الشامي: المغرب يزخر برأسمال غابوي مهم جدا ويفقد 17 ألف هكتار منه سنويا -فيديو
قال أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إن المغرب يزخر برأسمال غابوي مهم، حيث يعتبر المغرب البلد الثاني في البحر الأبيض المتوسط بعد تركيا الذي لديه تنوع بيولوجي مهم.
وأوضح الشامي، اليوم الأربعاء بالرباط، خلال لقاء لتقديم مخرجات رأي المجلس حول موضوع “النظم البيئية الغابوية بالمغرب: المخاطر والتحديات والفرص”، أن الرأسمال الغابوي بالمغرب مهم في مجال تعدد الوظائف في مجالات السياحة والفلاحة والطاقة، مشيرا إلى أن الغابة تشكل 13 في المائة من مساحة المغرب أغلبيتها في المناطق الجبلية.
وأكد الشامي، أن 7 ملايين من المغاربة يعيشون في الغابات، أي ما يشكل نصف الساكنة القروية، مضيفا أن الغابات تساهم بـ 1,5 من الناتج الداخلية الخام، وتوفر 50 ألف منصب شغل، كما أن 30 في المائة من الخشب المستعمل في بناء المنازل أو الصناعة المغربية يأتي من الغابات المغربية، إضافة إلى كونها تساهم بـ 17 في المائة من أكل الماشية بالمغرب.
ونبّه الشامي إلى تدهور القطاع الغابوي بالمغرب، باعتبار أن 17 ألف هكتار من الغابات تضيع سنويا نتيجة الانعكاسات المناخية والرعي الجائر والاستعمال المفرط للموارد الغابوية التي تتجاوز بشكل كبير قدرة التجدد الطبيعي.
ولمواجهة هذه التحديات وترصيد الجهود والمكتسبات المنجزة طيلة العقود الثلاث الماضية، قال الشامي إن السلطات العمومية وضعت استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، والتي تهدف إلى إعادة تأهيل وإصلاح النظم الغابوية وتثمين مواردها وفق مقاربة مستدامة، مشيرا إلى أن الحصيلة المرحلية لهذه الاستراتيجية تبدو إيجابية لكنها لا زالت في بدايتها وبالتالي يصعب تقييم موضوعي لنتائجها على المجال الغابوي.
وأبرز أنه بناء على هذا التشخيص، يؤكد المجلس على أهمية تقاسم رؤية منسقة بين مختلف الأطراف المعنية مع إشراك الساكنة المحلية من أجل تحويل المحال الغابوي إلى مجال قادر على الصمود في وجه المخاطر وتعبئة الاستثمارات ذات الطابع المستدام وتعزيز القطاعات الواعدة التي من شأنها تثمين موارد هذا المجال الطبيعي وإيجاد بدائل اقتصادية للحد من اعتماد الموارد الغابوية.
ولمواجهة هذه التحديات، أوصى المجلس باتخاذ مجموعة من التدابير ذات الطابع الإجرائي من أهمها إحداث مدونة للغابات يتم بموجبها تجميع النصوص القانونية المعمول بها وتحديد حقوق والتزامات جميع الأطراف المتدخلة وتدقيق الطرق وكيفيات حماية التنوع البيولوجي وتحسين سلامة النظم البيئية الغابوية ومكافحة حرائق الغابات وتأمين الملك الغابوي من خلال استكمال تحفيظ المساحات الغابوية المتبقية.