الوجه الآخر للعلاقات الزوجية في زمن الحجر الصحي ـ أرقام وتفاصيل

إذا كان ولا بد من العودة للأرقام الدقيقة التي أعلنت عنها المدنوبية السامية للتخطيط في البحث الميداني عن طبيعة العلاقات الاجتماعية والأسرية في زمن الحجر الصحي، فلا بد من تحليل بعض من تلك الأرقام وليس كلها لأنها متشابكة وقد تقود إلى نتائج معقدة.

الرقم الأول الذي يحمل دلالة هو نسبة الرجال الذي ساهموا في الأشغال المنزلية من طبخ وغسل أواني…، وهي 45 في المائة.

45 في المائة من الرجال أصبحوا يقومون بالأشغال المنزلية في زمن الحجر الصحي، في الوقت الذي كانت هذه النسبة لا تتجاوز حوالي 13 في المائة سنة 2012. وإذا كان هذا التقدم  الملموس الذي أبان عنه الرجال في زمن الحجر الصحي في المساعدة في أشغال المنزل التي تسمى عادة عند المغاربة بـ”الشقا” المستخرجة بدورها من الشقاء لغة واصطلاحا، أي التعب المرفوق بالضغط اليومي القاهر، فإن الرجال الذين أبانوا عن هذا الحس في المساهمة في الأعمال المنزلية فهم المنحدرين من الفئة الأكثر تعلما.

بالعودة إلى أرقام مندوبية الحليمي، فإن الرجال الحاصلين على مستوى تعليمي عال ساهموا بواحد وخمسين دقيقة في المعدل في أشغال المنزل، والرجال الذين يتحدرون من الأسر الأكثر ثراء ساهموا بساعة وأربعة دقائق في هذه المهام.

بصيغة، أخرى، تريد الدراسة أن تستخلص أنه كلما ارتفع الوعي العام والمستوى الثقافي لدى الرجال، كلما ارتفع أيضا الوعي بكون جزء كبير من الأشغال المنزلية ليست بالضرورة “مهام نسائية”، وقد يعني هذا من جهة أخرى، أنه كلما تراجع مستوى الوعي لدى الرجال وحتى مستواهم المادي، إلا عدنا إلى المعادلة التي جعلت دائما الأشغال المنزلية قدرا نسائيا.

الوجه الوردي الذي توصلت إليه الدراسة، ليس إلا نصف الكأس المملوء في هذه المعادلة. فإذا سجلت تطورا ملحوظا ومستحبا وضروريا وواجبا في مساهمة الرجال في أشغال المنزل، إلا أنها تؤكد من جهة ثانية، وهذا النصف الفارغ في هذه الكأس، أن المرأة ما تزال الأكثر شقاء في هذه المهام، حيث خصصت وقتا يضاعف 6 مرات المدة التي خصصها الرجال.

نصف الكأس الفارغ هذا توقفت عنده المندوبية من خلال رقم ثالث، فلنتابع: في زمن الحجر الصحي، بلغ متوسط الوقت المخصص للأشغال المنزلية داخل البيت ساعتين و33 دقيقة في اليوم، بزيادة 33 دقيقة عن الوقت المعتاد أي خارج فترة الحجر الصحي، لكن مدة اشتغال المرأة بلغ 4 ساعات و27 دقيقة، في الوقت الذي ساهم الرجال في الأشغال المنزلية بـ45 دقيقة فقط!!

باختصار، وكما جاء في الدراسة، مساهمة النساء بلغت ست مرات مساهمة الرجال!!

وتستمر معاناة النساء في زمن الحجر الصحي في رعاية الأطفال من حيث الاحتياجات الفسيولوجية والمراقبة والألعاب، وهنا أيضا ساهمت النساء بساعة وعشرين دقيقة في المعدل مقابل 46 دقيقة فقط بالنسبة للرجاء، أي 1.7 مرة أكثر من الرجال، لكن الأهم هنا هو الإشارة إلى أن هذا النشاط الهام في رعاية الأطفال قام به ولأول مرة في المائة 3.4 في المائة من المغاربة، والمثير هنا أن الرجال الذين قاموا بهذه الأعمال المنزلية في زمن الحجر الصحي أكثر من النساء: 5.6 في المائة، مقابل 1.6 في المائة.

في الدراسة كثير من الثمتلات لتطور العلاقة الزوجية والأسرية في زمن الحجر الصحي، منها، كما توضح بالأرقام، ما يفيد تطور الوعي لدى الرجال بالأشغال المنزلية، لكنها ما تزال دون المنتظر لدى فئات من النساء.


ظهور “نمر” يثير الاستنفار بطنجة ومصدر يوضح ويكشف معطيات جديدة

whatsapp تابعوا آخر الأخبار عبر واتساب






انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية




زر الذهاب إلى الأعلى