استمرار الوصم والتمييز الاجتماعي وضعف الثقافة الصحية يحد جهود مكافحة السيدا في المغرب

المحجوب الداسع

رغم الجهود المبذولة لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية في المغرب، لاتزال بعض العوائق الاجتماعية والثقافية والنفسية، تحد من آثار هذه الجهود، في مجتمع لازالت فيه الاصابة بالفيروس، ضمن “الطابوهات” الاجتماعية، بشكل يفضل فيه العديد من المصابين بالفيروس عدم الولوج الى الخدمات الصحية.

واقع لا يترفع، سبق وأن أظهرته معطيات صادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، التي أكدت أن أكثر من خمُس الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، والفئات المفتاحية الأكثر عرضة، تجنبوا أو أخّروا الولوج إلى الخدمات الصحية بسبب الخوف من الوصم والتمييز، في حين يتعرض أكثر من نصفهم للوصْم.

وتشير الوزارة الى أن 22.9 في المائة من الفئة المذكورة تجنبوا أو أخّروا الولوج إلى الخدمات الصحية بسبب الخوف من الوصم والتمييز، بينما وصلت نسبة الذين تعرضوا للوصم إلى 53.8 في المائة، في وقت تطمح فيه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى خفض نسبة تجنب أو تأخير الولوج إلى الخدمات الصحية بسبب الخوف من الوصم أو التمييز إلى أقل من 15 بالمائة سنة 2026، وأقل من 10 بالمائة سنة 2030.

وعلى غرار باقي بلدان العالم، احتفل المغرب فاتح دجنبر الجاري، باليوم العالمي لمكافحة “السيدا” الذي يصادف فاتح دجنبر من كل سنة، في إطار التزام المملكة المغربية بمواصلة الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق أهداف “95-95-95″ التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، وتعزيز مجتمع أكثر صحة وعدلا وكرامة، إضافة إلى تنزيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية والسل والتهاب الكبد الفيروسي 2024-2030.

وانخفضت الإصابات الجديدة بفيروس السيدا في المغرب، بنسبة 22 في المائة بين 2013 و2024، وارتفعت نسبة الأشخاص الذين يعرفون وضعيتهم الصحية من 49 في المائة إلى 80 في المائة، فيما بلغت تغطية العلاج بمضادات الفيروسات 95 في المائة.

وتشير معطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الى استفادة 88 في المائة من المتعاطين للمخدرات عبر الحقن من خدمات الوقاية، مع توزيع 104 حقنات للشخص سنويا، ومحافظة 86 في المائة من المستفيدين على علاجهم بالميثادون، مما أسهم في خفض معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين هذه الفئة من 7,1 في المائة سنة 2017 إلى 5,3 في المائة سنة 2023.

ويسعى المغرب من خلال المخطط الاستراتيجي الوطني المندمج لمحاربة السيدا والتهاب الكبد الفيروسي والأمراض المنقولة جنسيا” إلى توسيع تغطية خدمات الصحة بحلول 2030، من خلال تمكين 95 في المائة من الفئات الرئيسية من خدمات الوقاية، وتوفير تدخلات وقائية لـ 165 ألف شخص، وتقديم علاج الميثادون لـ 4000 مستعمل للمخدرات.

كما يؤكد المخطط على إجراء 1.6 مليون اختبار للكشف عن فيروس نقص المناعة سنويا، منها 600 ألف للحوامل، وتأمين العلاج بمضادات الفيروسات لـ 21500 شخص. وبالموازاة، سيستفيد 2.5 مليون شخص من الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي، وسيحصل 10500 منهم على العلاج، ضمن مقاربة شمولية تجمع بين الوقاية والعلاج والمتابعة.

ومقابل أرقام وتعهدات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تشير معطيات جمعية مكافحة السيدا في المغرب(ALCS)، الى أن حوالي 23 ألفا وخمسمئة شخص يعيشون في المغرب مع الفيروس، بنسبة تغطية علاجية تبلغ 77 في المئة، وهي من أعلى النسب في شمال إفريقيا.

وأشارت الجمعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، الى أن التقدم المحرز في مواجهة فيروس نقص المناعة البشرية لا يزال هشا، معربة عن القلق إزاء تراجع التمويلات الدولية التي تهدد استدامة برامج الوقاية والعلاج، مؤكدة أن فحص النساء الحوامل ساهم في تقليص انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.

ولم تغفل جمعية مكافحة السيدا في المغرب، من التأكيد على ضرورة واهمية ضمان استدامة التمويل الحالي لبرامج مكافحة السيدا، خصوصا من صندوق النقد الدولي، وتوفير أدوات الفحص والوقاية باستمرار، وتعزيز مشاركة الجهات المحلية والمجتمع المدني، إضافة إلى تحفيز مساهمة القطاع الخاص في جهود الوقاية والدعم، للحفاظ على المكتسبات ومنع تراجع برامج مكافحة الإيدز.

ويعول المغرب على التشخيص والكشف المبكر والوقاية للحد من انتشار فيروس الايدز، رغم وجود تحديات اجتماعية وثقافية ونفسية، من قبيل استمرار الوصم والتمييز الاجتماعي الذي يطال المصابين بداء نقص المناعة المكتسبة في المملكة، إضافة إلى ضعف الثقافة الصحية في صفوف الأجيال الجديدة من الشباب، والانقطاعات في أدوات التشخيص والكشف المبكر.


يهم المنتخب المغربي.. “فيفا” يحدد الملاعب بعد سحب قرعة مونديال 2026

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى