات سواء أكانت عيد الفطر أو عيد الأضحى.
غير أن الحال خلال هذه السنة خرج عن المألوف، بحيث أنه في مثل هذه المناسبات كانت المحطة الطرقية لأولاد زيان بالدار البيضاء، بحسب العاملين بها، تعج بالمسافرين مما يخلق جوا من الفوضى تنغص على المسافرين يومهم وتزيدهم عناء فوق عناء السفر.
وفي هذا الصدد، أكد العاملون أن عدد الحافلات التي كانت تغادر هذا الفضاء للنقل الطرقي نحو مختلف الوجهات لم يكن يقل عن 500 حافلة في اليوم الواحد في السنوات الفارطة على عكس هذه السنة، إذ بالرغم من قرب رؤية هلال عيد الفطر فإن عدد الحافلات لا يتجاوز حتى الآن 140 إلى 200 حافلة في اليوم.
وأوضحوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العدد تراجع بشكل تدريجي عما كان عليه الوضع قبل الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا، حتى أصبحت الحافلات المشغلة لا تتجاوز نسبتها 60 في المائة من الطاقة الاستيعابية لهذه المحطة الضاربة في عمق التاريخ، وذلك فضلا عن كون مجموعة من هذه الناقلات تغادر المحطة في الوقت المحدد، وقبل أن تستنفذ عدد مقاعدها أملا في تحقيق ذلك في طريقها أو بمحطات العبور.
ولم يستثني العاملون في المحطة أن يكون هذا التراجع ناجما أساسا عن ضعف القدرات الشرائية جراء الظروف الاقتصادية الراهنة، أو لتواجد بعض وسائل النقل البديلة، إلى جانب الوضع الذي آلت إليه المحطة في الآونة الأخيرة، مما يستدعي -في رأيهم- إعادة النظر في طبيعتها وربما التفكير في إحداث محطة جديدة تستجيب لمتطلبات العصر بالاعتماد على الرقمنة كوسيلة لتأمين أفضل الخدمات التي يتطلع إليها المسافر في المستقبل بشكل يليق بمستوى العاصمة الاقتصادية.
وفي المنحى ذاته، أشار خالد لبيب الإدريسي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية وتنسيق البرامج بعمالة مقاطعات الفداء مرس السطان، إلى أن هناك بعض الممارسات غير القانونية التي يلجأ إليها بعض النقالة من قبيل بيع التذاكر على اعتبارها صالحة لجميع الجهات، إذ يعتبر ذلك ضربا من التلاعب الذي تعمل لجنة المراقبة على التصدي له، إلى جانب انكبابها على ضبط كافة المخالفات المحتملة والبث في الشكايات التي يتقدم بها المواطنون.
هذا ما تم الكشف عنه بشكل جلي من خلال عدد من الزيارات الميدانية التي دأبت اللجنة الإقليمية المختلطة لمراقبة الأسعار والجودة التابعة للنفوذ الترابي لهذه العمالة على القيام بها طيلة شهر رمضان الفضيل، حيث توقفت عند بعض المخالفات المتمثلة أساسا في رفع التسعيرة حيث تراوحت الزيادة في تذاكر بعض الوجهات ما بين 10 و 40 درهما.
ولهذا الغرض، فقد تم تكثيف جهود اللجنة، حسب ما قاله لبيب في تصريح للقناة الإخبارية M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، وخاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، مع اقتراب عطلة عيد الفطر والعطلة الاستثنائية التي أقرتها الحكومة، بحيث تم وضع نظام الديمومة تحسبا لتزايدة الإقبال على المحطة، وكذا للضرب بيد من حديد على المحتالين أو المتلاعبين بالأسعار المقننة.
وعلى العموم، فإن المحطة الطرقية أولاد زيان لم تبد بالاكتظاظ المعهود عشية عطلة عيد الفطر كما هو الحال في السنوات الماضية. وبحسب المتتبعين بشكل يومي لحالة الرواج المتذبذب الذي تعرفه هذه المحطة، فإن المرجح أن يعرف اليومان الأخيران من شهر رمضان إقبالا أكبر يعوض النقص المسجل حاليا في عدد الزبائن. فبالنظر إلى الالتزامات المهنية، فإن معظم المسافرين لا يتوجهون إلى الأماكن التي يقصدونها إلا عشية العيد.
في أحد منافذ المحطة، تصطف العشرات من سيارات الأجرة الكبيرة في محاولة منها للظفر بنصيب من هؤلاء المسافرين ممن يفضلون وسيلة المواصلات هذه لسرعتها وتوفرها، وإن كانت أكثر تكلفة.