المجلس الوزاري.. قوانين جديدة وتحفيزات قوية لكسر عزوف الشباب وإعادة بناء الثقة في السياسة

بتوجيهات ملكية سامية تضع الشباب في قلب معادلة التنمية والمستقبل، صادق المجلس الوزاري، اليوم، برئاسة الملك محمد السادس على ما يشكل “قطيعة حقيقية” مع المقاربات السابقة في التعاطي مع الشأن الانتخابي. فمن خلال حزمة القوانين التنظيمية الجديدة، تروم الرؤية الملكية من الانتقال الفعلي إلى تمكين الشباب عبر التنفيذ الملموس، من خلال إجراءات عملية تهدف إلى تفكيك الحواجز التي طالما أبعدتهم عن ميدان الفعل السياسي.

دفعة جديدة ليست مجرد تعديلات تقنية، بل رسالة سيادية واضحة بأن زمن النخب المغلقة قد ولى، وأن أبواب المشاركة السياسية قد فتحت على مصراعيها أمام جيل جديد، ليس فقط كأرقام في اللوائح الانتخابية، بل كصانع قرار وقوة اقتراحية فاعلة.

فلأول مرة، تقفز حزمة الإصلاحات المرتقبة إلى رهان تقديم حل عملي لواحد من العوائق التي كانت تمنع العديد من الشباب من خوض غمار الانتخابات: التكلفة المادية للحملات الانتخابية. حيث سيتم العمل على إقرار تحفيز مالي مباشر ومهم للمترشحين الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، سواء تقدموا عبر لوائح حزبية أو كمستقلين. هذا الإجراء، المتمثل في تعويض جزء كبير من مصاريف الحملة، لا يعتبر دعماً مالياً فحسب، بل هو رسالة واضحة مفادها أن الكفاءة والطموح يجب ألا يصطدما بعائق الإمكانيات المادية.

ولم تقتصر الإجراءات على الدعم المالي، بل امتدت لتشمل تبسيط مساطر الترشح أمام الطاقات الشابة التي تفضل العمل خارج الهياكل الحزبية التقليدية. حيث يرتقب أن يتم حصر شروط الترشح للمستقلين في متطلبات محدودة تضمن جدية المترشح دون أن تتحول إلى حواجز إدارية معقدة ، بهدف إتاحة الفرصة لكل شاب يمتلك المبادرة وحس المسؤولية لتقديم نفسه للناخبين، ما يوسع قاعدة الخيارات ويعزز المنافسة القائمة على الأفكار والبرامج.

والظاهر أن هذه التدابير مجتمعة ليست مجرد تعديلات تقنية على القانون الانتخابي، بل هي تعبير عن فلسفة جديدة للدولة تجاه شبابها، في رسالة ثقة مباشرة تقول إن المشاركة السياسية لم تعد امتيازاً محصوراً، بل هي حق وفرصة حقيقية متاحة لكل من يملك الإرادة والقدرة على خدمة الشأن العام، في مسعى إلى تحقيق هدف مزدوج: إعادة بناء جسور الثقة المفقودة بين الشباب والمؤسسات السياسية، وفي الوقت نفسه، ضمان تجديد فعلي للنخب وتداول حقيقي للأفكار والكفاءات، بما يبث روحاً جديدة وحيوية متجددة في الممارسة الديمقراطية الوطنية.


حكم إيطالي بارز يقود نهائي المغرب والأرجنتين

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى